شهد العالم للمرة الثانية هذا العام ظاهرة الخسوف الكلي للقمر أمس، وسط اهتمام الملايين حول العالم لمشاهدته، حيث ظهر في شرق أسيا وأستراليا والمحيط الهادي والأمريكتين، في حين اختفى عن الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا لحدوثه نهارًا حيث يحجب ظل الأرض 117.2% من قرص الشمس عند ذروته.
ويطلق على خسوف القمر الكلي الذي ظهر هذه المرة اسم “القمر الدموي” أو Blood Moon، ويتميز باللون الأحمر المائل إلى البني الغامق، وذلك لانعكاس أشعة الشمس عليه مما يؤثر على لونه، إلا أنه سيكون هذه المرة أكبر من خسوفه في 15 أبريل الماضي.
ويعد هذا النوع من الأحداث الفلكية حالة نادرة، حيث حدث مرات قليلة فقط على مدى الـ 5 قرون الماضية، ويظهر القمر بلون الدم نتيجة للخسوف الكامل للقمر، عندما تكون الشمس مع القمر والأرض مباشرة على خط واحد، وتعجز أشعة الشمس عن الوصول إلى القمر بسبب وقوع الأرض في المنتصف بينهما.
يبدو القمر في هذه الحالة أحمرًا قانيًا، وذلك بسبب حصوله على قدر قليل فقط من ضوء الشمس، الذي يصل إليه بعد الالتفاف حول الأرض، ومن ثم ينعكس على سطح القمر.
وكان الاستراليون هم الأوفر حظًا في مشاهدة هذه الظاهرة، بسبب موقعهم الجغرافي، الذي مكنهم من رؤية “قمر الدم” بمنتهى الوضوح، والناس الذين يعيشون هناك على الساحل الشرقي هم الأكثر حظًا لأن رؤيته من هناك الأفضل على الإطلاق.
ويعتبر لون القمر وقت الخسوف الكلي مؤشرًا على مدى نقاء الغلاف الجوي الأرضي، فكلما ازداد التلوث في الغلاف الجوي قلت الأشعة المنكسرة عن طريقه؛ وبالتالي تقل إضاءة القمر وقت الخسوف ويميل لونه إلى الأحمر الداكن أو البني وفي أحيان نادرة قد يختفي القمر تمامًا مثلما حدث في خسوف أواخر عام 1992، بسبب انفجار بركان بيناتوبو في الفلبين قبل ذلك بأكثر من عام، حسبما ذكرت “سي إن إن”.
وأتاحت وكالة ناسا لعلوم الفضاء بثًا مباشرًا للظاهرة، منذ حدوثها في أول دولة، وهي أستراليا، واستغرق الحدث بجميع مراحله 5 ساعات و18 دقيقة و3 ثوان.
القمر الدموي ظهر مرة في أبريل من العام الجاري، وسيظهر مرتين في أبريل وسبتمبر من العام القادم، وبمعدل مثل هذا قد يعتقد البعض خطأ أن الظاهرة متكررة أو معتادة، لكن الحقيقة أنه قبل بداية القرن العشرين، عاش العالم لـ300 سنة بدون رؤية تلك الظاهرة.
هذا يعني أن أشخاصًا مثل خلفاء الدولة العثمانية، وآل سعود منذ تأسيس الدولة، وأشخاص مثل إسحاق نيوتن وموزارت ونابليون لم يحصلوا على فرصة رؤية القمر بهذا الشكل.
المصدر: وكالات