في حدث بات مكرراً في الكويت، قررت الحكومة الكويتية في اجتماعها الذي عقد مساء البارحة الاثنين إسقاط جنسية 18 شخصا منهم الناشط السياسي المعارض الإعلامي “سعد العجمي”.
وقال مجلس الوزراء في بيان بثته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أنه قرر سحب الجنسية الكويتية من 11 شخصا وفقد الجنسية من سبعة آخرين.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير العدل بالوكالة الشيخ “محمد عبد الله الصباح” قوله أن قرار المجلس اتخذ بناء على عرض وزير الداخلية الشيخ “محمد الخالد الصباح”.
وأكد أن ذلك “يأتي في إطار استكمال الجهود التي تقوم بها وزارة الداخلية في إطار مراجعة الحالات التي شابتها بعض الثغرات وأوجه الخلل بعد دراسة المستندات والمعلومات المتعلقة بظروف حصول البعض على الجنسية الكويتية ومدى انطباق احكام القانون عليها”.
ومن الناحية العملية قد لا يكون هناك فرق كبير بين الفقد والسحب فجميع هؤلاء خسروا الجنسية الكويتية وما يرتبط بها من مزايا وحقوق.
وأكد سعد العجمي المتحدث الإعلامي باسم حركة العمل الشعبي (حشد) المعارضة لوكالة رويترز أنه واحد ممن تم سحب الجنسية الكويتية منهم عازيا ذلك لموقفه السياسي.
وقال العجمي “ما يعنيني أنه مستقر في وجداني أني كويتي وسأبقى كويتيا ما حييت.. والجنسية هي مجرد ورقة لا أكثر ولا أقل .. الأمر واضح انه استهداف لمواقف سياسية”. وأضاف “لن أغادر الكويت وسأدفن فيها.. وهذا الأمر لا مساومة عليه”.
ورداً على سؤال حول باقي الأسماء وما إذا كانوا نشطاء سياسيين قال العجمي “واضح من الأسماء أنهم غير معنيين بالعمل السياسي.. إنهم مواطنون عاديون”.
وكان العجمي مراسلاً لقناة العربية حين اندلعت المظاهرات أواخر عام 2012 والتي كانت مواكبة للربيع العربي، ليبرز اسمه مع تركه المنصب منحازاً للمعارضة الكويتية ومخالفاً لتوجهات القناة المعروفة بتأييدها لحكومة الكويت.
وقال “ناصر العبدلي” رئيس جمعية تنمية الديمقراطية أن قرار سحب الجنسيات كان يتم سابقا بشكل “روتيني” وينشر في الجريدة الرسمية “أسبوعيا دون أن يلتفت له أحد” لأنه كان يتم لأسباب قانونية مثل الغياب عن الكويت لمدة طويلة جدا وغيرها من الأسباب “لكن الآن اختلط الجانب القانوني بالجانب السياسي”.
وأضاف العبدلي أن “الحكومة تسحب جنسية أطراف بالمعارضة ومعهم من تنطبق عليهم شروط سحب الجنسية مثل من تركوا البلد لمدة ثلاثين عاما مثلا .. إنها تتعمد خلط الجانب السياسي بالقانوني حتى تخف ردة الفعل الشعبي على سحب الجنسيات” مشيرا إلى أن باقي الأسماء بخلاف العجمي “ليسوا معروفين سياسيا”
لكنه أضاف أن هناك حديثا يدور بأن الحكومة تسحب حاليا جنسيات من شخصيات كانت قد أعطتها إياها “مجاملة” لبعض النواب المعارضين الذين خلا منهم البرلمان الحالي حيث تقوم اليوم بمراجعة شاملة لهذا الملف الذي شكلت له لجنة معروفة باسم لجنة الشيخ ثامر.
وتشكلت لجنة الشيخ “ثامر الجابر الصباح” للبحث في صحة حصول عدد من الأشخاص على الجنسية الكويتية في مرسوم حكومي صدر في 2007 وتقول مصادر إعلامية أن اللجنة أوصت بسحب جنسيات عدد من هؤلاء لأنهم حصلوا عليها بغير وجه حق.
وليست هذه المرة الأولى التي تمارس فيه الحكومة الكويتية سحب الجنسيات مع المعارضين، فقد سحبت من قبل الجنسيات من العديد من الشخصيات في إطار حملتها ضد المعارضة السياسية أو من لا يوافق خطابه التيار الحكومي، منهم الشيخ “نبيل العوضي” و “أحمد جبر الشمري” وعدد من الأشخاص من عائلة “البرغش”.