شهد المغرب خلال السنة الحالية تطورات مهمة، أبرزها التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة الرباط على الصحراء الغربية، وهما الحدثان اللذَين حركا الساكن في البلد العربي الذي أخمدت جائحة كورنا نشاطه لفترة شأنه شأن كل الدول التي أصابها الوباء. في هذا التقرير لنون بوست ضمن ملف حصاد 2020 نلقي الضوء على أبرز الأحداث التي رسمت معالم العام في مملكة المغرب.
ترسيم الحدود البحرية
نهاية شهر يناير/ كانون الثاني، صادق برلمان المغرب على مشروعيْ قانونين يحددان الحدود البحرية للمملكة بشكل أحادي. وحمل القانون تعديلات جذرية على التشريعات المغربية المتعلقة بالمجالات البحرية الخاضعة لسيادة المملكة، أهمها إدخال المياه المقابلة لسواحل الصحراء ضمن المنظومة القانونية المغربية، كما ينشأ منطقة اقتصادية خالصة في المياه الواقعة بين الصحراء الغربية وأرخبيل الكناري التابع لإسبانيا.
الاعتراف بحكومة بوليفيا الجديدة
في نفس الشهر، اعترفت السلطات المغربية بالحكومة البوليفية الجديدة، مؤكدة انضمامها إلى جهود المجتمع الدولي للإسهام في تحقيق الأهداف التي حددتها الدعوة لإجراء الانتخابات العامة في البلد الجنوب أمريكي، وذلك بعد أيام قليلة على تعليق دولة بوليفيا، اعترافها بـ”الجمهورية المزعومة” التي أطلقتها جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية وقطع جميع علاقاتها مع الكيان.
أول حالة إصابة بفيروس كورونا
في الثاني من مارس/ آذار، أعلن المغرب تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، وهي لمواطن مغربي يقيم في إيطاليا. على إثر ذلك أقر المغرب جملة من القرارات الاحترازية لمواجهة تفشي هذا الوباء فوق أراضيها.
توتر العلاقات المغربية الإماراتية
في مارس/ آذار، انتقل التوتر بين المغرب والإمارات من السرية إلى العلن، حيث سحبت الرباط سفيرها في أبو ظبي محمد آيت وعلي، الذي ظل في منصبه لأكثر من 9 سنوات، كما تم استدعاء القنصليْن المغربيين في دبي وأبو ظبي، كما قام المغرب بإفراغ سفارته في أبو ظبي من جميع المستشارين والقائم بالأعمال، مما قلل من تمثيلها الدبلوماسي بشكل كبير واكتفت بموظفين يسهلون الإجراءات الإدارية للمواطنين المغاربة.
قانون “تكميم الأفواه”
في مايو/ أيار، صادقت الحكومة المغربية على مشروع قانون 22.20 المتعلق باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، الذي وصفه بعض المغاربة بـ “قانون الكمّامة” حيث صيغ وفق قولهم لتكميم الأفواه وضرب الحريات في البلاد، بعد أن باتت وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا سياسيًا كبيرًا بحيث خلقت فضاءات موازية للنقاش والتعبير لم تستطع الدولة السيطرة عليها، وقد انتهت العملية بنجاح وفق السلطات المغربية.
فرقاء ليبيا في المغرب
بداية من شهر يوليو/ تمُّوز، نشطت الدبلوماسية المغربية فيما يتعلّق بالملف الليبي، حيث استقبلت رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري ورئيس البرلمان المنعقد في طبرق عقيلة صالح، فضلا عن ممثلين لمختلف الأطراف الليبية المتنازعة.
العثماني يهاجم الإمارات
بالتزامن مع استقبال بلاده الفرقاء الليبيين، هاجم رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني دولة الإمارات دون أن يسميها، مؤكدا في مؤتمر لحزبه أنها “تريد أن تتدخل في شؤون المغرب الداخلية، وتمليَ عليه قراراتها”.
حراك الريف إلى الواجهة مجدّدًا
بداية شهر سبتمبر/ أيلول عاد ملف حراك الريف المغربي إلى الواجهة بعد قرار قياداته القابعين في السجن – بينهم ناصر الزفزافي زعيم الحراك- خوض معركة “الأمعاء الخاوية” للإفراج عنهم في ظلّ تجاهل الدولة لقضيتهم “العادلة” وفق مقربين منهم.
غلق “الكركرات”
نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول، أقدمت مجموعة تابعة لجبهة البوليساريو قادمة من مخيمات تندوف، على إغلاق معبر الكركرات الحدودي الرابط بين المغرب وموريتانيا، بهدف الضغط على الرباط وإثبات وجود الجبهة قبيل موعد صدور تقرير مجلس الأمن الدولي الخاص بقضية الصحراء الغربية.
مجلس الأمن يجدد ولاية “مينورسو” عامًا
بالتزامن مع تحرك البوليساريو، قرر مجلس الأمن الدولي، تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء بإقليم الصحراء “مينورسو” لمدة عام، حتى 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، وصوّت لصالح قرار التمديد 13 دولة عضوًا بالمجلس، فيما امتنعت روسيا وجنوب إفريقيا عن التصويت.
“تحرير” الكركرات”
في الـ13 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، القوات المسلحة المغربية تعلن تنفيذ عملية “غير هجومية” لوضع حزام أمني لتأمين تدفق السلع والأفراد عبر معبر كركرات، على إثر عرقلة ما وصفتها بمليشيات جبهة البوليساريو للمحور الرابط بين المغرب وموريتانيا.
ومنذ 1975، يدور نزاع بين المغرب و”البوليساريو” حول إقليم الصحراء، بدأ بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة. وتحول الصراع إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى 1991، وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار اعتبر “الكركرات” منطقة منزوعة السلاح.
البوليساريو تعلن انتهاء وقف إطلاق النار مع المغرب
بعد ذلك بيوم، زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، يصدر مرسوما يقضي بإنهاء الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991 مع المغرب، ردا على ما وصفه بـ “انتهاك المغرب لوقف إطلاق النار ومهاجمة المتظاهرين المدنيين أمام المنطقة العازلة (الكركرات)”.
انفراج في العلاقات الإماراتية المغربية
نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عرفت العلاقات الإماراتية المغربية انفراجا كبيرا، حيث فتحت أبو ظبي قنصلية عامة بمدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء الغربية التي يسيطر عليها المغرب وتدّعي جبهة بوليساريو أحقيتها بها، في خطوة غير مسبوقة عربيًا، وبالتزامن مع اعتماد المغرب “دبلوماسية القنصليات” لفرض سيادتها على إقليم الصحراء.
دبلوماسية القنصليات
تتالي فتح القنصليات الأجنبية في مدن الصحراء الغربية، وذلك “تتويجًا لجهود المغرب الدبلوماسية للدفاع عن وحدته الترابية، وتأكيدًا على سيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية”، وفق وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ما اعتبرته البوليساريو “خطوة غير مسؤولة وعدوانًا غير مبرّر”، متوعدةً بالرد من خلال خطوات ستسلكها لدى كل من الاتحاد الإفريقي وعبر القانون الدولي، وفق تصريحات زعمائها.
ترامب يعترف بسيادة المغرب على الصحراء
في الـ 10 من شهر ديسمبر/ كانون الأول، أكد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، قائلًا إن “المغرب اعترف بالولايات المتحدة عام 1777، ومن المناسب أن نعترف بسيادته على الصحراء الغربية”، كما قررت الولايات المتحدة قررت فتح قنصلية في مدينة الداخلة تقوم بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأميركية.
تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال
في تغريدة ثانية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب موافقة المغرب وكيان الاحتلال الإسرائيلي على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما، ويعتبر التطبيع المغربي الرابع من نوعه هذه السنة، فقد سبقها إلى ذلك الإمارات والبحرين والسودان.
يذكر أن المغرب بدأ مع الكيان الإسرائيلي، علاقات على مستوى منخفض عام 1993 بعد التوصل لاتفاقية “أوسلو”، لكن الرباط جمدتها بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وتحديدًا عام 2002.