أكد رئيس الوزراء السويدي “ستيفان لوفين” أمس الجمعة أن السويد ستعترف بـ “دولة فلسطين”، قائلاً إن حل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني يمر عبر حل الدولتين.
رئيس الحكومة الجديدة ستيفان لوفين:#السويد ستعترف بفسطين كدولة مستقلة ، و يرجع ذلك لتصويت البرلمان
— #السويد ?? (@Sweden_AR) October 3, 2014
بذلك تكون #السويد أول دولة من دول الإتحاد الأوروبي تقوم بالإعتراف بفلسطين كدولة مستقلة اذا صوّت البرلمان لذلك
— #السويد ?? (@Sweden_AR) October 3, 2014
وصرح لوفن أن “حل الدولتين يفترض اعترافًا متبادلاً وإرادة التعايش السلمي، لذلك ستعترف السويد بدولة فلسطين”.
وأوضح أن ذلك يتم في إطار احترام “المطالب المشروعة للفلسطينيين والإسرائيليين فيما يتعلق بحقهم في الأمن وتقرير المصير”.
والحكومة الجديدة التي تشكلت الجمعة وتضم الاشتراكيين الديموقراطيين والخضر، أكثر تأييدًا للقضية الفلسطينية من الحكومة السابقة التي كانت تطبق سياسة كبرى بلدان أوروبا الغربية حول القضية الفلسطينية.
أبصرت الحكومة السويدية الجديدة النور اليوم ومعدل اعمار الوزراء فيها هو ٤٥،٣ عام و أصغر و… https://t.co/zFtFGx9xv1 pic.twitter.com/9xyraTmER7
— #السويد ?? (@Sweden_AR) October 3, 2014
والاعتراف بالدولة الفلسطينية والدعم “النشط لعمل المصالحة” هما من أولويات الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يرغب أيضًا في “النظر بجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل ورفع الاحتلال عن غزة”.
مجموعة التضامن مع فلسطين في السويد رحبت بشدة بالقرار، ودعت إلى فرض عقوبات على إسرائيل.
وقالت “آنا ويستر” رئيسة مجموعة التضامن الفلسطينية، إن انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي يجب ألا تمر دون عواقب، ويجب على الحكومة أن تسلط الضوء على هذه الانتهاكات بطرق مختلفة.
وتمنت ويستر أن تفرض السويد والاتحاد الأوروبي شكلاً من أشكال العقوبات ضد إسرائيل، مثلما يفعلون مع البلدان الأخرى التي تنتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان، مشيرة إلى اعتقادها بضرورة أن توقف السويد جميع أشكال التعاون العسكري مع إسرائيل، مطالبة بسحب الملحق العسكري السويدي من تل أبيب، خاصةً مع وجود آمال باتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل مع وزير الدفاع الجديد.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى، التي يشارك فيها الاشتراكي الديمقراطي في حكومة ائتلافية، منذ أكثر من خمسين عامًا، حيث يتعاون الآن مع حزب البيئة، ومن مجموع المقاعد الوزارية الـ 24، يملك الحزب الاشتراكي 18 مقعدًا وزاريًا، و6 مقاعد وزارية لحزب البيئة، وفقًا لنسب التصويت التي حصلوا عليها في الانتخابات.
وفي كلمته تحدّث “ستيفان لوفين” عن أوجه القصور في أنظمة الرفاه السويدية (الرعاية الصحية والاجتماعية)، وعن زيادة التفاوت الطبقي في المجتمع وارتفاع نسبة البطالة، قائلاً: “بلادنا ستكون رائدة وقوة ملهمة في العالم”.
رحبت من جهتها سفيرة فلسطين لدى السويد “هالة حسني فريز” ببيان رئيس الحكومة السويدية قائلة إنه يؤيد موقف بلاده “الثابث والتاريخي في مناصرة قيم الحرية والكرامة وحقوق الإنسان”.
واعتبرت أن الاعتراف بدولة فلسطين هو “استثمار في السلام ويحمي رؤيتنا المشتركة للدولتين القائمة على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
وبعدما أعلنت السويد استعدادها الاعتراف بدولة فلسطين حذرت الولايات المتحدة أن أي “اعتراف دولي بدولة فلسطينية” هو أمر “سابق لأوانه”.
وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية بـ”دعم” واشنطن لمبدأ قيام “دولة فلسطينية”، ولكن عبر عملية سلام و”حل تفاوضي” و”اعتراف متبادل” بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وردًا على الموقف الأمريكي، اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية “نبيل أبو ردينة” مساء الجمعة أن الاعتراف بدولة فلسطين هو “الطريقة الوحيدة للقضاء على الإرهاب”.
وأضاف أبو ردينة “على الإدارة الأمريكية أن تراجع سياساتها لأنه من دون ذلك فسينتشر الإرهاب في كل مكان”.
فيما قال كبير المفاوضين الفلسطينيين “صائب عريقات” لوكالة فرانس برس “نرحب بهذا الإعلان من رئيس الحكومة السويدية أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين ونثمن هذا القرار عاليًا وهو موقف شجاع جدًا من السويد التي عودتنا على دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وهي بلد يحترم القانون الدولي”.
وتعتبر السويد بأنها وسيط نزيه في الشئون الدولية ولها صوت مسموع في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي وقد يدفع قرارها دولاً أخرى إلى الانتباه في وقت يهدد فيه الفلسطينيون بخطوات أحادية الجانب باتجاه إقامة دولتهم، لكن من المرجح أن توجه إسرائيل انتقادات لاذعة للسويد وكذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إذ يقولان إن قيام دولة فلسطينية مستقلة يجب ألا يتم إلا من خلال عملية التفاوض.
وتعترف بعض دول الاتحاد الأوروبي مثل المجر وبولندا وسلوفاكيا بفلسطين لكنها اتخذت هذه الخطوة قبل انضمامها للاتحاد، وإذا التزمت حكومة يسار الوسط بالخطوة ستصبح السويد أول دولة تعترف بفلسطين أثناء عضويتها في الاتحاد.