“لقد فقدنا مكانتنا المميزة لمصلحة فرنسا”.. هكذا عنونت صحيفة ذي صن الشعبية البريطانية بيان نعي نشرته على صفحاتها اليوم، نعت فيه العلاقة الأمريكية البريطانية قائلة: “الراحلة “توفيت في المنزل إثر مرض مفاجئ الخميس في 29 أغسطس/ آب 2013 عن عمر 67 عاما. الابنة العزيزة لونستون تشرشل وفرانكلين روزفلت، والغالية على قلوب مارغريت تاتشر ورونالد ريغان وجون ميجور وجورج بوش الأب وبيل كلينتون وتوني بلير وجورج دبليو بوش. يجري الدفن في السفارة الفرنسية، 58 شارع نايتسبريدغ، لندن (..) الرجاء عدم إرسال أكاليل”.
علاقة عريقة بين البلدين أجمعت الصحافة البريطانية أن بريطانية خسرتها لصالح فرنسا التي وصفتها الولايات المتحدة الأمريكية بأنها “أقدم حلفائها التاريخيين” بعد التزامها بالمشارك في الضربة العسكرية الأمريكية المرتقبة ضد سوريا دون انتظار قرار من الأمم المتحدة.
وكان دافيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا قد وقع في مأزق حرج مع حليفه في الحرب والسلم باراك أوباما، فيعد إبداء الحكومة البريطانية لحماستها لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا وبعد رصد حركة للحربية البريطانية في منطقة الشرق الأوسط وفي القاعدة الجوية في قبرص اليونانية، تفاجئ العالم بقرار لمجلس العموم البريطاني لإعطاء حكومة كاميرون الضوء الأخضر للمشاركة في الضربة العسكرية المرتقبة في سوريا.
ورغم أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحدث إلى كاميرون هاتفيا وأعرب عن رغبته في المحافظة على علاقة قوية بين البلدين وعن احترامه التام لموقف كاميرون، فإن ديبلوماسيين رأوا بأن إشادة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ب”الحليفة الأقدم” فرنسا تعتبر صفعة ديبلوماسية لبريطانيا مشيرين إلى أن كيري تعمد عدم ذكر بريطانيا في قائمة طويلة من أصدقاء أمريكا الذين أبدوا استعداداً مبدئيا للمشاركة في العمل العسكري الأمريكي.
وأما الصحافة الأمريكية فقد وصفت قرار مجلس العموم البريطاني ب”الزلزال السياسي”، فتساءلت صحيفة الواشنطن بوست عن الدور الدولي الذي تريد بريطانيا لعبه من خلال قرار كهذا، مشيرة إلى بريطانيا ستخسر الكثير من نفوذها الديبلوماسي حول العالم والذي حصلت عليه – حسب الصحيفة- بفضل تحالفها مع أمريكا والذي مكنها من تعزيز تجارتها وصناعتها حول العالم.