صراع على شبكات التواصل يكشف طبقية إيران

3746778998

كشف حساب جديد على موقع انستغرام لتبادل الصور وملفات الفيديو عن نمط الحياة الباذخ الذي يعيشه أبناء وبنات الأثرياء في إيران، رافعًا الغطاء عن جانب من الحياة في إيران الذي نادرًا ما يكون مرئيًا.









وكان حساب “ريتش كيدز أوف طهران” (أطفال طهران الأثرياء) قد جذب منذ إنشائه في سبتمبر وحتى حجبه الخميس في إيران، ما يزيد عن 100 ألف متابع. وأشار موقع “وي بلوغ نيوز” الإيراني المقرب من أوساط المحافظين، أمس الخميس، إلى أن الصفحة حجبت نظراً إلى مضمونها الذي ينطوي على “إسفاف”.

لكن صفحة إنستغرام التي قال مؤسسوها لموقع بيزنس إنسايدر إنهم يريدون بها أن يحسنوا من صورة إيران في العالم بدلا من الصورة السلبية، تم إغلاقها بسبب “السمعة السيئة الخاطئة” التي ظهرت من الصفحة بدون الإشارة عما إذا كان ذلك قد تم بطلب (أو أمر) من السلطات الإيرانية.

وفي تغريدة على موقع تويتر قال مديرو الصفحة إنه من الخطأ تصوير أن أغنياء طهران حصلوا على ثروتهم بوسائل غير مشروعة، وأكدوا أن الكثير من هؤلاء تعبوا كثيرا من أجل جمع تلك الثروة.



 
ويتضح من الصور المنشورة أن حياة البذخ التي يعيشها حديثو النعمة من أثرياء إيران الذين كثير منهم ينتمون إلى عائلات النخبة الحاكمة في إيران، لا تمت بصلة إلى صورة الحياة المتواضعة التي يحاول قيادات إيران ترويجها عن بلدهم، أو الانطباع السائد في العالم عن إيران، بوصفها بلدًا معزولًا يعيش في قوقعة من التزمت الأخلاقي.

وفيما يهاجم قيادات البلاد الدينية انحطاط الغرب الأخلاقي ونزعته الاستهلاكية في كل مناسبة، فإن الحساب أظهر شريحة من الشباب الإيراني يقضون الوقت في برك السباحة داخل قصور منيفة أو في حفلات يتم تقديم فيها كؤوس الكحول المهرب من الويسكي والفودكا بلا حساب.

ورغم الصورة الشائعة عن إيران بوصفه بلدًا متقشفًا، فإن الجنس والمخدرات والمشروبات الكحولية متوافرة بحرية لشباب طهران. لكن غالبية الإيرانيين يتوخون الحذر في كل ما يتعلق بوسائل الترفيه البريئة ايضًا، لا سيما بعد أن حكمت السلطات الإيرانية في سبتمبر الماضي بالسجن و91 جلدة مع وقف التنفيذ على ستة إيرانيين بتهمة الظهور في شريط فيديو على يوتيوب وهم يرقصون على أغنية “هابي”.

ونقلت صحيفة تايمز عن سارة، التي تعمل مستشارة في تكنولوجيا المعلومات في طهران، قولها: “الجميع يعرف من هم هؤلاء الأشخاص. فلدى غالبيتهم آباء فوق القانون، وإذا وقعوا في مشكلة فالمشكلة تختفي”.

ويكشف ما نُشر من صور على انستغرام أن إيران من أكبر أسواق السيارات الرياضية في الشرق الأوسط، رغم العقوبات.

وعندما أعلنت شركة بورش عن عدد محدود من موديلها الكلاسيكي 911 في العام 2012، طلبت شركتان ترتبطان بالحرس الثوري الإيراني 1400 سيارة لتلبية الطلب الهائل عليها في إيران. لكن بورش لم تستجب لأنها أعلنت عن انتاج 1911 سيارة فقط من ذلك الموديل.

الصور أثارت ردود أفعال واسعة تراوحت بين الترحيب بكشف المستور من حياة الأثرياء وأبناء النخبة الحاكمة، والغضب على هذا الثراء الفاحش فيما تعيش غالبية الإيرانيين في ضائقة بسبب التضخم والبطالة والغلاء وشح العديد من السلع الضرورية وتعطل قطاعات انتاجية كاملة. فالبطالة خارج الأحياء الراقية في شمال طهران تبلغ معدلات عالية، تصل إلى 50 بالمئة بين النساء، بحسب أرقام صحيفة تايمز.

لكن أحد ردود الأفعال كان إنشاء صفحة مقابلة تبرز الفقر الذي تعيش فيه الغالبية الكادحة من الشعب الإيراني بعنوان “أطفال طهران الفقراء“.
 

الحساب كذلك قام بنشر صور مشابهة لما نشره حساب الأثرياء، في إشارة إلى الهوة السحيقة بين الإيرانيين.