ترجمة وتحرير: نون بوست
ينمو الأطفال ويكبرون بوتيرة مختلفة تمامًا، لكن هناك مهارات اجتماعية معينة من المتوقع أن يكتسبها معظم الأطفال بين سن الخامسة والثامنة. لا شك أن أغلب الآباء يرغبون في متابعة أطفالهم وهم يمرون بجميع مراحل طفولتهم المهمة، لكن ذلك من شأنه أن يؤثر سلبًا على استقلاليتهم.
بين سن الخامسة والثامنة، سيبدأ معظم الأطفال في الاستقلال عن والديهم والاعتماد أكثر على أقرانهم واكتساب العديد من المهارات الاجتماعية المهمة.
وفيما يلي، أهم المهارات الاجتماعية التي من الضروري تعليمها للأطفال.
التواصل دون طلب المساعدة
يحتاج الأطفال الذين بلغوا سن الخامسة أو أقل إلى المساعدة في التعبير عما يريدون. ولكن في هذه المرحلة، يجب أن يبدأ طفلك في الاعتماد على نفسه ويكون قادرا على التواصل بمفرده عند بلوغه سن الثامنة.
يكتشفون أنفسهم
في هذه المرحلة، يبدأ الأطفال في فهم هويتهم بشكل أفضل. فهم يبدأون في رؤية أنفسهم بناءً على مظهرهم الجسدي أو أدائهم في المدرسة. كما يصبحون قادرين على فهم واستيعاب مكانتهم في العالم. لهذا السبب، سيبدأون في التفكير أكثر في المستقبل، وستلاحظ أنهم يرغبون في التعبير عن طموحاتهم عندما يكبرون.
تنتابهم العديد من المشاعر في وقت واحد
لن يبدأ الأطفال في فهم المشاعر الأكثر تعقيدا مثل الشفقة فحسب، بل سيكونون قادرين على خوض مشاعر مختلفة في نفس الوقت. يمكن لطفلك أن يكون سعيدا باللعب مع أصدقائه، ولكنه سيغضب عندما يقع اختياره للبحث عنهم عند لعب الغميضة.
يتجهون أكثر إلى أقرانهم
في هذه المرحلة العمرية، سيبدأ الأطفال في اللجوء إلى أقرانهم أكثر من والديهم. على الرغم من أن طفلك كان يحاول الاعتماد على نفسه لبضع سنوات، إلا أنه لا يزال يفضل رفقتك. ولكن عليك أن تعتبر تفضيله البقاء أكثر صحبة أصدقائه أمرا عاديا. إنه أمر محبط للآباء، لكن يعتبر ذلك من بين المهارات الاجتماعية الطبيعية والضرورية للأطفال لتعزيز شعورهم بالاستقلال.
سيصبح طفلك أكثر اهتماما بنظرة أصدقائه إليه في هذه المرحلة. وسيشعر بالرغبة في الاندماج في مدرسته. وستتشكل صداقاته كذلك “من خلال الأخذ والعطاء والثقة المتبادلة وتبادل الخبرات”، وذلك وفقا لمنظمة “أكت“. لهذا السبب، قد يصبح تكوين الصداقات أكثر صعوبة.
يهتمون بتحقيق العدالة
قد تبدأ في ملاحظة أن طفلك يحاول جعل الأمور أكثر عدلًا. فمن الطبيعي أن تزداد رغبة طفلك في تحقيق العدالة بعد أن تعلم كيفية المشاركة. فعلى سبيل المثال، إذا لاحظ طفلك أن طفلا ما لم يحصل على قطعة حلوى، بينما حصل الآخر على قطعتين، فقد يحاول طفلك التدخل للتأكد من حصول الطفل الأول على الحلوى بشكل متساوٍ. على الرغم من ذلك، قد يبالغ طفلك في محاولة جعل الأمور عادلة في بعض الأحيان. ومن المرجح أن يصبح الأطفال أحيانا عدوانيين لفظيا أو جسديا في سعيهم لتحقيق العدالة.
يلعبون ألعابًا تستند إلى القواعد
من المرجح أن يتم استبدال الألعاب التخيلية التي يلعبها طفلك بألعاب ترتكز على القواعد والتعليمات. عندما يقترب طفلك من سن الثامنة، سيصبح أكثر اهتماما بالألعاب التي تركز أساسا على كيفية الفوز. وقد يواجه الخسارة في الكثير من الأحيان، لكن بحلول الوقت الذي يصل فيه إلى الثامنة من عمره، سيكون أكثر قدرة على التعامل بشكل أفضل مع قبول الخسارة في المباريات.
يفضلون الأصدقاء من نفس جنسهم
من المحتمل أن يبدأ طفلك في تفضيل الأصدقاء من نفس جنسه. وفي هذه المرحلة سيتجنبون الأطفال من الجنس الآخر.
يطورون قدرا أكبر من التعاطف
سيكون الأطفال في هذه الفئة العمرية أكثر تعاطفا ورحمة. وسيستمرون في محاولة قراءة وفهم مشاعر الآخرين. كما سيهتمون أكثر بمراعاة مشاعر الأطفال الآخرين.
إذا كان طفلك لا يرغب في اللعب مع بقية الأطفال، أو يواجه صعوبة في الانفصال عنك، أو لم يتمكن من تحقيق أي من هذه المهارات الاجتماعية، فقد يكون ذلك بمثابة علامة حمراء على وجود خطأ ما، لذلك يُنصح بالتواصل مع معلم طفلك أو طبيبه لتداركه.
في المقابل، إن اعتماد طفلك على نفسه دليل على أنه ينمو بطريقة سليمة. ومن الصعب حقا مشاهدة أطفالنا يكبرون بعيدا عنا، ولكن من المهم أيضا أن يطوروا هذه المهارات الاجتماعية لتحقيق بعض الاستقلال.
المصدر: مامز