صادق البرلمان التركي أمس – الخميس – على قرار يفوض الحكومة التركية ويسمح لها بإرسال الجيش التركي لتنفيذ أعمال عسكرية خارج تركيا، كما يتيح لها التنسيق مع قوى أخرى لتنفيذ هذه الأعمال بالتنسيق مع دول أخرى سواء كانت ضمن الحلف الأمريكي الجديد أو ضمن حلف الناتو الذي أعلن أمينه العام أنه سيدافع عن تركيا في حال تعرضها لأي هجوم من قبل مقاتلي تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وبعد حصول حكومته على 298 لصالح التفويض من أصل 396، وحصولها على دعم أحد أهم الأحزاب المعارضة، حزب الحركة القومية، هاجم رئيس الوزراء “أحمد داوود أوغلو” الأحزب التي صوتت ضد القرار، وهي حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطية، وقال إنهم مستعدون للتصويت بنعم لداعش في مقابل حماية نظام بشار الأسد، قائلاً إن “حزب الشعب الجمهورية سيذكر في التاريخ إلى جانب تنظيم داعش وإلى جانب نظام بشار الأسد”.
وعلى الأرض، ومع تأكيد وزير الدفاع التركي على أن تركيا ستتحرك بحذر ودون تسرع، أرسل قائد أركان الجيش التركي “نجدت أوزيل”، رسالة للجنود الأتراك الموجودين عند ضريح سليمان شاه في محافظة حلب، مؤكدًا لهم أن الجيش التركي أعد الخطط اللازمة للدفاع عنهم في حال إقدام مقاتلي داعش الذين يحاصرون المنطقة على مهاجمتهم، وقال لهم: “لستم بمفردكم، الشعب التركي العظيم يقف خلفكم، وبإشارة واحدة منكم سيتحرك الجيش التركي للدفاع عنكم فورًا”.
وكان أوزيل قد تحدث سابقًا عن وضع الجيش التركي لخطة للتحرك للدفاع عن ضريح سليمان شاه والجنود الموجودين فيه، حيث تصل الطائرات التركية إلى هناك خلال أقل من ثلاث دقائق، وقال إن خطة الدفاع تتضمن إطلاق صواريخ أرض أرض من تركيا تجاه كل مواقع داعش المحيطة بضريح سليمان شاه، بالإضافة إلى تحريك طائرات هجومية لصد المقاتلين الذين سيهاجمون الضريح.
وأما عن المنطقة العازلة التي ترغب تركيا في إقامتها داخل سوريا، قال أحمد داوود أوغلو إن “الوضع في سوريا لا يمكن أن يعالج دون توفير ملاذ آمن للأبرياء الذين يقعون بين إرهاب داعش والبراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات الأسد”، مشيرًا إلى أن بلاده لن تحتاج لقرار من مجلس الأمن حتى تقوم بتنفيذ خطتها هذه وأن بلاده تفضل أن تتحرك بحذر ودون تسرع.
ومن جانبها وحسب الجزيرة نت، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية “جنيفر بساكي” إن واشنطن ترحب بالقرار التركي، مضيفة: “لقد أجرينا العديد من المناقشات رفيعة المستوى مع المسئولين الأتراك لبحث كيفية تعزيز تعاوننا في مواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، هذه المناقشات ستستمر، ونحن نتطلع إلى تعزيز هذا التعاون”.
في حين قال بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية إن “الوزير محمد جواد ظريف اتصل بنظيره التركي، مولود جاووش أوغلو، وحذر أنقرة من زيادة تفاقم الوضع في الشرق الأوسط في حال التدخل عسكريًا في سوريا والعراق”، وأخبره أنه “في الوضع الحالي يجب على دول المنطقة التحرك بمسئولية وتفادي الإسهام في زيادة تفاقم الوضع”.