ركزت الصحافة التركية اليوم الثلاثاء على خبر منقول من مدينة حلب السورية يفيد بأن أكثر من 1000 مقاتل ينتمون لتنظيم داعش سيطروا على الطرق المؤدية لضريح سليمان شاه (النقطة الترابية الوحيدة لتركيا خارج حدودها)، وذلك بالتزامن مع احتدام المعارك على الحدود التركية السورية في مدينة عين عرب حيث يحاصر مقاتلو داعش المدينة السورية ذات الأغلبية الكردية ويقومون بقصفها بالمدفعية بكثافة كبيرة.
وحسب مراسل الجزيرة على الحدود السورية التركية، فقد قام الجيش التركي بنشر دبابات ومدرعات بعضها مزود بصواريخ في تلال مقابلة لمدينة عين العرب تحسبًا لتفاقم الوضع الأمني في الشريط الحدودي، كما تحدثت تقارير ميدانية عن حالة استنفار في الجيش التركي في تلك المنطقة استعدادًا للتطورات التي يمكن أن تنتج عن سيطرة داعش على المدينة أو عن قرار منتظر من الإدارة التركية.
وتنتظر الحكومة التركية أن يصوت البرلمان التركي اليوم على قرار تفويض للحكومة لتكليف الجيش بتنفيذ مهام عسكرية خارج الحدود التركية، وذلك كخطوة أولى تجاه تنفيذ الخطة التركية لفرض منطقة عازلة داخل التراب السوري وعلى طول الحدود التركية، وهو ما سيتطلب خطوة ثانية بعد الحصول على التفويض من البرلمان متمثلة في الحصول على غطاء دولي لتنفيذ هذه الخطة.
وتتمثل الخطة التركية في إنشاء منطقة عازلة شمال سوريا والعراق وعلى طول الحدود السورية التركية والعراقية التركية، وفرض حضر للطيران على كامل تلك المنطقة؛ مما يجعل المقيمين فيها واللاجئين إليها في مأمن من طائرات نظام بشار الأسد ومن مقاتلي تنظيم داعش.
وفي المقابل، وفي حال إقدام داعش على مهاجمة ضريح سليمان شاه الواقع على بعد 38 كم من الحدود السورية التركية، فسيكون الموقف التركي أكثر قوة أمام المجتمع الدولي، كما سيكون حلف الناتو مجبرًا بشكل أو بآخر على دعم تركيا في خطتها، وذلك التزامًا بقانون الحلف الذي يحمله مسئولية حماية حدود كل الدول الأعضاء فيه، وتركيا من بين هذه الدول.
وربط محللون إقدام داعش على قطع الطرق المؤدية إلى ضريح سليمان شاه، بمقتل زعيمها في المنطقة “أبو أنس الكردي” الذي قتل في صقف جوي نفذتها طائرات التحالف الأمريكي في إطار استهدافها لمقاتلي التنظيم في سوريا. ولا يعرف إلى حد الآن ما إذا كانت داعش ستقدم على مهاجمة الضريح أم أنها تحاصره للضغط على تركيا وتهديدها فقط.