ترجمة وتحرير: نون بوست
يعتبر الوقت اختراعا بشريا. ورغم كونه بعدا من الأبعاد الكونية المختلفة التي بدأت تظهر بعد الانفجار العظيم منذ حوالي 13800 مليون سنة، إلا أننا قمنا بفهرسة الفواصل الزمنية لخلق فترات تقاس بالثواني والدقائق والساعات، والأيام والأسابيع والشهور، والسنوات والقرون.
لقد كان تقسيم الوقت وترتيبه ضروريا منذ الحضارات الإنسانية الأولى، لأنه كان لابد من اعتماده ليس فقط لتنظيم المهام اليومية فحسب، بل لنكون على دراية بتاريخنا والقدرة على التنبؤ بموعد حدوث ظواهر طبيعية معينة، على غرار الأحداث الفلكية مثل الانقلاب الصيفي.
على الرغم من أن العالم الغربي يحكمه تقويم زمني معين يقسّم السنة إلى 12 شهرًا والتي تشير إلى أننا اليوم في سنة 2020 (السنة التي كُتبت فيها هذه المقالة)، إلا أن الثقافات المختلفة في العالم، أنشأت تقاويم مختلفة تمامًا عن التقويم الغربي.
ما هي التقاويم الموجودة في العالم؟
يمثل التقويم عموما نظاما لتجزئة الوقت إلى أيام وأسابيع وشهور وسنوات وفقًا لمعايير فلكية. وبتحديد موقع الأرض بالنسبة للشمس أو القمر، يتيح هذا النظام تحديد النطاق الزمني لأي نشاط بشري.
بالنظر لخصوصية هذه التقاويم التي كان إنشاؤها قائما على حاجة إنسانية بدائية، ليس من المستغرب أن الثقافات المختلفة كانت معزولة عن بعضها حتى وقت قريب نسبيًا، وهو ما ساهم في هذا التنوع الهائل في التقاويم الزمنية. وبعد بحث مكثف، إليكم التقاويم الزمنية الأكثر أهمية على مر التاريخ.
- التقويم الغريغوري (الميلادي)
إن التقويم الغريغوري – التقويم المستخدم في العالم الغربي – مُعتمد على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. وقد فرض البابا غريغوريوس الثالث عشر هذا التقويم منذ سنة1852. وبما أنه قائم على توازن مثالي تقريبًا مع السنة الشمسية (الوقت الذي تستغرقه الأرض في الدوران حول نجمنا)، يتضمن هذا التقويم 365.2425 يومًا، و12 شهرًا.
يتراوح عدد الأيام في 11 شهرا من هذا التقويم ما بين 30 و31 يومًا، في حين أن شهرا واحدًا فقط عدد أيامه 28 يومًا (وهو شهر شباط/ فبراير) ويتغير كل أربع سنوات ليصبح 29 يومًا، مما يسمح بالتوازن الدقيق مع السنة الشمسية. ربما لن يكون هذا التقويم مثاليا في المستقبل، خاصة أنه من المرجح أننا سنكون في غضون ثلاثة آلاف عام قد ابتعدنا أكثر عن كوكب الشمس.
- التقويم اليولياني
يشبه التقويم اليولياني نوعا ما التقويم الغريغوري. تأسس هذا التقويم على شرف يوليوس قيصر، ودخل المشهد الزمني منذ عام 45 قبل الميلاد. كانت السنة مقسمة إلى 12 شهرًا ومثلها مثل التقويم الغريغوري تماما كان لهذا التقويم يوما كبيسا في شباط/ فبراير يأتي كل أربع سنوات. لكن هذا التقويم لم يكن دقيقا، حيث كان اليوم الكبيس من شهر شباط/ فبراير يضيع كل 129 عاما. لكن بعد التعديل، أصبح هذا اليوم يضيع كل 3 آلاف عام.
- التقويم الروماني
كان التقويم الروماني مستخدما في روما القديمة قبل تطبيق التقويم اليولياني. ووفقا للتقويم الروماني، فإن السنة تتكون من 10 أشهر، أربعة أشهر تتكون من 31 يوما وستة أشهر المتبقية تتكون من 30 يوما، ليصبح عدد الأيام في السنة 304 يوما. علاوة على ذلك، يبدأ العام في التقويم الروماني في 1 آذار/ مارس.
- تقويم المايا
يعتبر تقويم المايا من التقاويم الزمنية المعقدة للغاية، ويختلف تمامًا عن التقويم الأوروبي. أنشأت هذه الحضارة القديمة حوالي سنة 3372 قبل الميلاد تقويمًا يربط بين مرور الوقت الحقيقي (وفقًا لحركة الأرض والشمس) والمعتقدات الإلهية. بهذا المعنى، تداخل التقويم بين 365 يومًا فلكيًا (عام الهاب) مع 260 يومًا من العام المقدس (عام تزوليك). ويقوم هذا التقويم على دوائر زمنية، مما يعني أن التقويم يكرر نفسه كل 52 عامًا. والغريب في الأمر أن تقويم المايا انتهى في 21 كانون الأول/ ديسمبر 2012، الذي قيل إنه تاريخ نهاية العالم.
- تقويم الأزتك
اكتُشف تقويم الأزتك عقب الكشف عن تمثال ضخم يبلغ ارتفاعه 3.60 متر في سنة 1790، وهو أكثر من مجرد تقويم زمني، إنه عبارة عن أطروحة في علم الفلك والفلسفة. لا تزال تفسيراته غير واضحة تمامًا، وعلى الرغم من ذلك يبدو أنه قد تم سابقا، تجزئة عامهم المقدس الذي يتضمن 260 يومًا إلى 13 شهرًا يتكون كل شهر منها من 20 يومًا.
- التقويم البوذي
يرجع أصل التقويم البوذي إلى ولادة بوذا في عام 543 قبل الميلاد. منذ ذلك الحين، بات مستخدما في دول جنوب شرق آسيا. يعتمد هذا التقويم على موقع القمر والشمس. ويؤدي عدم التزامن إلى فقدان يومً واحد كل 60 عامًا. ووفقًا لهذا التقويم الزمني، فإن العام الجديد يبدأ في 3 شباط/ فبراير.
- التقويم الهندوسي
يعتبر التقويم الهندوسي عبارة عن مجموعة جميع التقاويم الخاصة بالهند، والتي يوجد منها أنواع عديدة ذات خصائص مميزة. ووفقا لهذا التقويم، نحن في سنة 1942، حيث تم تحديد السنة 0 من هذا التقويم على أنها سنة 78 في التقويم الميلادي.
- التقويم اليوناني
يتألف التقويم اليوناني من 12 شهرا، والتي يتراوح عدد أيامها ما بين 29 أو 30 يوما بالتناوب. وقع إضافة شهر جديد (ليصبح 13 شهرا في المجموع) لهذه السنة، التي كانت مدتها 354 يوما، لتتزامن مع السنة الشمسية، كل ثلاث وست سنوات وثماني سنوات؛ ابتداء من الوقت الحالي، ومرة أخرى كل ثلاث وست وثماني سنوات.
- التقويم البابلي
يعتبر التقويم البابلي تقويما قمريا من حيث النوع، لذلك كان يقيس الوقت بناء على دورات القمر. تتكون السنة البابلية من 12 شهرا يتكون كل منها من حوالي 30 يوما، وقد أضافوا ببساطة أشهرا إضافية عندما تسبب ضياع الأيام في عدم تزامن الأشهر مع مواسم البذر.
- التقويم المصري
وقع إنشاء هذا التقويم في سنة 4241 قبل الميلاد، وكان التقويم المستخدم في مصر القديمة بلا شك أحد أعظم إسهامات المصريين في علم الفلك التي تقول الكثير عن مستقبل البشرية. يتألف هذا التقويم من 12 شهرا يتكون كل منها من 30 يوما مع خمسة أيام عطلة إضافية يتتزامن مع السنة الشمسية.
- التقويم الصيني
يتميز التقويم الصيني بكونه قمريا وشمسيا في نفس الوقت، على عكس التقويم الميلادي، حيث تعتبر الشمس الشيء الأهم. إلى جانب وجود 12 شهرا يتكون بعضها من 30 يوما وبعضها الآخر من 29 يوما، يقع الاحتفال بالسنة الصينية الجديدة مع أول قمر جديد بعد مرور الشمس عبر كوكبة الدلو، وهو أمر يحدث بين 21 كانون الثاني/ يناير و17 شباط/فبراير. وفقا لهذا التقويم، توافق سنة 2020 للتقويم الميلادي سنة 4718.
- التقويم الفارسي
يرجع أصل التقويم الفارسي إلى سنة 800 قبل الميلاد على غرار التقويم الميلادي، على الرغم من أن السنة في هذه الحالة لا تبدأ في الأول من كانون الثاني/ يناير، بل تبدأ في الاعتدال الخريفي، الذي يحدث بين 22 و23 أيلول/سبتمبر. تتكون السنة في هذا التقويم من حوالي 360 يوما مقسمة إلى 12 شهرا.
- التقويم الإسلامي
يعتبر التقويم الإسلامي قمريا من حيث النوع، لذلك لا يعتمد على حركة الأرض حول الشمس. تنقسم السنة الإسلامية إلى 12 شهرا قمريا، مشكّلة بذلك دورات تتكون من 32 سنة. في هذا التقويم، توافق السنة 0 سنة 622 من التقويم الميلادي، عندما هاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة. بالنسبة للتقويم الإسلامي، توافق سنة 2020 سنة 1441.
- التقويم التايلندي
اعتُمد هذا التقويم في تايلاند من قبل أحد الملوك في سنة 1888 وهو مشابه جدا للتقويم الميلادي، على الرغم من أنه يقوم على المبادئ البوذية. بالنسبة لهم، توافق السنة 0 سنة 543 قبل الميلاد من التقويم الميلادي، وهو تاريخ وفاة بوذا. وبالتالي، توافق سنة 2020، للتقويم التايلاندي سنة 2563.
- تقويم الإنكا
كان تقويم الإنكا بمثابة اختراع أساسي لهذه الحضارة التي اعتمدت بشدة على الزراعة من أجل البقاء. كان لديهم سنة تتكون من 360 يوما مقسمة إلى 12 شهرا، يتكون كل شهر من 30 يوما، أضيف لها خمسة أيام عند انتهاء السنة، لكن ميزتهم التفاضلية الحقيقية تكمن في أن كل شهر يتوافق مع ظاهرة ذات طبيعة محددة.
- التقويم التبتي
يعتبر التقويم التبتي من النوع الشمسي والقمري وتسمى سنواته دائما باسم حيوان أو اسم عنصر ما. بالإضافة إلى ذلك، فهي تسبق التقويم الميلادي بحوالي 127 سنة، حيث كانت السنة 0 سنة تتويج أول ملك للتبت، وهو ما حدث في سنة 127. وبالتالي، توافق سنة 2020 الحالية سنة 2147 من النسبة للتقويم التبتي، وهي سنة الجرذ الحديدي.
المصدر: ميديكو بلوس