تركيا تغير موقفها من الحلف الأمريكي الجديد

قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” إن تركيا ربما تقدم دعمًا عسكريًا أو لوجيستيًا للضربات الجوية التي يوجهها التحالف الأمريكي الجديد لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، حيث قال أردوغان في حوار مع قناة أن تي في التركية خلال زيارته لنيويورك الأمريكية لحضور اجتماعات الأمانة العامة للأمم المتحدة: “سنقدم الدعم اللازم للعملية، يمكن أن يكون الدعم عسكريًا أو لوجستيًا”.
وفي المقابل قال وزير الخارجية الأمريكي” جون كيري” إن تركيا تعهدت بالمشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، مشيرًا بعد لقائه بنظيره التركي “مولود جاويش أوغلو” إلى أن “تركيا عضو في هذا التحالف في شكل كامل وستكون في صفوفه الأمامية”.
واللافت في هذه التصريحات هو تعارضها مع ما سبقها، حيث رفضت تركيا قبل أيام التوقيع على الاتفاقية العربية الأمريكية للحرب على داعش، حيث رفضت تركيا بكل مستوياتها الانخراط في هذا التحالف، فقال رئيس وزرائها “أحمد داوود أوغلو” إن الخطة الأمريكية غير كافية لحل مشاكل المنطقة وأن تركيا ستكتفي بتقديم الدعم اللوجستي للعمليات الإنسانية والإغاثية، كما سافر أردوغان لنيويورك حاملاً في حقيبته حلاً تركيًا جديدًا للوضع الأمني المتفجر في سوريا والعراق مخالفًا للاستراتيجية الأمريكية الجديدة للحرب على الإرهاب عامةً وداعش خصيصًا.
ويعتقد أن المفاوضات التي دارت بين الجانبين التركي والأمريكي في نيويورك قد شهدت تطورات جديدة جعلت تركيا تتعهد بدعم الخطة الأمريكية في مقابل وعود متوقعة بتنفيذ خطتها المتمثلة في إنشاء منطقة عازلة شمال سوريا والعراق وعلى طول الحدود السورية التركية والعراقية التركية، وفرض حضر للطيران على كامل تلك المنطقة؛ مما يجعل المقيمين فيها واللاجئين إليها في مأمن من طائرات نظام بشار الأسد.
وبدوره قال نائب رئيس الوزراء التركي “بولنت آرينتش” إن الحكومة تسعى للحصول على مذكرة تفويض موسعة للقوات المسلحة، من أجل القيام بعمليات عسكرية في الأراضي السورية والعراقية، مؤكدًا أن تركيا مستعدة للمشاركة في أي نشاط تجاه الإرهاب والمنظمات الإرهابية، في حال توحدت المواقف وكانت مصالح الشعوب هي أولوية هذه التحركات، مشيرًا إلى تمسك بلاده بضرورة تشكيل منطقة عازلة على الحدود السورية، وإلى أن هذه الخطة لا يمكن أن تنفذ إلا تحت غطاء دولي.
وبالنظر إلى تصريحات نائب رئيس الوزراء، يمكن تفسير التغير الذي شهده الموقف التركي بانتباه ساستها إلى أن رفضهم التعاون مع أمريكا وحلفها الجديد سيؤدي إلى إقصائها من “الطاولة الأممية” المعنية بأزمة سوريا والعراق – أي التحالف الأمريكي الجديد -؛ وهو ما سيؤدي إلى تجاهل الحلول التركية والاكتفاء بالحلول التي تقدمها الدول المشاركة في الحلف.