أصبحنا نعيش في عصر العنصرية، نفرق الناس على الجنسية وعلى الديانة وعلى اللون وعلى المال وعلى المؤهل العلمي وتناسينا جميعاً أن الأكرم عند الله هو الأتقى، تناسياً أننا نقف جميعاً أمام الله بأعمالنا لا فرق بين أعجمي وعربي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى كلنا لأدم وأدم من تراب.
لقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين للناس جميعا يحمل ديناً يساوي بين الجميع لا يفرق بين أي شخص الا بالتقوى، آخى بين المهاجرين والانصار بعد الهجرة من مكة الى المدينة، كان بين أصحابه بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي، جاء الاسلام ليخلص الناس من العبودية التى كانت تحكم قبله ، وحدثنا القرآن بأن لنا دين وللآخر دين، علمنا أن الدين المعاملة وعرفنا نبينا أن إمرأة دخلت الجنة في سقية كلب وأن إمرأة دخلت النار في حبس هرة، قال لنا أن من أذى ذمياً فأنا خصمه.
كثيراً ما نجد سوء المعاملة في هذه الأيام بمجرد أنه يختلف معي يختلف معي في الدين يختلف معي فى الجنسية يختلف معي فى العلم يختلف معي فى أي شئ، بالرغم أن من نملكه جميعاً هو هبة من الله قادر سبحانة أن يأخذه منك قادر أن يجعل نسبك المتفاخر أنت به أسوء نسب، قادر أن يجعل جنسيتك التى تتكابر بها تتخلى عنها ، قادر سبحانه أن يجعل علمك الذي تتظاهر به نقمة عليك فلماذا الكبر لماذا التعالي على الناس لماذا سوء المعاملة مع من أقل منك.
الشخص الذي تهينه أو تسوء معاملتة قد يكون عند الله أفضل منك وقد يختم الله له بحسن الخاتمة وأنت بسوء الخاتمة ، كان الإمام مالك رحمه الله يقول ما رأيت مسلماً إلا وظننت أنه خيراً منيَ، لماذا الأنانية تسيطر على قلوب الكثير منّا والتفكير في أنا ومن بعدي الطوفان هو شعار البعض.
أيها المتعصبون لجنسياتكم وأموالكم وأنسابكم وعلمكم لقد مزقتكم قلوب الكثير من البشر بسوء معاملتكم لقد أسأتم إلى ما تحملون من ألقاب وشهادات، ألم تعرفوا أنكم سفراء دينكم، كم من أناس دخلوا الاسلام بحسن المعاملة وكم هم المتنافرون بسوء المعاملة، كونوا سفراء مناصبكم وسفراء عائلتكم، عاملوا الناس بما تحبوا أن يعاملوكم عاملوا الناس بالأخلاق الحميدة ، عاملوا الناس بأخلاق العظماء ، عاملوا الناس بأخلاقكم لا بأخلاقهم.
إننا نقف جميعا بين يدي الله يوم القيامة لا يفرق بيننا جميعاً إلا أعمالنا ، كل واحد على حسب عمله ، لا يوجد في هذا المقام جنسية ولا لون ولا أي شئ من أمور الدنيا إلا عملك فيها، فأحسن عملك في الدنيا واتق الله في معاملتك مع البشر واترك أثر طيب في كل مكان، وخيراً لك أن يترحم عليك بعد موتك من أن تذكر بالسوء فأحسن ذكرك