أدى الرئيس الأفغاني الجديد “أشرف غني أحمد زاي”، اليمين الدستورية صباح اليوم الإثنين، ليتسلم رسميًا منصبه من خلف الرئيس السابق “حامد كرزاي”.
وأقيم حفل أداء اليمين في القصر الرئاسي بالعاصمة كابول، وحضره مسؤولون من عدة دول بينهم الرئيس الباكستاني “ممنون حسين”، ونائب رئيس الوزراء التركي “بولنت أرينتش”، ونائب الرئيس الإيراني، ونائب الرئيس الهندي.
وشهد الحفل أداء نواب الرئيس الأفغاني اليمين الدستورية، بالإضافة إلى أداء المرشح الرئاسي “عبد الله عبد الله” اليمين الدستوري ليتسلم مهام منصبه ككبير للمسؤولين التنفيذيين للحكومة الجديدة.
وكانت العاصمة الأفغانية كابول قد شهدت العديد من التفجيرات أثناء حفل أداء اليمين، أسفرت عن وقوع عدد من القتلى والجرحى.
وجاء إعلان “أشرف غني” وزير المالية السابق رئيسًا لأفغانستان، من لجنة الانتخابات العليا رسميًا الأحد الماضي 21 من سبتمبر، وذلك بعد أن دخل مع المرشح الآخر”عبد الله عبد الله” وزير الخارجية السابق، في صراع مرير من أجل تقاسم السلطة استمر أشهرًا عديدة.
وتوصل الجانبان إلى اتفاق يتولى بموجبه غني منصب رئاسة الجمهورية، فيما يتولى عبد الله منصب رئاسة الوزراء، حيث يأمل المراقبون أن يؤدي الاتفاق إلى إحلال استقرار نسبي في البلاد قبل موعد مغادرة القوات الدولية أفغانستان بنهاية العام الجاري.
من هو أشرف غني؟
درس “أشرف غني” في جامعة كولومبيا في نيويورك، وعمل في مجال التدريس في الولايات المتحدة خلال الاحتلال السوفييتي لأفغانستان في ثمانينات القرن الماضي، إذ امتلك خبرة واسعة في المجالين الأكاديمي والاقتصادي بعدما غادر أفغانستان في 1977 ليعود إليها بعد 24 عامًا ليحقق حلمه بإعادة بناء بلاده.
أشرف غني الذي يبلغ من العمر 65 عامًا، عمل في البنك الدولي من العام 1991 حيث أصبح خبيرًا في صناعة الفحم الروسية، وعاد إلى كابول مستشارًا خاصًا كبيرًا للأمم المتحدة بعيد الإطاحة بطالبان في 2001.
وفي الأيام التي تلت كان مهندسًا رئيسيًا للحكومة الانتقالية، وأصبح وزيرًا للمال في ظل رئاسة حميد كرزاي من 2002 حتى 2004، وشن حملة ضارية على الفساد.
ويعرف غني بنشاطه وطاقته على العمل، فقد قام بطرح عملة جديدة، ووضع نظام ضرائب، وشجع المغتربين الأفغان الأغنياء على العودة الى وطنهم، وتقرب من المانحين في الوقت الذي كانت تخرج بلاده من عهد طالبان.
وكانت آخر مهماته الإشراف على نقل المسؤوليات الأمنية من قوة الحلف الأطلسي إلى القوات الأفغانية، وهو الدور الذي استغله ليتجول في جميع أنحاء البلاد ويزيد من تعريف الناس إليه.
وفي انتخابات عام 2009 للرئاسة، لم يحقق غني نتائج جيدة، كما أنه أثار صدمة العديد من الأفغان في هذه الانتخابات باختياره “عبد الرشيد دوستم” للترشح لمنصب نائب الرئيس، حيث إنه متهم بارتكاب العديد من انتهاكات حقوق الانسان.
وتعود أصول غني إلى قبائل “البشتون”، مثل الرئيس السابق كرزاي، وبدأ حديثًا باستخدام اسم قبيلته “أحمدزاي” لكي يؤكد على أصله، مع أنه يشدد على أهمية توحيد قبائل أفغانستان الإثنية المشتتة.