مثلت السنة الحاليّة 2020 في الجزائر، بداية حكم رئيس جديد وحكومة جديدة وأيضًا إقرار دستور جديد أقر إمكانية قيام الجيش بعمليات خارجية، كما استؤنفت في هذه السنة محاكمات رموز نظام بوتفليقة وأيضًا نشطاء في الحراك، دون أن ننسى توتر العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي وجارها الغربي المغرب.
حكومة جديدة
في الـ2 من يناير/كانون الثاني، أعلن رئيس الحكومة عبد العزيز جرادة تشكيل حكومته الجديد، وذلك بعد شهر من انتخاب الرئيس عبد العزيز تبون، إثر انتخابات قاطعها الجزائريون بنسبة عالية، وفي هذه الحكومة، عُينت بسمة عزوار وزيرة مكلفة بالعلاقات مع البرلمان، لتصبح أول وزيرة محجبة تدخل الحكومة في تاريخ الجزائر.
السراج ووزير الخارجية التركي في الجزائر
استقبلت الجزائر، بداية يناير، كل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لبحث الوضع الليبي وسبل التوصل إلى حل للأزمة هناك. خلال هذه الزيارات نددت الجزائر بجرائم حفتر وأكدت أن العاصمة الليبية طرابلس خطًا أحمر لا يجب تجاوزه.
أردوغان في ضيافة تبون
زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجزائر، في نهاية شهر يناير/كانون الثاني، تلبيةً لدعوة من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال الزيارة تم بحث سبل تعزيز روابط التعاون بين البلدين والتشاور بشأن المسائل الدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة الوضع في ليبيا.
جان-إيف لودريان في الجزائر
خلال نفس الشهر، قام رئيس الدبلوماسية الفرنسية جان-إيف لودريان بزيارة سريعة للجزائر العاصمة، حيث التقى المسؤولين الجزائريين الجدد، وزير الخارجية صبري بوقادوم ورئيس الوزراء عبد العزيز جراد ثم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وذلك بعد يومين من لقاء تبون بماكرون على هامش مؤتمر برلين.
تبون يستقبل نظيره التونسي
استقبل الرئيس تبون، نظيره التونسي قيس سعيد، بداية شهر فبراير/شباط، وخصص اللقاء لبحث العلاقات بين البلدين، كما تناول القضايا المشتركة خاصة القضية الليبية، وقد أكدا ضرورة أن يكون حل الأزمة الليبية ليبيًا خالصًا.
أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا
في الـ25 من شهر فبراير/شباط، أعلنت الجزائر تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا وهي لرجل إيطالي وصل إلى البلاد يوم 17 من فبراير/شباط، وهذه ثاني إصابة مؤكدة بالفيروس في القارة الإفريقية بأسرها، إذ إن الحالة الأولى سجلت في مصر.
تعليق الحراك
منتصف مارس/آذار، قرر نشطاء الحراك تعليق المظاهرات الشعبية، نظرًا للوضع الصحي الذي تمر به الجزائر وخوفًا من انتشار فيروس كورونا بين المحتجين بعد تزايد حالات الإصابة، ما أعطى نفسًا جديدًا للسلطة الجزائرية بقيادة الرئيس الجديد عبد المجيد تبون لتدارك أمرها.
خفض الإنفاق
أعلنت الحكومة الجزائرية في شهر مارس/آذار، خفض ميزانية نفقاتها بنسبة 30% لمواجهة تداعيات أزمة انخفاض أسعار النفط الخام في السوق الدولية، الناتجة عن حرب الأسعار التي جدت بين السعودية وروسيا.
استدعاء السفير لدى فرنسا
في مايو/أيار، استدعت الجزائر سفيرها لدى فرنسا للتشاور على خلفية بث بعض القنوات الحكومية الفرنسية وثائقيات عن الحراك الجزائري ضد نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، باعتبارها تهجمًا على الشعب الجزائري ومؤسساته، بما في ذلك الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني.
استدعاء السفير المغربي
منتصف مايو/أيار، استدعت الجزائر، سفير المملكة المغربية في الجزائر، إثر تصريح القنصل المغربي أحرضان بوطاهر في وهران وصف فيه الجزائر بـ”البلد العدو”، فيما أكد القنصل أن الفيديو مفبرك، وأدت هذه الحادثة إلى تصاعد حدة الأزمة الدبلوماسية بين الجارتين.
الجزائر تستعيد رفات قادة المقاومة
استعادت الجزائر في يوليو/تموز رفات 24 من قادة المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي، بعد أن كانت معروضة في متحف باريس، وتقدمهم الشريف بوبغلة والشيخ أحمد بوزيان، زعيم انتفاضة واحة الزعاطشة جنوب الجزائر وإخوانهم.
مبادرة لحل الأزمة الليبية
في نفس الشهر، أعلنت الجزائر عن مبادرة لحل الأزمة الليبية ألمحت فيها إلى رفض تسليح القبائل خلافًا لتوجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لكن هذه المبادرة لم تحظ بأي اهتمام من أي طرف.
الصيرفة الإسلامية
أعطت الجزائر، بداية أغسطس/آب، الضوء الأخضر لخطة تهدف إلى تقديم خدمات التمويل الإسلامي، مع سعي البلاد لمصادر تمويل جديدة لمواجهة المشاكل المالية المترتبة على انخفاض عائدات الطاقة، بذلك أصبح البنك الوطني الجزائري أول بنك عام يحصل على شهادة المطابقة الشرعية من الهيئة الشرعية الوطنية للإفتاء للصناعة المالية الإسلامية.
تقييم اتفاق الشراكة مع أوروبا
منتصف أغسطس/آب، أعلنت الجزائر أنها تتجه إلى “إعادة تقييم” اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، الذي ينص على دخولها في منطقة تبادل تجاري حر مع التكتل اعتبارًا من الأول من سبتمبر/أيلول المقبل.
دستور جديد
أقرت الجزائر دستورًا جديدًا عقب استفتاء الأول من نوفمبر/تشرين الثاني على مشروع تعديل الدستور، وبلغ الإقبال الشعبي على دستور 2020 أضعف نسبة مشاركة تاريخية تشهدها المواعيد الانتخابية الجزائرية بـ23.7% من مجموع الهيئة الناخبة التي تحصي أكثر من 24 مليون ناخب.
تبون يصاب بكورونا
في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي نُقل تبون إلى ألمانيا للعلاج بعد إصابته بفيروس كورونا، ومنذ ذلك الحين لم يظهر إلا يوم 13 من ديسمبر/كانون الأول في رسالة مصورة نشرها على تويتر ونقلها التليفزيون العام، بعدما أثار غيابه الطويل شائعات وأخبارًا مضللة، ومطالبات بتطبيق المادة 102 من الدستور المتعلقة بـ”شغور” منصب رئيس الجمهورية.
الاتحاد الأوروبي يدين الجزائر
نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني، اعتمد البرلمان الأوروبي قرارًا غير ملزم هو الثاني خلال عام يشير إلى “تدهور وضع حقوق الإنسان في الجزائر”، ويلفت الانتباه إلى قضية الصحفي المعتقل خالد درارني الذي صدر الحكم بحبسه لمدة عامين في 15 من سبتمبر/أيلول 2020، وهو ما أدانته الجزائر.
ماكرون يدعم تبون
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريح لمجلة “جون أفريك” في نوفمبر/تشرين الثاني، بأنه سيبذل كل ما في وسعه “لمساعدة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون” الذي وصفه بأنه “شجاع”، وقد أثار ذلك ردود فعل منددة من أحزاب المعارضة وناشطين في الحراك الجزائري، متهمة ماكرون بـ”التدخل” في شؤون البلاد وباتباع سياسة “نيوكولونيالية”، وبأنه يظن نفسه مخولًا بتوزيع شهادات شرعية.
الجزائر تندد بتطبيع المغرب
عبر رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد، عن استياء بلاده من تطبيع جارها المغرب علاقاته مع الكيان الإسرائيلي، واستهداف استقرار الجزائر داعيًا النخب والطبقة السياسية إلى التكاتف لمواجهة ذلك.
في أثناء ذلك، لم تتوقف المحاكم الجزائرية طيلة هذه السنة عن محاكمة رموز نظام عبد العزيز بوتفليقة، على غرار رئيسي الوزراء السابقين أحمد أويحيى وعبد المالك سلال، بتهم تتعلق أغلبها بالفساد واستغلال نفوذهم.
إلى جانب ذلك، لم تتوقف المحاكم الجزائرية أيضًا من محاكمة نشطاء في الحراك الشعبي بتهم تتعلق بالمس بأمن البلاد وقد سجن العديد منهم رغم الدعوات الداخلية والخارجية، بإطلاق سراحهم والكف عن متابعتهم قضائيًا.