شهدت ليبيا خلال السنة الحاليّة تطورات كبرى، أهمها تدخل تركيا إلى جانب حكومة الوفاق وانقلاب موازين القوى لصالح الوفاق وتقهقر مليشيات خليفة حفتر، فضلًا عن تواصل محاولات الوصول إلى اتفاق سلام ينهي الأزمة المتواصلة في البلاد منذ سنوات. في هذا التقرير لـ”نون بوست” نتعرف على أبرز الأحداث التي شهدتها ليبيا خلال 2020.
مؤتمر برلين
بداية السنة في ليبيا، شهدت احتضان العاصمة الألمانية برلين مؤتمرًا من أجل الوصول إلى حل سياسي متوافق بشأن الأزمة المتفاقمة في ليبيا. شاركت في المؤتمر الدول الخمسة دائمة العضوية بمجلس الأمن (الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين)، فضلًا عن ألمانيا باعتبارها الدولة المنظمة وتركيا وإيطاليا ودول عربية مثل الإمارات ومصر والجزائر إلى جانب الكونغو التي يرأس رئيسها دنيس ساسو أنغيسو، لجنة رفيعة تعني بالأزمة الليبية.
تركيا تساند حكومة الوفاق
وافق البرلمان التركي، في الـ2 من يناير/كانون الثاني على مذكرة الرئيس رجب طيب أردوغان التي تتيح إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا دعمًا لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس التي تتعرض لهجوم من القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، بعد طلب حكومة الوفاق ذلك.
وقف إطلاق النار
وقعت حكومة الوفاق الوطني الليبية في بداية يناير/كانون الثاني على اتفاق لوقف إطلاق النار في موسكو بمبادرة تركية روسية، فيما رفض حفتر التوقيع واختار مواصلة القتال وهجومه الذي بدأه في 4 من أبريل/نيسان 2019، للسيطرة على العاصمة طرابلس مقر حكومة الوفاق.
حفتر يواصل قصف طرابلس
واصلت قوات حفتر قصف العاصمة طرابلس التي توجد فيها حكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليًا فضلًا عن سفارات وبعثات الدول الأجنبية وهيئة الأمم المتحدة، ما أوقع العديد من الضحايا المدنيين، رغم الهدنة الإنسانية التي أُعلنت بداية السنة.
نظام بشار يسلم سفارة ليبيا لحفتر
في الـ3 من شهر مارس/آذار، سلمت حكومة النظام السوري سفارة دولة ليبيا المغلقة منذ عام 2012 للحكومة الموازية في شرق ليبيا لتشرف عليها، رغم أن البعثات الدبلوماسية الليبية (سفارات وقنصليات) عادة ما تكون مرتبطة بحكومة الوفاق الوطني التي يقودها فائز السراج.
تسجيل أول حالة إصابة بكورونا
أعلنت حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليًا، في الـ24 من مارس/آذار، تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في البلاد، لليبي عاد من السعودية عبر تونس، وكانت السلطات قد أعلنت عن إجراءات مشددة للتصدي لخطر فيروس كورونا، من أهمها إغلاق المنافذ البرية والبحرية وتعطيل الدراسة، إضافة إلى فرض حظر تجوال ليلي.
انقلاب موازين القوى
نهاية مارس/آذار، أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، انطلاق عملية “عاصفة السلام” العسكرية، ردًا على اعتداءات مليشيات خليفة حفتر المستمرة.
بالتزامن مع ذلك، شهدت جبهات القتال في ليبيا تطورات كبرى، حيث انقلبت موازين القوى لصالح حكومة الوفاق الشرعية، نتيجة دخول الطائرات التركية المسيرة من نوع “بيرقدار TB2” (Bayraktar TB2) لمعركة طرابلس، واستخدام أنظمة التشويش التي نقلتها تركيا إلى ليبيا في أوائل فبراير/شباط الماضي.
تهاوي حفتر
بدأ حفتر في تلقي الهزيمة تلوى الأخرى، حيث فقد السيطرة على العديد من المدن الإستراتيجية في الغرب الليبي كما خسر سماء المعركة، ما أجبر داعميه الدوليين على تغيير مواقفهم والعودة للحل السياسي، علهم يتداركون أمرهم قليلًا.
حفتر يوقف العمل باتفاق الصخيرات لكن..
أعلن حفتر إيقاف العمل باتفاق الصخيرات السياسي المبرم نهاية ديسمبر/كانون الأول 2015، معتبرًا أنه “جزء من الماضي” وطلب تفويض قيادة البلاد في هذه المرحلة إلى المؤسسة العسكرية التي يترأسها، لكن لم يحصل شيء مما أعلنه وطالب به.
مقابر جماعية وتفخيخ جثث
اكتشفت قوات حكومة الوفاق، وجود مقابر جماعية في مدينة ترهونة الواقعة على بعد 90 كيلومترًا جنوب شرق طرابلس، تسببت فيها قوات حفتر قبل مغادرتها المدينة، كما وجدت جثثًا مفخخةً. جرائم جديدة بحق الليبيين تضاف إلى سجل حفتر الدموي، ومن شأنها أن تعري حفتر أمام المجتمع الدولي وتكشف حجم وحشيته، فلا هم له إلا سفك الدماء وتدمير الديار.
وقف إطلاق النار
إعلان كل من المجلس الرئاسى ومجلس النواب في ليبيا وقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية في الأراضي الليبية كافة، لكن كالعادة بقيت مليشيات حفتر تنتهك الاتفاق من آن إلى آخر.
اجتماعات في المغرب وسويسرا
بداية سبتمبر/أيلول، كانت متحركة في ليبيا، حيث انطلقت اجتماعات حوارية في بوزنيقة المغربية ومونترو بسويسرا بين الأطراف الليبية المتصارعة لكسر حالة الجمود بينها واستئناف العملية السياسية حتى يتم التوصل إلى حل توافقي سلمي للأزمة الليبية المتواصلة منذ سنوات عدة.
حكومة الثني تقدم استقالتها
قدمت حكومة عبد الثني، غير المعترف بها دوليًا، استقالتها لرئيس مجلس نواب طبرق في ظل احتجاجات شعبية على تردي الخدمات الصحية والكهرباء ونقص السيولة المالية في المصارف.
السراج يعلن نية الاستقالة ثم يتراجع
منتصف سبتمبر/أيلول، أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج نيته تسليم مهامه إلى السلطة التنفيذية القادمة، في موعد أقصاه نهاية أكتوبر/تشرين الأول، على أن تكون لجان الحوار المجتمعة في المغرب وجنيف قد استكملت أعمالها واختارت مجلسًا رئاسيًا جديدًا وكلفت رئيس حكومة تُسلَم المهام له.
بعد شهر تراجع السراج عن نية الاستقالة واستجاب لدعوات طالبته بالتراجع عن قرار الاستقالة من منصبه في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول.
السراج في تركيا
استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج، وجاء هذا اللقاء مباشرة عقب تسجيل الأمم المتحدة للاتفاقية البحرية التي وقعها الطرفان.
مؤتمر للحوار في تونس
استقبلت تونس في شهر نوفمبر/تشرين الثاني جلسات حوار مباشر بين الفرقاء الليبيين، بهدف تحقيق رؤية موحدة بخصوص إطار وترتيبات الحكم التي ستفضي إلى إجراء انتخابات وطنية من أجل إنهاء الأزمة الليبية.
خلال هذا الحوار، توصل الفرقاء الليبيون إلى تحديد موعد إجراء انتخابات وطنية وهو 24 من ديسمبر/كانون الأول 2021، من دون تحديد ما إذا كانت انتخابات رئاسية أو برلمانية أو انتخابات عامة.
اتفاق جديد لوقف إطلاق النار
في 23 أكتوبر/تشرين أول الماضي، أعلنت الأمم المتحدة، توصل طرفي النزاع في ليبيا إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، ضمن مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في مدينة جنيف السويسرية.
حفتر يواصل التحشيد
رغم هذا الاتفاق، واصلت مليشيات الانقلابي خليفة حفتر تحشيداتها عسكرية، في مناطق سرت والجفرة والجنوب، وهو ما يدل على أن حفتر لا يريد الاستقرار في ليبيا، بل يريد الحرب ليصل إلى السلطة.
فشل في توحيد البرلمان
فشل النواب المجتمعون في مدينة غدامس في اختيار رئيس جديد للبرلمان، ما فوت عليهم فرصة توحيد مجلس النواب، وعقد مهمة ملتقى الحوار لاختيار الجهاز التنفيذي.
في غضون ذلك يتواصل الحوار بين الفرقاء الليبيين في العديد من المناطق على غرار المغرب وسويسرا للتوصل إلى حل لأزمة بلادهم المتواصلة منذ سنوات، لكن تهور حفتر من شأنه إسقاط كل الجهود في الماء.