خرج القيادي بالتيار السلفي الجهادي “عمر عثمان” المعروف بـ”أبو قتادة” من محبسه بسجن “الموقر” جنوبي العاصمة الأردنية عمان بعد قرار محكمة أمن الدولة بتبرئته من تهمته الثانية في القضية المعروفة بـ “الألفية” والإفراج عنه فوراً.
وفور خروجه من محبسه نقلت وكالة الأناضول تصريحاً مقتضباً عن “أبو قتادة” أعلن فيه سعادته عن بقرار الإفراج عنه وعودته للعيش بين أهله، في رأيه عن الضربات الجوية ضد داعش التي بدأت فجر أمس، قال أبو قتادة “لم أعلم عنها سوى اليوم، ونسأل الله أن يجنب المسلمين الفتن وأن ينصرهم على اعدائهم”، رافضا الإدلاء بمزيد من التصريحات.
وكانت محكمة أمن الدولة الأردنية قد قضت، اليوم الأربعاء، بتبرئة “أبو قتادة”من التهمة الثانية في القضية المعروفة بـ(الألفية)، وقررت الإفراج عنه فوراً”، كما أن المحكمة ذاتها كان قد برأته من التهمة السابقة في قضية تنظيم “الإصلاح والتحدي” في يونيو الماضي.
يذكر أن مدعي عام محكمة أمن الدولة كان قد وجه لعمر محمود عثمان “أبو قتادة” تهمة المؤامرة، بقصد القيام بأعمال إرهابية في قضيتين تتعلقان بالتحضير لاعتداءات كان حكم بهما غيابيا عام 1999 وعام 2000.
القضاء الأردني كان قد حكم غيابياً على “أبوقتادة” البالغ من العمر 54 عامًا بالإعدام في 1999، بعد إدانته بـ”التآمر لتنفيذ هجمات إرهابية”، من بينها هجوم على المدرسة الأمريكية في عمان وهي القضية المعروفة إعلامياً باسم”الإصلاح والتحدي”، لكن تم تخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة، قبل تبرئته لاحقاً.
كما حُكم عليه عام 2000 غيابيًا بالسجن 15 عامًا، بعد إدانته بالتخطيط لتنفيذ هجمات “إرهابية” ضد سياح أثناء احتفالات الألفية آنذاك في الأردن”، وهي القضية المعروفة إعلامياً باسم”الألفية”، قبل تبرئته اليوم.
وكانت بريطانيا قد رحلت “أبوقتادة” إلى عمان، في يوليو من العام الماضي، بعد عقدها اتفاقية في هذا الشأن مع الأردن، قبل أن يقرر المدعي العام الأردني إعادة محاكمته.
وكان “أبو قتادة” قد وصف تنظيم داعش من قبل من قبل بأنهم بـ “كلاب أهل النار” و “الخوارج”، كما أضاف أنهم “أداة قتل وهدم، وهم أوساخ و فقاعة على الطريق ستزول”
من هو أبو قتادة ؟
أبو قتادة، عمر محمود عثمان، من مواليد 1960 في بيت لحم، إسلامي أردني من أصل فلسطيني، متهم بالإرهاب من العديد من الدول، كما شمله قرار مجلس الأمن رقم 1267 الصادر عام 1999 المتعلق بالأفراد والمؤسسات التي ترتبط بالقاعدة وطالبان.
قبل أن تبرأه محكمة أمن الدولة الأردنية، كان يعد من أبرز المطلوبين للأردن التي تسلمته من بريطانيا، كما أنه مطلوب لكل من الجزائر وبلجيكا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا.
يعد أبو قتادة من أبرز المنظرين للسلفية الجهادية، وله العديد من الكتب في ذلك منها: “الجهاد والاجتهاد تأملات في المنهج” ، “معالم الطائفة المنصورة”، والعديد من الكتب الأخرى التي ألفها وحققها، والمقالات والكتابات المنتشرة، كما أنه حاصل على ماجستير في أصول الفقه.
أقام أبو قتادة في الكويت، إلا أنه طرد منها بعد حرب الخليج الأولى التي كان يعارضها إلى الأردن، ليسافر بعد ذلك إلى بريطانيا عام 1993 بجواز سفر إماراتي مزور، ليطلب اللجوء السياسي بدعوى “الاضطهاد الديني” ليمنح اللجوء في العام اللاحق.
أصبح “أبو قتادة” رهن الاعتقال في بريطانيا في أغسطس 2005 بعد وقت قصير من تفجيرات 7 يوليو 2005 في لندن. وفي 26 فبراير 2007 حكمت محكمة بريطانية بجواز تسليمه إلى الأردن، ليقدم استئنافا ضد قرار المحكمة وليربح الاستئناف ضد قرار تسليمه للأردن بحجة الاستناد إلى قانون حقوق الإنسان البريطاني الصادر في 1998 وأيضا الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان بالرغم من استمرار الاشتباه في تورطه بنشاطات إرهابية.
وفي نوفمبر 2008 تم اعادة اعتقاله مجددا لخرقه شروط الإفراج عنه بكفالة ليتم الغاء قرار الإفراج عنه بكفالة وليعاد إلى السجن، ليتم ترحيله إلى الأردن العام الماضي 2013.