ترجمة وتحرير: نون بوست
أصبحت المملكة المتحدة يوم الأربعاء أول دولة غربية توافق على لقاح لفيروس كورونا، وهو قرار أدانه الاتحاد الأوروبي ووصفه بأنه “متسرع” وربما غير آمن. وعلى الرغم من أن بريطانيا لم تعد جزءًا من الاتحاد الأوروبي، إلا أنها لا تزال ملزمة بلوائح الاتحاد الأوروبي حتى نهاية الشهر؛ وفي ظل الظروف العادية، كان ليتعين على لندن الانتظار حتى تحصل على موافقة بروكسل لتوزيع اللقاح. لكن الوباء فعّل القواعد التي تسمح للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالتصرف بمفردها، وهي ميزة مفقودة لدى مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
زادت الأخبار الصادرة من بريطانيا – التي تخطط لبدء تطعيم المقيمين في دور رعاية المسنين والعاملين في الخطوط الأمامية بلقاح “فايزر” انطلاقا من الأسبوع المقبل – الضغط على البلدان في جميع أنحاء العالم، نظرا لأن كل دولة مثقلة بلوائح تنظيمية وخطط توزيع مختلفة. وهذا الأمر يهدد بجعل جهود طرح اللقاح العالمي مفككة وربما غير متكافئة.
وفيما يلي، أهم ما آلت إليه الأمور بالنسبة للجهات الفاعلة الرئيسية.
المملكة المتحدة
أشاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بجهود الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية لموافقتها السريعة على لقاح فيروس كورونا الذي أنتجته شركة “فايزر”، معربا عن أمله في أن “يسمح الدواء للبريطانيين باستعادة حياتهم الطبيعية”.
لكن الواقع قد لا يكون ورديا بقدر تغريدات رئيس الوزراء. أولا، هذا اللقاح ليس الحل السحري حيث يجب أن يتلقى الشخص اللقاح مرتين كل ثلاثة أسابيع، مما يعني أن عملية التطعيم ستستغرق وقتا طويلا. كما يتضمن التوجيه الحكومي الرسمي للقاح عددا كبيرا من الآثار الجانبية المحتملة، بما في ذلك الحمى وآلام المفاصل والغثيان. وتدعو هذه الوثيقة البريطانيين الذين يعانون من نقص المناعة – أولئك الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا – للتشاور مع الطبيب قبل تلقي أي تطعيم.
علاوة على ذلك، أعرب بعض أعضاء البرلمان عن قلقهم إزاء قائمة أولويات لقاح مدينة وستمنستر، التي لا تتضمن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وأولئك الذين يقدمون رعاية غير مدفوعة الأجر. ولا يبدو أيضًا أن تطعيم الأفراد الذين يعانون من نقص المناعة دون سن 64 عاما من بين الأولويات.
الولايات المتحدة الأمريكية
من المقرر أن تجتمع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر لمناقشة ما إذا كانت ستسمح بالموافقة الطارئة على لقاح “فايزر”، كما ستجتمع مرة أخرى بعد أسبوع للتداول بشأن لقاح موديرنا. وعلى الرغم من أن كلا اللقاحين يعتمدان على تقنية الرنا، إلا أن تخزين لقاح فايزر يحتاج مكانا شديد البرود، مما قد يشكل تحديا إضافيا إذا ما قورن بلقاح موديرنا، الذي يمكن تخزينه في ثلاجات طبية عادية.
قبل انعقاد الاجتماعات، أفادت التقارير بأن شركات الطيران الأمريكية بدأت في شحن اللقاحات إلى البلاد. وفي حال أعطت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الضوء الأخضر لاعتماد كلا اللقاحين، فإن الدولة تخطط لتطعيم ما لا يقل عن 20 مليون شخص معرض للخطر بحلول نهاية السنة.
قال أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية: “تبدأ القائمة بأكثر الأشخاص المعرضين لخطر الفيروس أو الذين يحتلون مكانة مهمة بالنسبة للمجتمع. ثمّ تتدرج القائمة إلى أن تصل إلى الأشخاص الأقل عرضة للإصابة بمرض خطير، ثم في النهاية نجد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و30 سنة الذين لا يعانون من أي مشاكل صحية أساسية”.
تطوّع الرؤساء السابقون مثل باراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون للتلقيح أمام الكاميرا لتعزيز ثقة الناس في اللقاح
رغم الضغط للموافقة على اللقاحات، يشير 42 بالمئة من الأمريكيين إلى أنهم لن يخضعوا للقاح عندما يصبح متاحا، لذلك لا تزال الولايات المتحدة تواجه تحديات للسيطرة على الفيروس. وهذا الأسبوع، صرّح فاوتشي بأنه “من أجل مساعدة البلاد على العودة إلى الوضع الطبيعي، لن تكون هناك نية للتخلي عن تدابير الصحة العامة”، مضيفًا أن العودة إلى “الوضع الطبيعي” في الصيف المقبل سيتطلب تلقي ما لا يقل عن 75 بالمئة من السكان للتطعيم. ويُذكر أن الرئيس المنتخب جو بايدن أعلن أن فاوتشي سيحتفظ بمنصبه كأفضل خبير في الأمراض المعدية في البلاد في ظل الإدارة المقبلة.
بالنسبة للمشككين في اللقاح – الذين ربما كانوا متأثرين بالبيئة السياسية المستقطبة في الولايات المتحدة – من المحتمل أن تكون هناك أخبار مطمئنة. فقد تطوّع الرؤساء السابقون مثل باراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون للتلقيح أمام الكاميرا لتعزيز ثقة الناس في اللقاح.
الاتحاد الأوروبي
قبل وقت طويل من انتشار أخبار عن لقاح فايزر الفعال ضد فيروس كورونا، وافق الاتحاد الأوروبي على توزيع أي لقاح بشكل عادل بين الدول الأعضاء. وعلى الرغم من أنه وقع تطوير لقاح فايزر في الولايات المتحدة – من قبل شركة “بيوإنتك” الألمانية للتكنولوجيا الحيوية – إلا أن القواعد التنظيمية الصارمة في الاتحاد الأوروبي قد تعني أن طرح اللقاح قد يتأخر مقارنة بالولايات المتحدة وبريطانيا.
لتقليل حجم التفاؤل المبدئي، أعلن وزير الصحة الألماني، ينس شبان، في مطلع كانون الأول/ ديسمبر: “علينا أن نفترض أن الموافقة لن تُعطى إلا في مطلع السنة”. في المقابل، حثت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأوروبيين على البقاء “متيقظين”، بينما يقع تنفيذ عمليات الإغلاق المتجددة في جميع أنحاء المنطقة لوقف الموجتين الثانية والثالثة من العدوى.
في حين أن لقاح شركة فايزر سيكون على الأرجح أول اللقاحات المتاحة للجمهور الأوروبي ـ حيث ضخت ألمانيا وحدها 450 مليون دولار لدعم جهود التطوير الخاصة بشركة بيوإنتك – أشارت وكالة الأدوية الأوروبية إلى أنها قد تصدر قرارا بشأن لقاح “موديرنا” في الثاني عشر من كانون الثاني/ يناير. كما استثمر الاتحاد الأوروبي بجدية في عقار أسترازينيكا.
الشرق الأوسط
تعرضت ألمانيا لانتقادات من بعض النشطاء لقرارها تصنيف إسرائيل كدولة أوروبية في خطط توزيع اللقاحات في الاتحاد الأوروبي. سيتلقى الإسرائيليون التطعيمات من مخزون الاتحاد الأوروبي المخطط له من لقاح أسترازينيكا عندما يقع الموافقة عليه ويكون متاحًا في الاتحاد الأوروبي. لكن لا يبدو أن خطة الاتحاد الأوروبي وألمانيا ستتضمن تطعيمات للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، مما يهدد بتفاقم التفاوتات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، الذين وقع تقييد وصولهم إلى المؤن الطبية والرعاية الصحية بشدة.
إيران تطور لقاحًا خاصا بها لفيروس كورونا، حيث من المقرر أن يبدأ ثمانية مرشحين تجارب المرحلة الأولى قبل نهاية التقويم الفارسي
طلبت العديد من الدول العربية مسبقًا لقاحات من مجموعة متنوعة من شركات الأدوية الغربية، لكن الإمدادات المحدودة تشكل مشكلة، خاصة بعد أن اشترى العالم المتقدم معظم الدفعة الأولية من الإنتاج. لم تطلب مصر (الدولة العربية الأكثر اكتظاظا بالسكان) ولبنان (الذي عانى من سنة من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية) سوى كميات كافية لتلقيح 27 بالمئة و15 بالمئة من السكان.
في المقابل، تتطلع دول أخرى في المنطقة إلى الشرق، وليس الغرب، للخلاص. دخلت البحرين والإمارات العربية المتحدة في شراكة مع “سينوفارم”، أو مجموعة الصين الوطنية للصناعات الدوائية، التي طورت اللقاح التجريبي الصيني. وقد أصبحت الإمارات العربية المتحدة في أيلول/ سبتمبر أول دولة خارج الصين توافق على العقار.
في تشرين الأول/ أكتوبر، أعلنت الدولة الخليجية أنها تجري أيضا تجارب المرحلة الثالثة للقاح الروسي “سبوتنيك في”. ويُقال إن إيران تطور لقاحًا خاصا بها لفيروس كورونا، حيث من المقرر أن يبدأ ثمانية مرشحين تجارب المرحلة الأولى قبل نهاية التقويم الفارسي. ومن المتوقع أن يصل اللقاح إلى المواطنين الإيرانيين بحلول الصيف.
شرق آسيا
تعتبر الصين، نقطة بداية انتشار فيروس كورونا، أن تطوير لقاح يمثل فرصة لإستعادة المكانة الدولية التي فقدتها بسبب الوباء. تمتلك البلاد خمسة لقاحات مرشحة، وصلت جميعها إلى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية ووقعت الموافقة على ثلاثة منها للاستخدام في حالات الطوارئ. ويزعم المسؤولون في إحدى شركات الأدوية المشاركة في هذا الجهد، سينوفارم الصينية، أنه لم تكن هناك حالة إصابة واحدة بين أولئك الذين وقع تلقيحهم خلال التجارب السريرية في حزيران/ يونيو.
على الرغم من أن البيانات التي تدعم هذه الفعالية المعلنة للقاح ليست شفافة تماما، إلا أن المراقبين الدوليين مفتونون بحقيقة أن فيروس كوفيدـ19 نفسه قد وقع القضاء عليه فعليا في الصين نفسها. نتيجة لذلك، كان على صانعي الأدوية الذهاب إلى مكان آخر لإجراء التجارب السريرية؛ وفي الوقت الحاضر، يقع اختبار اللقاحات الصينية في 16 دولة على الأقل.
العديد من دول شرق آسيا ليست في عجلة من أمرها لتلقيح سكانها مثل نظيراتها الغربية
تأمل الصين في توزيع لقاحها في العالم النامي على وجه الخصوص. وفي الواقع، يتناقض نهج بكين – الذي يطلق عليه اسم “طريق الحرير الصحي” – بشدة مع شعار واشنطن “أمريكا أولا”. تشمل البلدان المدرجة ضمن قائمة أولويات الصين كمبوديا وميانمار ولاوس وتايلاند وفيتنام وماليزيا وأفغانستان. وهناك شائعات مفادها أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قد تلقى بالفعل لقاحا صينيا لفيروس كورونا.
لكن العديد من دول شرق آسيا ليست في عجلة من أمرها لتلقيح سكانها مثل نظيراتها الغربية. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن دول شرق آسيا كانت أكثر نجاحًا في القضاء على الفيروس محليًا. فعلى سبيل المثال، تضع الوكالة الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ثقتها في مبادرة كوفاكس التابعة لمنظمة الصحة العالمية – مفضلة أن تلاحظ أولا كيف تعمل لقاحات فيروس كورونا المختلفة في أماكن أخرى من العالم – وتقول إنها لا تتوقع بدء التطعيم حتى الربع الثاني من سنة 2021.
روسيا
على عكس الصين، لم يقع استكمال جهود اللقاحات المحلية في روسيا بتسجيل انخفاض حاد في عدد الحالات المحلية. لقد وقع تسجيل عقار “سبوتنيك في” – الذي يرعاه الكرملين – من قبل وزارة الصحة الروسية في آب/ أغسطس، وبعد أن باغته إعلان المملكة المتحدة أمس، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمرا سريعا يدعو إلى بدء التطعيم الجماعي ضد فيروس كورونا بلقاح “سبوتنيك في” على الفور في البلاد – التي تعاني من رابع أكبر عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا في العالم– علما بأن موعد الإصدار المبدئي وقه تحديده في سنة 2021.
إن الفعالية المبلغ عنها للقاح “سبوتنيك في” مشكوك فيها. فقد أبلغت الحكومة الروسية عن مستويات متفاوتة من الفعالية في أعقاب إعلانات شركات الأدوية الغربية المنافسة – فالنسب الروسية المعدلة دائما ما تكون أعلى قليلا. في تشرين الثاني/ نوفمبر، أصبح مجلس الدوما الروسي المكان الذي شهد أسرع انتشار لفيروس كورونا، على الرغم من حقيقة أن معظم المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى قد حصلوا بالفعل على لقاح “سبوتنيك في”.
والآن، يَعد بوتين بأن بلاده ستوفر مليوني جرعة من سبوتنيك الخامس لبدء التطعيم بحلول نهاية الأسبوع. سيكون التلقيح مجانيًا وطوعيًا، وتشير استطلاعات الرأي العام إلى أن 22 بالمئة فقط من الروس يشعرون بمأمن حيال الحصول على لقاح فيروس كورونا روسيّ الصنع.
الهند
تصنع الهند ما نسبته 60 في المئة من اللقاحات في العالم، لكن التطعيم ضد فيروس كورونا لا يزال هدفا صعب المنال لهذه البلاد التي تضم أكثر من 1.3 مليار نسمة. من بين 30 لقاحًا مرشحًا تم تطويره في الهند، يخضع خمسة منها حاليًا لتجارب سريرية، ويأمل المسؤولون في تلقيح حوالي خُمس السكان – 250 مليون شخص – بحلول تموز/ يوليو 2021.
مع ذلك، قد يستغرق حصول الهند على اللقاح بعض الوقت، حيث لم تبدأ شركتا فايزر وموديرنا في إجراء التجارب السريرية محليًا – وهو شرط أساسي للحصول على موافقة الجهات التنظيمية الهندية. بناء على ذلك، ربما تعلق البلاد آمالا على لقاحات أسترازينيكا، إذ أنها لم تخضع للتجارب في الهند فحسب، بل أقل تكلفة وأكثر ملاءمة لمناخ جنوب آسيا من نظيراتها التي يجب تخزينها ونقلها في درجات حرارة منخفضة للغاية.
أميركا اللاتينية
قد تضطر المنطقة التي مثّلت بؤرة جائحة فيروس كورونا منذ حزيران/ يونيو إلى الانتظار لفترة أطول لتلقيح شعوبها. مع ما يقارب 175 ألف حالة وفاة من كوفيد-19، دخلت البرازيل في سباق مع الزمن في محاولة للحصول على اللقاح. فقد تعرضت البلاد التي قامت ذات مرة بتطوير برنامج تطعيم وطني ذا شهرة عالمية، لانتقادات بسبب استجابتها للجائحة، ويعزى ذلك أساسا لإنكار الرئيس جايير بولسونارو لخطورة الفيروس.
أثارت المحنة الاقتصادية في المنطقة قلق الحكومات بشأن تكاليف التطعيم، لذلك يأمل الكثيرون في إنتاج اللقاحات بأنفسهم
أشارت وزارة الصحة البرازيلية هذا الأسبوع إلى أنها ستبدأ حملة التطعيم في الربع الأول من عام 2021، وأنها تخطط لتلقيح حوالي 110 ملايين شخص معرض للخطر حينها، حيث سيكون العاملون في مجال الرعاية الصحية، والذين تزيد أعمارهم عن 75 سنة، والسكان الأصليون من بين أول المتلقين للقاح. حيال هذا الشأن، صرح وزير المراقبة الصحية في البلاد بأنه “ابتداءً من اليوم، تبدأ البرازيل في التفكير بطريقة أكثر واقعية بشأن التطعيم ضد فيروس كوفيد-19”.
أشارت المكسيك إلى أنها تخطط لبدء حملة تطعيم شاملة في كانون الأول/ ديسمبر، وأنها تأمل في تلقيح حوالي 90 في المئة من سكانها في السنة المقبلة. ومن المرجح أن تنتظر دول أخرى مثل كولومبيا والأرجنتين حتى النصف الأول من 2021 للحصول على اللقاحات، إلا أنهما تأملان في تطعيم نسبة ما بين 30 إلى 40 في المئة من سكانها بحلول ذلك الوقت.
أثارت المحنة الاقتصادية في المنطقة قلق الحكومات بشأن تكاليف التطعيم، لذلك يأمل الكثيرون في إنتاج اللقاحات بأنفسهم. في آب/ أغسطس، أعلنت المكسيك والأرجنتين عن شراكة مع أسترازينيكا لإنتاج ما يصل إلى 250 مليون جرعة لتُباع في أمريكا اللاتينية بأقل من 5 دولارات للجرعة الواحدة. وقبل أسبوع من ذلك، كانت الشركة البريطانية قد أبرمت صفقة مع الحكومة البرازيلية لإنتاج ما لا يقل عن 100 مليون جرعة من اللقاح محليًا.
إفريقيا
بعد أن كانت واحدة من آخر المناطق التي ضربها فيروس كورونا، قد تكون إفريقيا آخر منطقة تبدأ حملة تلقيح شاملة أيضًا. تمثل درجات الحرارة شديدة البرودة اللازمة لتخزين بعض اللقاحات الواعدة تحديًا كبيرًا في معظم أنحاء إفريقيا. وعلى غرار أمريكا اللاتينية، فإن التكاليف الباهظة المرتبطة بتنفيذ حملات التلقيح تشكل تحديًا للحكومات في جميع أنحاء القارة.
في هذا الإطار، قال جون نكينجاسونج، مدير المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها: “في رأيي، سيتطلب الأمر حتى منتصف العام المقبل قبل أن نبدأ فعليا في إدخال اللقاحات إلى إفريقيا”.
بفضل مبادرة كوفاكس العالمية لتزويد الحكومات بإمكانية الوصول متكافئ الفرص للقاح كوفيد-19، تقدر منظمة الصحة العالمية أن 3 في المئة على الأقل من سكان إفريقيا سيكونون قادرين على الحصول عليه ابتداءً من هذه السنة، وهي نسبة من المرجح أن تصل إلى 20 بالمئة بنهاية الربع الأول من عام 2021.
المصدر: فورين بوليسي