ترجمة وتحرير نون بوست
ثمة العديد من الأخطاء الشائعة التي تتكرر دائمًا في السير الذاتية والتي يمكن أن تدمر فرصتك في الحصول على الوظيفة المطلوبة، وفقًا لخبراء الموارد البشرية.
إن مهمة البحث عن عمل شاقة للغاية، وتمثل السيرة الذاتية عنصرًا رئيسيًا من شأنه أن يصنع الفرق بين الاستبعاد أو التضمين في عملية الاختيار. إنها الخطوة الأولى للحصول على الوظيفة المرجوة لأنها ستحدد ما إذا كان صاحب العمل سيستدعيك لإجراء مقابلة عمل أم لا.
من المهم تجنب ارتكاب أخطاء من شأنها أن تتسبب في استبعادك تلقائيًا من عملية اختيار المرشحين خلال كتابة سيرتك الذاتية. ويجب إعداد السيرة الذاتية بعناية فائقة لتضمن تميزك عن بقية المرشحين. وينبغي أن تحرص أيضا على أن يقدم ملفك أفضل صورة ممكنة عنك، وذلك من خلال كتابة سيرة ذاتية تعكس أهم إنجازاتك وقدراتك وخبرتك.
وفقًا لدراسة حديثة أجرتها منصة التوظيف “لادرس”، يقضي أعضاء الموارد البشرية 6 ثوانٍ في قراءة السيرة الذاتية للمرشحين. وفي حال سمح الوقت، فسوف يعيدون قراءة السير الذاتية بمزيد من التفصيل بمتوسط 20 ثانية لكل واحدة.
تصل العشرات من هذه المستندات كل يوم إلى أيدي خبراء الموارد البشرية، وهذا يعني أن أي خلل في الشكل أو المضمون قد يجعلك تفقد المصداقية على الفور ويقلل حظوظك في الحصول على الوظيفة. كما أن الصورة التي ترفقها في ملفك مهمة خلال الانطباع الأولى، ولكن قبل ذلك ينبغي أن تشتغل جيدا على سيرتك الذاتية لأنها ستكون محور اهتمام مقابلة العمل، لذلك يجب أن تكون خالية من الأخطاء لنقل أفضل صورة ممكنة عن نفسك.
إن إيجاد سيرة ذاتية مثالية يكاد يكون أمرا مستحيلا في كثير من الحالات لأن المرشحين غالبًا ما يرتكبون أخطاء شائعة على غرار الأخطاء الإملائية أو الإطالة في الكتابة.
استعرض لازلو بوك، نائب الرئيس الأول للتوظيف في شركة غوغل والرئيس التنفيذي الحالي والمؤسس المشارك لشركة “هومو”، أكثر من 20 ألف سيرة ذاتية جمعها خلال 15 عامًا في شركة التكنولوجيا، وكشف لموقع إنك الأمريكي الأخطاء الخمسة الأكثر تكرارًا في السير الذاتية للمرشحين. وفيما يلي، الأخطاء الأكثر شيوعًا في السيرة الذاتية:
شكل غير جذاب
إن شكل سيرتك الذاتية على قدر أهمية المحتوى وأحيانا أكثر أهمية منه. ووفقًا لمنصة “إنفوجوبس”، فإنه حتى يلاحظ الشخص الذي سيوظفك سيرتك الذاتية، يجب عليك أولا تجنب أنماط النصوص البسيطة والمراهنة على نمط يعكس مدى احترافيتك ويشجع جهة التوظيف على مواصلة القراءة.
في كل من برنامج وورد وبرامج معالجة النصوص الأخرى، يمكنك العثور على نماذج عبر الإنترنت جاهزة وبجمالية دقيقة. ووفقًا لجهة التوظيف السابقة في غوغل، فإن استخدام الحبر الأسود وترك هوامش لا تقل عن بوصة واحدة أمر ضروري. وفي حالة وجود صفحتين، ضع الاسم والمعلومات الخاصة بك على كل واحدة منهما.
بمجرد إعداد سيرتك الذاتية، من الأفضل حفظها أيضا في شكل ملف “بي دي إف”. كما يتمتع برنامج “أدوب” بأحد أعلى مستويات التوافق، وبذلك ستضمن أنه يمكن فتح المستند بشكل صحيح.
الإطالة
يقضي المسؤولون على التوظيف وقتًا قصيرًا جدًا في قراءة السير الذاتية التي تردهم، لذلك من الضروري تلخيصها في صفحة أو صفحتين. يحتوي برنامج “بلوك” على قاعدة لمعرفة الطول المناسب للسيرة الذاتية: “صفحة واحدة لكل 10 سنوات من الخبرة في العمل”.
إذا كانت مسيرتك المهنية حافلة، قم بتضمين الوظائف الأكثر صلة فقط واستبعد خبرات العمل غير المهمة التي لا تتعلق بالمنصب الذي تتقدم إليه. وتذكر أن السيرة الذاتية يجب أن تجمع المعلومات الأكثر صلة بالوظيفة المطلوبة، ويمكنك إخبارهم بالمزيد من المعلومات عن مسيرتك المهنية أثناء المقابلة الشخصية.
الأخطاء الإملائية
تعكس طريقة الكتابة الكثير عن الشخص. وعادة ما تعكس الأخطاء الإملائية إما انحدار المستوى المعرفي للشخص أو قلة تركيزه أثناء كتابة السيرة الذاتية. ومن الأفضل أن تقضي بضع دقائق في مراجعة سيرتك الذاتية حتى تتأكد من أنك لم ترتكب أي خطأ، أو عدم تكرار كلمة أكثر من اللازم، أو كتابة جمل غير مترابطة. وبالنسبة لمنصة “إنفوجوبس” للتوظيف، يمكن “للخطأ الإملائي أن يستبعدك من عملية الاختيار”.
الكذب
إن الكذب في السيرة الذاتية أمر غير مقبول بالمرة. وإذا وقع اكتشاف أنك كذبت بشأن بعض المعطيات الواردة في سيرتك الذاتية سيتم إقصاؤك تلقائيًا، وإذا زعمت أنك تستطيع القيام بأمر ما فيجب أن تثبت يوميًا أن لديك الكفاءات التي تدعيها. بعض الأكاذيب يمكن إثباتها بسهولة ولا تعرف أبدًا إلى أي مدى يمكن أن تصل شبكة جهات اتصال صاحب العمل. حيال هذا الشأن، أكدت منصة بلوك أن “الكذب في السيرة الذاتية لا يستحق كل هذا العناء. ولا أحد يمكن أن يستثنى من الطرد في حال افتضح أمره، حتى الرؤساء التنفيذيون”.
إضافة البيانات الحساسة أو المخترقة
يجب أن تكون حذرا من المعلومات التي تدرجها في سيرتك الذاتية. قد تكون البيانات التي تكشف عنها حول آخر شركة عملت فيها سرية أو ربما تقدم معلومات اتصال خاصة بطرف ثالث.
في العصر الحالي للشبكات الاجتماعية، عليك التفكير مليًّا قبل تضمين ملفك الشخصي على شبكة اجتماعية معينة، لأنه من المحتمل أن تنقل صورة عن نفسك لا تتوافق مع طبيعة الوظيفة التي تتقدم لها. فقد سبق أن فصل أشخاص من وظائفهم بسبب كتابتهم تعليقات على الشبكات الاجتماعية بشأن قضايا حساسة. وقد قضت محكمة العدل العليا في مدريد، على سبيل المثال، بأن الاعتداءات التي تستهدف شركة معينة أو موظفيها على الشبكات الاجتماعية تعتبر سبباً وجيهاً لطرد صاحبها من العمل.
المصدر: موي نغوثيوس إي ايكونوميا