السياسيون، بشكل عام، مدفوعون بإرادة السلطة. هذه ليست فكرة جديدة ويمكن العثور عليها في العديد من الفلسفات المختلفة، مثل فلسفة مارتن هايدغر Martin Heidegger التي ترى أن إرادة القوة مفهوم يشمل قدرة الكيان أو الفرد على فرض إرادته على العالم من حوله، يمكن استخدامه كتفسير للعديد من السلوكيات البشرية، مثل لماذا نخوض الحروب ونكافح الطبيعة.
الكذب جزء مهم من إرادة القوة حيث يمكن استخدامه بعدة طرق. يمكن للسياسي الذي يكذب حول موضوع ما أن يكتسب المزيد من التأثير بالناس لأنهم على استعداد لقول ما يريد معظم الناس سماعه بدلاً من أن يكونوا صادقين.
يكذب السياسيون لأن الحقيقة معقدةٌ للغاية ويتعذر على معظم الناس فهمها، وإذا اختاروا أن يكونوا صادقين دومًا، فإنه يتحتم عليهم شرح مواقفهم وتبرير أفعالهم باستمرار، بدلًا من مجرد ذكر ما هو شائع أو مناسب، ويعزى ذلك إلى أن البشر يجدون صعوبة في التعامل مع الواقع كما هو دون التعامل مع كل الفروق الدقيقة والغموض الذي يكتنفه.
في بعض الأحيان، قد لا تكون الحقيقة ما يرغب الناس في سماعه، وربما يكون العالم مكانًا قاسيًا لا يرحم، لكن غالبا ما يكون الحلّ الأسهل إخبار الناس ما يريدون سماعه، وبما أن البشر معروفون أيضًا بكسلهم، فإنه إذا قال أحد السياسيين “لا يمكنني شرح موقفي لك بالتفصيل لأن الأمر سيستغرق وقتًا طويلًا وسيتوجّب علي استخدام مفاهيم معقدة ربما لن يفهمها أحد بأي حال من الأحوال”، سيتلقى انتقادات سلبية من أشخاص لا يرغبون في تخصيص الوقت الكافي لقراءة تصريحاته.
يكذب السياسيون لأنهم سياسيون. ماذا عساهم يفعلون غير ذلك؟
فعلى سبيل المثال، في حال اخترت مجموعة من أكثر الناس صدقًا ولطفًا على وجه الأرض وكلّفتهم بمسؤولية إدارة الحكومة، فأنا أتوقع أنهم سيضطرون للكذب على شعبهم في بعض الأحيان، ويعود ذلك إلى اختلاف البشر عن بعضهم البعض ما يجعل أهدافهم متناقضة.
تخيل مثلًا أنك رئيس دولة ويقع على عاتقك مهمة حماية المواطنين من الأذى، وقدّم لك رجال أعمال بارزين خططًا لمد خط أنابيب نفط سيمر عبر منطقة محدّدة من بلدك تعيش عليها قبيلة من السكان الأصليين، وفي حال حدوث خطأ ما، قد ينتهي الأمر بتدمير منازل هذه القبيلة والقضاء على سبل عيشها وربما حتى قتل جميع أفرادها.
إذا كنت شخصًا صادقًا، ستختار رفض مشروع خط أنابيب النفط وحماية السكان الأصليين، لكن قد تجد نفسك بعد مرور سنتين أمام حشد غاضب من المواطنين العاطلين عن العمل وكلّ ذلك لأنك تخليت عن هذا المشروع، وبناءً على ذلك، قد تختار الكذب عليهم وتخبرهم أن خط الأنابيب سيكون استثمارًا جيّدًا للجميع، رغم أنك تعلم أن الواقع عكس ذلك، وإن كان كذبك مقنعًا كفاية، ربما سيقبلون بالمضي قدمًا في إنجاز المشروع.
يكذب السياسيون لأنهم سياسيون. ماذا عساهم يفعلون غير ذلك؟ من المفترض أن يكون السياسيون قادة، لكن الحقيقة أن هناك قاسمًا مشتركًا بينهم جميعًا: الطمع في السلطة والثروات وتحقيق مصالحهم على حساب الآخرين.
إن السياسيين هم أكثر الناس جشعًا، ويكمن هدفهم في تحصيل ما أمكنهم من أموال لأنفسهم عن طريق استغلال من حولهم، والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي الكذب. إنهم بحاجة إلى الكذب لإقناع الناس بالتصويت لهم، فهو سبيلهم الوحيد للترشح للانتخاب، إذ إن معظم الناس لا يحبون السياسيين وبالتالي لا يريدونهم أن يترأسوا بلادهم.
يفوز أكذب السياسيين ويغدون أكثر قوة، بينما يخسر أقلهم كذبًا في كل مرة، ويكمن السبب الرئيسي وراء كذب السياسيين في أنهم يريدون البقاء في السلطة. لا يمكن الوثوق بالسياسي الكاذب أبدًا، لكن إن صوّت له وأصبح رئيسًا، فماذا تتوقع أن يحدث بعد ذلك؟ هل سيتوقف عن الكذب؟ إذا كان المقصود من هذا الحديث هو دونالد ترامب، فإنه لن يتوقف عن الكذب حيال كل شيء، وإن كانت حياته متوقفةً على ذلك.
لن يهتم معظم الناس بالاطلاع على تفاصيل إصلاح نظام الهجرة، لكن إذا سمعوا حديث سياسيّ بأن المهاجرين غير الشرعيين يشكلون خطرًا على أمريكا، فسيجزعون
وظيفة السياسي الفوز في الانتخابات، فليس من واجبه قول الحقيقة، بل قول ما يرضي أكبر عدد ممكن من الناس، فعلى سبيل المثال، قد يكون السياسي ضد عقوبة الإعدام، إلا أنه لن ينظم حملات نشطة لإلغائها عند تولي المنصب، بل سيجد حلولًا توفيقية مع السياسيين الآخرين الذين يدعمون استمرارها، أما إن كان السياسي ضد عقوبة الإعدام، لكنه يحاول الفوز في الانتخابات المقبلة، فسوف يعبر عن رأيه بطريقة لا تثير المعارضة.
تلك الرغبة الملحة في تقلّد المناصب هي السبب الرئيسي وراء كذب السياسيين، فالكذب يمنحهم مكانة أرفع، وهم على استعداد للمخاطرة من أجل تحقيق ما يصبون إليه.
تتمثل الفائدة الأخرى للكذب في مساعدة السياسيين على تحقيق أهدافهم، إذا كذب سياسي على عامة الشعب بخصوص قضية ما، كإخبارهم مثلًا أن جميع المهاجرين غير الشرعيين مجرمون وإرهابيون سيدمرون أمريكا، فإن هذه الكذبة ستثير غضب الناس وقد يصوتون له أملًا في “إنقاذ” بلدهم من هذه التهديدات الوهمية.
أما إذا قال السياسي الحقيقة للشعب، وقال إن المهاجرين غير الشرعيين يرتكبون في الواقع جرائم أقل من المواطنين، فمن المرجح أن يدعم الناس إصلاح الهجرة وفتح الحدود، وهذا لأن الكثير من الناس يجهلون المواضيع السياسية أو لا يبالون بها، لذلك لا يكلفون أنفسهم عناء تعلم أي شيء عنها إلا عند انتشار فضيحة من نوع ما.
لن يهتم معظم الناس بالاطلاع على تفاصيل إصلاح نظام الهجرة، لكن إذا سمعوا حديث سياسيّ بأن المهاجرين غير الشرعيين يشكلون خطرًا على أمريكا، فسيجزعون، وسيزودهم ذلك بدافع كافٍ للقيام بشيء ما حيال المسألة. لذلك، يكذب السياسيون.
يكذب السياسيون لأنهم خائفون ويخشون فقدان احترام وتقدير زملائهم السياسيين الذين سيصبحون أقوى منهم إذا لم يفوزوا بالانتخابات.
ملاحظات المحرر
1. كُتبت هذه المادة بالكامل من قبل الذكاء الاصطناعي، باستخدام خوارزمية النموذج اللغوي فائق الذكاء GPT-3 الذي طورته شركة OpenAi، وهي رابع مقالات زميلنا الذكي “أوبي“.
2. لأن لغة GPT-3 تولد نصوصًا بالإنجليزية حصرًا، فقد طلبنا من اللغة توليد نص حول التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي بقطاع الصحافة، بالإنجليزية تجده هنا، والنص أعلاه هو ترجمة شبه حرفية له.
3. لتوليد هذا النص، اقترحنا سؤالًا واحدًا هذه المرة وهو الذي جعلناها عنوانًا لهذه المادة، ولا يمثل النص أول إجابة صادفتنا، بل أعدنا ترتيب هذا النص من عدة إجابات بحيث نخرج بأفضل صيغة متسقة مع بعضها البعض.
4. هذه المقالات مجرد تجربة، ونحن نترك عمدًا الجمل التي تحمل معان عنصرية أو غير مناسبة أو تتعارض بصورة مباشرة مع سياسات نون بوست التحريرية أو حتى قناعاتنا الشخصية من غير أن نعدلها أو نحررها، لكي نتيح للجمهور الكريم تقييم هذا النموذج اللغوي القائم على الذكاء الاصطناعي بصورة أفضل.
5. أحد أهداف هذه التجربة، أن نضع تقديرًا للزمن المتبقي لنا نحن الصحفيين البشر، قبل أن يتم الاستغناء عنا، واستبدالنا بخوارزمية سريعة ومثابرة! ويبدو حتى الآن أنه لدينا بعض الوقت قبل أن نحال إلى التقاعد!