في أفواج الحجيج التي ينظمها الائتلاف السوري المعارض للسنة الثانية على التوالي، يشترك قياديون في الائتلاف المعارض وقادة من الجيش الحر، مع موالين للنظام السوري قاطنين بمناطق سيطرته داخل البلاد.
عضو لجنة الحج التابعة للائتلاف “عادل حلواني” قال إن نحو 12 ألف سوري داخل البلاد وخارجها سيؤدون هذا العام مناسك الحج عن طريق اللجنة التي نظمت الحج بالنسبة للسوريين أيضًا خلال الموسم الماضي.
وأوضح حلواني أن الـ 12 ألف حاجًا لهذا العام توزعوا ما بين ألفين من داخل المملكة العربية السعودية و4 آلاف من تركيا و3 آلاف من الأردن و2300 من لبنان، والدول الثلاث الأخيرة سجل فيها بعض السوريين الموجودين داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر، أو تلك الخاضعة لسيطرة النظام.
وأضاف أن 637 سوريًا سيؤدون أيضًا مناسك الحج عن طريق فرع لجنة الحج في مصر، مشيرًا إلى أن رحلات أفواج الحجيج ستنطلق تباعًا من الدول المختلفة التي سجلوا فيها إلى الديار المقدسة.
ولفت حلواني أن عدد الحجاج السوريين زاد هذا الموسم أكثر من 100% عن عددهم العام الماضي حيث بلغ وقتها 5 آلاف فقط ومن نفس الدول التي استقبلت طلبات الحج هذا العام.
وعما إذا تم انتقاء المتقدمين لأداء فريضة الحج وفقًا لخلفياتهم السياسية، أكد حلواني أن الاستمارة التي يملؤها طالب الحج لا يوجد فيها أي إشارة إلى خلفيته السياسية وفيما إذا كان مواليًا للنظام أو معارضًا له، لأن الحج “عبادة لله ولا دخل للسياسة أو النظام والمعارضة فيها”.
ويشارك في وفد المعارضة السورية للحج هذا العام كل من “نصر الحريري” أمين عام الائتلاف السوري، و”هيثم المالح” رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف إضافة إلى قادة في الجيش الحر، إلى جانب موالين للنظام السوري خاصة من الذين سجلوا من مدينتي دمشق وحمص التي تخضع غالبية مناطقها لقوات النظام السوري، والذين سجلوا في فرعي لجنة الحج في كل من لبنان والأردن.
وكان النظام السوري قد “كذب” على مواطنيه هذا العام فيما يخص شؤون الحج، عندما أورد على وسائل إعلامه أنه سينظم رحلات الحج، وأعلن عن مراكز للتسجيل وبدأ بتلقي طلبات البعض فيها قبل أن يعلن لهم أن السلطات السعودية حرمته هذا العام أيضًا من تنظيم الحج، حسب ما أكد عضو لجنة الحج التابعة للائتلاف.
وحول السبب وراء ذلك، علّق حلواني أن تنظيم الحج يعتبر “حقيبة سيادية ضاعت من النظام فلذلك هو يسعى لأن يتشبث بها أمام المواطنين حتى لو عن طريق الكذب”.
في الوقت ذاته أصدرت وزارة الأوقاف التابعة للنظام السوري تعميمًا قبل يومين، أشارت فيه إلى أن ما “انتهجته حكومة المملكة العربية السعودية من حرمان ظالم للسوريين من أداء مناسك الحج لم تعهده الأمة العربية والإسلامية في تاريخها”، معتبرة أنه “لا مبرر لذلك إلا الرغبة في المزيد من العدوانية والتآمر الفاضح والعمالة للغرب”، حسب ما نشرته وكالة أنباء النظام (سانا).
ولفتت الوزارة في تعميمها إلى أن “هذا العام هو الثالث على التوالي الذي تمنع فيه حكومة آل سعود شعب سوريا من أداء فريضة الحج (الركن الخامس من أركان الإسلام)”.
ومن الجدير ذكره أن لجنة الحج أُعلن عن إنشائها العام الماضي، بعد أن فوضت المملكة العربية السعودية رسميًا،الائتلاف السوري المعارض بتسيير أفواج الحج للسوريين، حيث ثار جدل حول حج السوريين لموسم عام 2012، حيث أعلن النظام السوري عن توقف الحج في ذلك العام، مبررًا ذلك بعدم إبرام وزارة الحج السعودية اتفاقية الحج في موعدها المحدد، وهو ما نفته السعودية رسميًا وقتها.