لا يعتبر التسوق الإلكتروني وليد الأشهر الأخيرة، فهو أسلوب تسوق تنامى طوال العقود الماضية تدريجيًا واتسع مع التطور التكنولوجي المتسارع حول العالم، إلا أن انتشار جائحة كورونا في العالم منذ قرابة العام وما رافق ذلك من إجراءات صحية مشددة دفع شريحة واسعة جديدة لدخول هذا العالم الذي كان جديدًا عليهم وولد لديهم الحاجة لمعرفة الكثير عن طرق التسوق وآلياته والمشاكل التي ترافق هذه العملية.
الإجراءات الوقائية الإجبارية والاختيارية حول العالم، من حيث منع التجول والفحوصات المتكررة ومنع لمس المنتجات والقياس في المتاجر، جميعها عوامل دفعت الكثيرين لدخول عالم التسوق الإلكتروني ومحاولة القيام بالمهمة الأصعب، وهي شراء الملابس عبر الإنترنت من دون لمس الأقمشة ومقارنة أحدث الموديلات وتجربة المقاسات، وهي تجربة تبدو مستحيلة في بداياتها لكن سرعان ما يكتشف المشتري سهولتها وجاذبيتها.
لكن الاكتشاف الأكبر كان يتعلق بملاحظة الفارق الكبير في الأسعار بين المنتجات التي تباع في المتاجر ونظيراتها المعروضة على المواقع الإلكترونية عبر الإنترنت، وعلى عكس الاعتقاد السائد بأن هذا الفارق متعلق بفارق الجودة، فإن السبب الحقيقي يتعلق بفارق مصروفات الشركات للبيع في المتاجر وعبر الإنترنت، حيث يمكنك شراء نفس المنتج بنفس الجودة ونفس الماركة لكن بسعر أقل من الإنترنت، وهو ما عزز توجهات المشترين نحو التسوق الإلكتروني.
دراسات علمية
شركة “سيلزفورس” كشفت عن نتائج تقرير “مؤشر التسوّق” للربع الأول من عام 2020 الذي يتناول بيانات وأنشطة ما يزيد على مليار متسوّق حول العالم، عن تغيّرات في سلوكيات الشراء حول العالم، متأثرة بانتشار جائحة فيروس كورونا وإقدام العملاء على شراء المنتجات خلال التزامهم بالبقاء في منازلهم، كما كشف التقرير عن ارتفاع الطلب على التجارة الإلكترونية مع انحسار الحركة في المتاجر التقليدية بمعدل 20% في الربع الأول من العام، كما تحولت المشتريات من السلع الرئيسية إلى التسوّق الرقمي بمعدل 200%.
التسوق عبر الإنترنت له مزايا وعيوب وقد يكون مجازفة
ونتيجة لذلك أصبح التسوق الإلكتروني الأكثر ملاءمة لاقتناء الملابس منذ إعلان حالة الحجر بل وأصبح متعةً وهوسًا للكثيرين عند انتظار موسم التخفيضات في الأعياد والمناسبات، كما يتوقع خبراء التسويق الالكتروني بأن يصبح التسوق الإلكتروني أسلوب حياة معتمد في أغلب البلدان بفعل استمرار الجائحة.
فمن المعروف أيضًا أن التسوق عبر الإنترنت له مزايا وعيوب وقد يكون مجازفة كما يقول البعض، لكن من مر بتجربة الشراء الآمن يدرك تمامًا أن له نظرة جيدة في القطع التي طلبها في المرة الأولى ليعاود عملية الشراء مرة أخرى، واستغلال العروض عند ملاحظة أسعار المنتجات في المواقع الإلكترونية التي قد تصل إلى نصف ثمنها مقارنة بسعرها في السوق العادية إضافة إلى عوامل الأمان. في هذا التقرير نستعرض عدة نصائح لتجنبك بعض الأخطاء عند إتمام عملية التسويق أونلاين بشكل ناجح وموفر.
أولًا: حدد مطلبك الأساسي
قبل ذهابك إلى المواقع الإلكترونية للتسوق، عليك عند بدء أي موسم التخلص من الملابس التي لا تحتاجها والتخلص فورًا من تكدس الملابس، فهو يعطي شعورًا بالتوتر والفوضى، مثلًا هذه القطعة لم ألبسها منذ عام وغير مناسبة لي فيجب إعطائها لأي أحد من الأصدقاء أو للجهات المخصصة لجمع الملابس الجيدة للتصدق بها، ثم عمل قائمة لأهم القطع التي سوف أحتاجها وهي أساسية مثل: الجاكت الشتوي، الجينز، الحذاء الرياضي، ملابس البيت وهي التي أقضي بها يومي وأحتاجها باستمرار.
ثانيًا: معرفة قياسك
أرقام الملابس تختلف من ماركة إلى أخرى والقياسات تختلف من مصنع لمصنع، لكن عليك حفظ قياسك لأنها في الغالب كما هي، وللتأكد أكثر عليك أخذ قياسك عند أقرب خياط أو عن طريق شريط القياس بالسنتيمتر لتقارن بها عند عملية شراء الملابس من الموقع، ولحساب قياسك بالضبط ضع الشريط على منطقة الصدر والخصر والأرداف، هذا الأمر ينطبق أيضًا على الأحذية، فعند شرائها أونلاين احرص على تفقد جدول المقاسات والأرقام.
وفي حال ترددت كثيرًا عليك النظر جيدًا إلى القطعة فإذا كانت فضفاضة خذ مقاسك وإذا كانت ضيقة نوعًا ما وتظهر “المودل” اختر مقاسًا أكبر من مقاسك لأن المقاس الأكبر يمكن التحكم به بعكس المقاس الأصغر وربما قد يكون جميلًا ومريحًا بكل الأحوال.
ثالثًا: النظرة الانتقائية
لتخفف عنك الكثير المال لا تتسرع عند شراء القطعة الباهظة الثمن من المواقع الإلكترونية، اجمع المعلومات عن القطعة وابحث عنها من خلال الماركة الأساسية في المتاجر القريبة منك وقارن بينها من حيث الجودة والسعر، فغالبًا يكون على المواقع أرخص من المتجر كونها تأتي من المخازن وتكتفي الماركة أونلاين بربح أقل بعكس المتجر الذي يكون مضافًا إليه مصاريف الإيجار والجمارك لتتأكد من الحصول على أفضل سعر.
هناك قسم لتعليقات المشترين وتقييماتهم، فهذه الخطوة ستساعدك في معرفة مخاوف هذا المنتج قبل الدفع
رابعًا: اقرأ مواصفات القطعة وتعليقات المشترين
للتعرف على مواصفات القطعة من حيث نوع القماش الجيد، عليك إلقاء نظرة على الطباعة الصغيرة على ملابسك القديمة في الخزانة وتقارن بين كمية القطن أو اللكيرا أو الصوف أو السليكون وغيره حتى يطابق القماش مع التصميم الذي اخترته هو بنفس أهمية المقاسات، وتختلف قصات الملابس وتسمياتها من حيث:
- Slim fit وتعني قصة القطعة ضيقة.
- Regular/Traditional fit التي تعني قصة تقليدية.
- Loose fit وتعني قصة واسعة وهي تستعمل للسراويل.
- Relaxed fit التي تعني قصة مريحة، وتستعمل أيضًا للسراويل ذات القصة الواسعة عند الخصر التي تضيق عند مستوى الوركين.
كما أن هناك قسمًا لتعليقات المشترين وتقييماتهم، فهذه الخطوة ستساعدك في معرفة مخاوف هذا المنتج قبل الدفع والمشاكل التي واجهتهم مثل معرفة دقة لون المنتج، ففي بعض الأحيان كن مستعدًا للحصول على ملابس لتدرجات اللون ذاته لأنه قد يختلف بين الحقيقة والواقع، ثم تحقق جيدًا من أسعار الشحن والإعادة وتاريخ التوصيل، وإذا كان لا يوفر الموقع هذه الخصائص عليك الاتصال بهم للاستفسار عن سياستهم التجارية.
خامسًا: التوصيل المجاني
تشجع أغلب مواقع التسوق الزبائن على الشراء أونلاين من خلال التوصيل المجاني، كما أنها سوف تكون فرصة جيدة لك لشراء جميع القطع التي أنت بحاجة إليها بداية من الملابس وحتى الإكسسوارات ومنتجات العناية بالبشرة للمرأة والطفل.
سادسًا: الاشتراك في الرسائل
حتى لا تفوت الفرص والعروض في المرات القادمة بعد إتمام عملية الشراء في حال أعجبتك القطع التي اشتريتها قم بزيارة الموقع مرة أخرى واذهب لجمع الملابس التي تحتاجها في قائمة المفضلة ثم اشترك بالقائمة البريدية والرسائل الخاصة عن طريق رسائل الموبايل من أجل الحصول على إشعار مسبق عن المنتجات الخاصة بك أو إشعارات العروض التي تصل إلى خصومات أكثر من 50%، فهناك الكثير من المواقع تقدم خصومات أو شحنًا مجانيًا إذا اشريت ما قيمته تزيد على مبلغ معين أو يوفر لك عرضًا خاصًا إذا اشتريت منه أكثر من قطعة.
سابعًا: التوقيت المناسب للتسوق
يجب معرفة التوقيت المناسب للتسوق أونلاين، فيفضل الشراء وقت التخفيضات والعروض التي تحدث على مستوى العالم، فمثلًا بعض الماركات تقوم بعمل خصومات في اليوم العالمي للمرأة أو يوم الطفل أو يوم الشباب أو نهاية العام أو رأس السنة الهجرية أو الانتهاء من موسم ما فيمكن أن تستغل التخفيضات على الملابس الشتوية أو الصيفية حسب الموسم.
ثامنًا: كود الخصم
عند زيارتك لأي موقع تفحص الواجهة الرئيسية فأحيانًا يتوافر كوبونًا أو كود خصم لكل قطعة تشتريها أو عندما تشتري بمبلغ معين عليك وضع الكود حتى يوفر 15 أو 20% من نقودك، وفي هذه الحالة تسوق الكثير من القطع التي كنت ستحتاجها أو وضعتها في قائمة المفضلة لك، اجمعها في سلة التسوق الخاصة بالموقع لضمان أن يتم شحنها مع بعض لضمان توفير الوقت والمال عند الشحن.
تاسعًا: سياسة استرجاع المنتج
يجب عليك قراءة قواعد الشراء التي تحدد حسب الموقع ومعرفة ما إن كان هناك إمكانية استعادة الأموال أم لا، ويفضل دائمًا استخدام البدائل المتاحة والماركات التي لها فروع في بلدك وليست من الخارج حتى لا تصبح عملية معقدة، كما تعطي العديد من المواقع فرصة شهر لإرجاع المنتج واسترداد الأموال مع عدم استرجاع تكلفة الشحن، وهناك بعض الماركات تتيح لك التبديل من المتجر وفي هذه الحالة تختار القطع المناسبة بسلاسة عند ذهابك لأحد الفروع القريبة منك.
عاشرًا: قواعد الشراء الآمنة
لتتجنب خطر التسوق عبر الإنترنت والاحتيال من هذه المواقع المشبوهة، سنقدم لك مجموعة من النصائح والخطوات التي تُمكّنك من اكتشاف المواقع الأصلية من المواقع المزيفة وبالتالي تتفادى هذه المواقع وتكون في مأمن من احتيالها والحفاظ على نقودك من السرقة.
تأكد دائمًا من اسم النطاق
الخطوة الأولى قبل شرائك لأي منتج هي التأكد من اسم النطاق Domain Name، فعنوان الموقع يخبرك بالكثير عنه، حيث إن معظم مواقع التسوق الإلكتروني تستخدم عناوين قصيرة وسهلة دون أرقام لحفظها بسهولة وسرعة الوصول إليها.
نظرة فاحصة لتصميم الموقع
من الأمور الضرورية التي تأخذها مواقع التسوق الحقيقية بعين الاعتبار، حيث إنها تعطي أهميةً كبيرةً لتجربة المستخدم وتجوله في الموقع، فهي تحرص على تصميم أنيق وسهل ونظيف خالٍ من الأخطاء.
قبل اتخاذ قرار الشراء توقف قليلًا لتقرأ ما يُكتب من عبارات على صفحات الموقع
البحث في تاريخ الموقع ومعلومات أخرى
تحدد معظم المواقع الشهيرة فترات موسمية في السنة لعرض منتجاتها بأسعار مغرية، وهي فترة يستغلها المحتالون لإنشاء مواقع وهمية قبل هذه الفترة بأيام أو أشهر قليلة، لذلك ستكون خطوة ذكية أن تقوم بالبحث عن تاريخ إنشاء هذه المواقع قبل الشراء.
لاحظ الأخطاء اللغوية والنحوية
قبل اتخاذ قرار الشراء توقف قليلًا لتقرأ ما يُكتب من عبارات على صفحات الموقع، وراجع بدقة الكلمات والجمل الموجودة على المنتجات.
تأكد من صفحة الاتصال والمعلومات الخاصة بالموقع
أغلب المواقع الاحترافية الشهيرة تضع ما يكفي من المعلومات للاتصال بها والسؤال عن منتجاتها مثل رقم هاتف دعم العملاء وعنوان الشركة والبريد الإلكتروني وصفحة الدعم.
لا ضرر من قراءة القليل من فقرة الأحكام وشروط الخدمة
عادة المتسوقين لا يعطون أهمية لهذه الفقرة، حتى إنهم غير مستعدين لقراءة هذا النص الطويل الذي سيأخذ وقتًا ليس بالقليل، لكن بالمقابل هي فقرة مهمة جدًا خاصة لفهم آلية إعادة أو استبدال المنتج في حالة حصول تلف أو تأخير في التسليم وغير ذلك.
التأكد من ملكية الموقع
لتطمئن أكثر يمكنك زيارة موقع منظمة ICANN وهي المنظمة المسؤولة عن تسجيل أسماء النطاقات في العالم، يُمكّنك هذا الموقع من إدخال عنوان الموقع في خانة البحث.
الدفع بطريقة آمنة
من الطرق الأكثر شيوعًا عند التسوق عبر الإنترنت الدفع عن طريق بطاقات الائتمان المصرفي مثل MasterCard,VisaCard وبطاقات السحب الآلي ATM وPayPal، لكن مواقع التسوق الوهمية لا تستخدم هذه الطرق، وذلك لأن إمكانية كشفها أمر وارد جدًا، فهم يستخدمون طرق مباشرة للدفع مثل التحويل المصرفي المباشر والإيداع النقدي.