قال أمير قطر “تميم بن حمد آل ثاني” إن من الخطأ اعتبار كل الجماعات ذات الخلفية الإسلامية جماعات إرهابية بسبب خلافات سياسية. وأكد تميم أن العالم يجب أن يفرق بين الجماعات الإرهابية والمعتدلة، وأن يدعم الجماعات المعتدلة.
جاء ذلك في حوار أجراه تميم بن حمد مع قناة سي إن إن الأمريكية أمس الخميس.
وأكد تميم أنه من الخطير التعامل مع جماعات معتدلة على أنها جماعات متطرفة كما تفعل بعض الدول في المنطقة. وأشار تميم في حديثه إلى أن هناك جماعات معتدلة في سوريا وليبيا ومصر، وهي الجماعات التي قد تدعمها قطر، في حين أن هناك قانون قوي في قطر يتم تطبيقه ضد تمويل ودعم الجماعات الإرهابية.
وفي إجابة على سؤال حول التحالف الأمريكي لمواجهة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، قال تميم إن قطر طُلب منها بواسطة “الأصدقاء الأمريكيين” أن تشارك في التحالف ضد داعش، وقبلنا المشاركة، لكننا نعلم أن المعركة ستستمر لوقت طويل. وفي ذات الوقت فإن الأسد هو سبب مشكلات سوريا، في إشارة إلى ضرورة رحيله.
وبخصوص الشأن المصري والخلافات الخليجية القطرية، قال تميم إن بداية الربيع العربي شهدت ارتباكا من جميع الأطراف، وجميع الدول اختارت سياستها الخارجية، وقطر اختارت أن تدعم الشعوب العربية التي تتطلع للحرية والديمقراطية، ثم جاءت الانتخابات المصرية بالإخوان المسلمين.
وأوضح تميم إن قطر كانت تدعم الحكومة المصرية قبل وصول الإخوان إلى السلطة، قامت بدعم مصر إبان حكم المجلس العسكري عقب تنحي مبارك، ودعمتها مع وصول الإخوان إلى السلطة، ومع الرئيس السابق عدلي منصور، ولا تزال تدعمها حتى الآن.
وتابع تميم قائلا إن “الانقلاب العسكري الذي حدث في مصر، هرب الكثير من الإخوان لأنهم كانوا مهددين وكانوا خائفين، وبعضهم جاء إلى قطر، وعاشوا آمنين في قطر، هم لا زالوا في قطر، لكن قطر لا تسمح بممارسة السياسة ضد أي بلد عربي، وفي نفس الوقت يرى بعض الإخوان أن هذه هي اللحظة الأنسب لممارسة السياسة، لذلك فقد غادر بعضهم قطر.”
ردا على سؤال حول دعم حماس، قال تميم إن قطر تدعم كل الشعب الفلسطيني، ولا تعتبر حماس جماعة إرهابية، كما أنها جزءا هاما من الشعب الفلسطيني، وقال الأمير القطري إن الأمريكيين “حادثونا من قبل للتوسط لدى حماس لحثها على الاشتراك في الانتخابات الفلسطينية، وهذا ما حدث.”
وتساءل تميم عن الاحتلاف بين حماس قبل عشر سنوات وحماس الآن؟ وأجاب “أعتقد أن الاختلاف الأساسي يكمن في أن حماس الآن أكثر واقعية، إنهم يريدون السلام، إنهم يسعون للسلام.”
وقال تميم إن قطر تحاول أن تبني جسورا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، “وأثناء الحرب الإسرائيلية على غزة قبل عدة سنوات، قطعنا علاقتنا الرسمية مع إسرائيل، فما نفعله هو أننا نضغط على كل الأطراف لتحقيق السلام.”
وفي تساؤل حول كأس العالم وأوضاع العمال في قطر، قال الأمير الشاب إن قطر تؤمن أنها قادرة على استضافة كأس عالم “ممتاز”. وتابع “نحن واجهنا مشاكل بالفعل بخصوص العمالة، لكن هذا لم يعد مقبولا، أنا لا أقبل أن أرى عمال فقراء يأتون من بلدانهم لمساعدتنا في بناء وتطوير بلدنا، وفي النهاية لا يحصلون على الرعاية التي يستحقونها.”
وأكد تميم أن قطر عدلت القوانين المنظمة للعمالة، وأن القانون يُطبق الآن بشكل حازم.