مريم أبو لاوي، فلسطينية من قطاع غزة تقف أمام 20 آخرين من زملائها الذين انشغلوا بالعمل على حواسبهم بينما يستمعون لها وهي تعرض فكرة شركتها الناشئة الجديدة، أحدهم انشغل بالرسم على “تابلت”، وأصوات رسائل فيسبوك تسمع في المكان.
“وصّلني”، هذا كان اسم التطبيق الذي تعرضه أبو لاوي، حيث أنها كريادة ناشئة تسعى في هذا التطبيق على الهاتف المحمول بإن يساعد مستخدميه في إيجاد سيارة للأجرة في قطاع غزة، في الوقت ذاته ارتج المبنى بأكمله بسبب صاروخ إسرائيلي سقط على بعد الأميال القريبة.
أصوات الكبس على لوحات المفاتيح استبدلت بأصوات التكسير المحيط بالمكان، إحدى الحاضرات وقفت وقالت : “خلص!”، ثم خرجت، ما هي إلا ثواني قليلة حتى عادت أصوات الضغط على لوحات المفاتيح وعادت مريم التي تبلغ من العمر 25 عاماً لتكمل عرضها في Gaza sky geeks، أول مسرع للأعمال في قطاع غزة.
– geeks : كلمة انجليزية تعني المهووسين بالكومبيوتر والانترنت
في هذا المكتب الصغير من مبنى متوسط الارتفاع على مشارف مدينة غزة، مريم وغيرها من الرياديين الشباب عازمون على جلب تقنيات الانترنت الجديدة إلى قطاع غزة، وعلى أن هذه المهمة تبدو صعبة في الوقت الذي تقصف فيه الطائرات ما حولهم من أراضي، ودون توفر أي أسباب الراحة اللازمة في القطاع.
ومسرعة الأعمال Gaza sky geeks، التي تعمل مريم وأصدقاؤها فيها أنشأت من قبل Mercy Corps، المنظمة غير الربحية التي تتخذ من “بورت لاند” في الولايات المتحدة الأمريكية مقراً لها، تعمل منذ عقود على تحسين ظروف الحياة في قطاع غزة بما فيها توفير فرص للعمل التي يحتاجها الشباب وتساهم في انعاش الاقتصاد.
هديل الصفدي المقيمة في مسرعة الأعمال ذاتها، والبالغة من العمر 24 عاماً أطلقت مؤسسة ناشئة للرسوم المتحركة تدعى “نيوتون” تقول: “هذه التفجيرات أصبحت عادية بالنسبة لي” مضيفة: “بسبب ذلك أن أقوم ما أقوم به، لأعيش حياة طبيعة بعيداً عن القنابل والخطر”.
ويعاني شباب الأعمال في غزة من الانقطاع الكثير في الانترنت السرعة البطيئة، في الوقت الذي يعاني فيه باقي سكان القطاع من انقطاع الماء والكهرباء، أحد هؤلاء الشباب نقل شركته الناشئة من منزله إلى منزل أخيه الذي يملك مولدة كهرباء بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء في منزلهم.
في قطاع غزة، وبعد 8 سنوات من الحصار وقلة فرص العمل ومنع السفر، تقول منظمة الصحة العالمية بأن معدل البطالة في غزة ارتفع إلى 70 ٪ في قطاع غزة.
لينا منتوك، مديرة البرنامج الاقتصادي الرقمي في منظمة Mercy Corps، تقول بأن أحد الحلول للبطالة هي دعم المشاريع التي تعتمد على الانترنت والتي بإمكانها التغلب على الحدود.
لينا ساعدت في انشاء مسرعة Gaza sky geeks في عام 2011، بالاعتماد على التمويل من شركة “جوجل”، والتي تحولت لاحقاً للاعتماد على منظمات أخرى، تقول لينا: “المستثمرون يريدون دعم شباب غزة، وشباب غزة يريدون اطلاق مشاريعهم، كلاهما ليس له اتصال بالاخر”.