الأردن يستقبل رسميًا مسيحيين فارين من العراق

قال رجل الدين المسيحي الأردني “الأب رفعت بدر” إن بلاده ستستقبل خلال الأيام القادمة 850 مسيحيًّا عراقيًا جديدًا، إضافة إلى الألف مسيحي الذين وصلوا للأردن على مراحل منذ تهجيرهم من قبل تنظيم “داعش” في العراق.
جاءت هذه التصريحات على هامش يوم نظّمه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام والمعهد الملكي للدراسات الدينية – التابع للديوان الملكي الأردني -، بالتعاون مع جمعية الكاريتاس الأردنية، ومركز سيدة السلام لذوي الاحتياجات الخاصة، للتضامن مع اللاجئين العراقيين المهجرين.
وأضاف مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، الأب بدر أن هذا اليوم يأتي لإعلان “تضامننا المطلق مع كل إنسان متألم، وبالأخص مع كل من يتألم من أجل انتمائه وإيمانه”، مؤكدًا “تأييد الكنائس الأردنية للجهود الرسمية والشعبية التي فتحت ذراعيها لاستقبال اللاجئين”.
وعبّر لاجئون عراقيون عن خيبة أملهم لسوء الأوضاع في بلدهم حيث قال أحد اللاجئين يدعى “رافع إيليا”: “بدأت رحلتنا المأساوية منذ خروجنا من ديارنا إلى المجهول، وصلنا أولاً إلى سهل نينوى – شمالي العراق -، ومن ثم ذهبنا إلى إقليم كردستان، وحاول مسؤولو الإقليم بالفعل مساعدتنا إلا أن حجم المأساة وأعداد النازحين الكبير جدًا يفوق كل الطاقات”.
وأضاف: “أمريكا بدت وكأنها حررتنا من الرئيس الأسبق صدام حسين، لكن سرعان ما تسارعت الأحداث وأصبحت ضدنا، ونطالبها بإصلاح خطأها واستقبالنا لديها، فأنا لن أعود للعراق ولو أجبروني على العودة فأفضّل الموت على ذلك”.
أما اللاجئ “نجيب جبو” فاستعرض ما وصفها بـ “الليلة السوداء” التي خرجوا خلالها من بلادهم بسبب “قسوة داعش”، معبرًا عن شكره للأردن وإقليم شمال العراق على استقباله للاجئين.
وأطلق منظمو الفعالية بيانًا في نهايتها دعوا فيه “جميع المسلمين والمسيحيين في العالم، لرفع الصلاة عالية في هذه الأيام المباركة، من أجل أن ينعم العلي القدير على المنطقة بالخير والبركة، وأن يعيد الأمن والأمان إلى دول الجوار، وبخاصة في سوريا والعراق”.
مؤكدين في بيان لهم أن “العرب المسيحيين هم جزء من ماضي وحاضر مستقبل هذه المنطقة”، معتبرين “ما حصل من اضطهاد – ضد مسيحيين في العراق – أمر مدان وجريمة ضد الإنسانية، ولا يمكن السكوت عنه أو الوقوف إزائه بلا مبالاة، والأعمال الإجرامية التي تقوم بها ما يسمى بالدولة الإسلامية في الشام والعراق، لا تمثل الإسلام الذي هو دين سلام”.
ومنذ أكثر من ثلاثة شهور، يسيطر تنظيم “داعش” على مناطق واسعة في محافظات بشمال وغرب العراق، فيما تقاتل قوات الحكومة المركزية وقوات البيشمركة لاستعادة تلك المناطق.
وفي نهاية يوليو الماضي، أمهل التنظيم مسيحيي مدينة الموصل، أحد أبرز معاقل التنظيم بالعراق، مهلة دعاهم فيها إلى الاختيار بين اعتناق الإسلام أو إعطائهم عهد الذمة – أي دفع الجزية مقابل الأمان – أو مغادرة المدينة دون ممتلكاتهم باعتبارها “غنائم”؛ مما اضطر معظم سكان المدينة إلى مغادرتها.
وفي الثاني من شهر أغسطس الماضي، سيطر التنظيم على مدينة قرقوش، أكبر مدينة عراقية من حيث الكثافة السكانية المسيحية، ومدينة برطلة ذات الأغلبية المسيحية، بمحافظة نينوى بعد انسحاب القوات الحكومية والبيشمركة؛ ما دفع أكثر من 100 ألف عراقي مسيحي على الأقل للفرار باتجاه إقليم شمال العراق، بحسب بطريرك بابل للكلدان في العراق والعالم “لويس ساكو” وهم أهم قيادة مسيحية بالعراق.
ويقدر عدد المسيحيين في العراق بحوالي 450 ألف شخص، وفقًا لتقديرات غير رسمية، والمسيحية هي الديانة الثانية في العراق بعد الإسلام، الذين يدين به غالبية السكان.