ترجمة وتحرير: نون بوست
في إحدى الزوايا القاحلة من مرتفعات الجولان، وعلى بعد حوالي 64 كيلومترا جنوب غرب دمشق، تنتصب لافتة ضخمة مكتوبة بأحرف ذهبية “مرتفعات ترامب”، وهو الاسم الذي اُطلق على مستوطنة إسرائيلية للاحتفال بذكرى اعتراف دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، التي سُلبت من سوريا في سنة 1967.
في صيف 2019، كشف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن المستوطنة الجديدة في حدث صورته عدسات الكاميرات، حيث ألقى ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي المؤيد للمستوطنين في “إسرائيل”، خطابًا تحدث فيه عن انتماء ترامب إلى “مجموعة صغيرة من الأبطال الإسرائيليين”. وبعد مرور سنة ونصف، ما زالت المستوطنة شاغرة. وبحلول نهاية شهر كانون الثاني/ يناير، من المقرر أن تنتقل 20 أسرة إلى مساكن مؤقتة هناك.
قد تكون هذه اللافتة الضخمة التي كتب عليها اسم ترامب وسط بلدة صغيرة نائية على أراضي متنازع عليها صورة مجازية لا بأس بها لإرث الرئيس المنتهية ولايته في “إسرائيل”، الذي اعتمد على الرسميات. في هذا الإطار، قال القنصل العام السابق لـ “إسرائيل” في نيويورك ألون بنكاس إن “السياسات الأمريكية في إسرائيل رمزية تمامًا”، وشبّه الكثير منها بمجرد “رغوة تطفو على الماء”.
لكن هذه الرمزية ذات أهمية بالنسبة لـ “إسرائيل”. فعندما اعترف ترامب بالقدس عاصمةً لـ “إسرائيل”، فإنه بذلك قضى على أي احتمال بأن تنتمي القدس الشرقية إلى دولة فلسطينية. وعندما نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في سنة 2018، أشار إلى تخليه حتى عن التظاهر بإجراء مفاوضات صادقة مع الفلسطينيين.
بدلاً من استغلال هذه الإيماءات كحوافز لدفع نتنياهو على تبني خطة سلام شاملة في المنطقة، قام ترامب بتنفيذها على أرض الواقع. في الأشهر الأخيرة، عندما توسطت الولايات المتحدة في اتفاقات تطبيع بين “إسرائيل” والإمارات والبحرين والسودان، والمغرب، سمح ترامب لـ “إسرائيل” بجني ثمار العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدول العربية مقابل تجميد نتنياهو خطته المتطرفة بضم جزء من الضفة الغربية المحتلة.
على مدى سنوات، واصلت “إسرائيل” انتهاج دبلوماسية القنوات الخلفية مع هذه الدول، لكن لم تصبح تلك العلاقات رسمية بسبب إصرار هذه الدول على النهوض بالدولة الفلسطينية. أما الآن، تعهدت “إسرائيل” بتجميد خطة الضم الخاصة بها رسميًا. وبشكل غير رسمي، وافقت إدارة ترامب على إجراءات لم يكن من الممكن تصورها من قبل، من شأنها جعل اتفاقات التطبيع مربحة لهذه الدول العربية. وقد كان المستفيد الأكبر دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم اقتراح صفقة أسلحة بقيمة 23 مليار دولار تشمل بيع خمسين مقاتلة من طراز “إف-35”.
أخبرني كبير المحللين السياسيين في القناة 12 الإسرائيلية، أميت سيغال، أن “نتنياهو حصل على كل ما يريده من ترامب”، حيث كان تحالف ترامب مع نتنياهو شاملاً لدرجة أنه قبل الانتخابات الأمريكية، كانت نسبة مؤيدي ترامب من الإسرائيليين 63 بالمئة مقابل 17 بالمئة لـجو بايدن، وفقًا لاستطلاع أجراه معهد “إسرائيل” للديمقراطية في تشرين الثاني/ نوفمبر. كما أشار أحد تقارير صحيفة “هآرتس” اليسارية إلى أنه لو كانت “إسرائيل” من إحدى الولايات أمريكية، لكانت “الولاية الأكثر احمرارًا” (في إشارة إلى اللون الذي يرمز للحزب الجمهوري).
لا جدل في أوجه التشابه بين الترامبية وما يعرف في “إسرائيل” باسم البيبية فكلاهما يعرف بإظهار الاحتقار لوسائل الإعلام مع إخفاء الهوس بها
إذا تصفحت حسابات “تويتر” لأكثر أنصار نتنياهو حماسًا، لظننت لوهلة أنك وجدت النسخ العبرية من حسابات شون هانيتي أو تاكر كارلسون. فعلى سبيل المثال، قال شيمون ريكلين، المحلل في القناة 20 التي وُصفت بأنها “فوكس نيوز الإسرائيلية”: “فخامة الرئيس ترامب! شكراً لكم على كل ما فعلتموه لجعل أمريكا عظيمة وقوية”. وبعد ثلاثة أسابيع من الانتخابات الأمريكية، قال محلل معروف ونائب يميني سابق يدعى يانون ماجال في حديثه مع الإذاعة الإسرائيلية: “ما زلنا ندعو لحدوث معجزة أن يفوز دونالد، ابن فريد، في الانتخابات”.
كما استهل المعلق اليميني جادي توب بثه الأسبوعي يوم الأحد، بعد أن اقتحمت حشود من أنصار ترامب مبنى الكابيتول الأمريكي، بقوله: “إنه أمر مخيف حقًا!”، قبل أن يوضح أنه كان يشير إلى حظر الرئيس من تويتر. وأكمل شاجبا: “إنها حركة تتسم بالستالينية. إنهم لم يقوموا بحظر أحد من أنتيفا”!
مع ذلك، قد لا تكون الترامبية الإسرائيلية أوضح مما يُكتب في صفحات “إسرائيل هيوم” (إسرائيل اليوم)؛ وهي صحيفة يومية مجانية مؤيدة لنتنياهو. تأسست “إسرائيل هيوم” في سنة 2007 على يد شيلدون أديلسون، شهير الكازينوهات الأمريكي والمتبرع الجمهوري السخي، مع زوجته الإسرائيلية ميريام. (بعد فترة قصيرة من نشر هذا المقال، تم الإبلاغ عن وفاة أديلسون ليلة الإثنين عن عمر يناهز السابعة والثمانين).
عشية الانتخابات الأمريكية، نشرت ميريام أديلسون مقالا في الصفحة الأولى بعنوان ” لا تخافوا”، وجاء في نصه: “آمل وأؤمن من كل قلبي بأن حصيلة الأصوات ستُظهر أن معظم الأمريكيين يريدون ولاية ثانية لترامب”. أما يوم الأحد، في أعقاب الهجوم على مبنى الكابيتول، زعمت الصحيفة أن “الديمقراطيين ووسائل الإعلام يريدون رأس ترامب قبل التنصيب الرئاسي”. ومن جهته، قال رئيس تحرير “إسرائيل هيوم” بوعز بيسموث مؤخرًا: “حينما أنظر إلى ترامب، فإنني أرى، أولاً وقبل كل شيء، رجلًا قويًا. لقد أحببته منذ البداية”.
لا جدل في أوجه التشابه بين الترامبية وما يعرف في “إسرائيل” باسم البيبية (وهو اللقب الذي يطلقه أنصار بنيامين نتنياهو على أنفسهم)، فكلاهما يعرف بإظهار الاحتقار لوسائل الإعلام مع إخفاء الهوس بها؛ وازدراء للنخب الثقافية وعناصر ما يسمى بالدولة العميقة؛ والتحريض العنصري (نتنياهو: “الناخبون العرب يخرجون كالقطيع”، ترامب: “هؤلاء ليسوا بشرًا، بل هم حيوانات”)؛ وترسيخ نزعة شعبوية قومية طالت بلدانًا بعيدة مثل الهند والمجر والبرازيل.
إن جانبًا كبيرًا من محبة اليمين الإسرائيلي لترامب نابع من استعداده لقبول إنشاء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، متجاهلا حقوق الفلسطينيين الذين يعيشون هناك. قال زعيم إحدى المستوطنات: “لقد تمت الموافقة على جميع مخططات البناء التي عرضت عليّ”. وأضاف الزعيم خلال صلاة جماعية للدعاء لترامب في الخليل، قبيل أيام من الانتخابات الأمريكية: “في عهد أوباما، لم نكن لنجرأ على الحلم بذلك أبدًا”.
يقدّر اليمين عدم اكتراث إدارة ترامب لحقوق الفلسطينيين بشكل عام. عندما أعلن ترامب عن خطة سلام لـ “إسرائيل” وفلسطين – أو ما سماه بـ”صفقة القرن” في المنطقة – دون أخذ مشورة الفلسطينيين حتى، بدا وكأنه تخلص من وجودهم بشكل سحري. رداً على ذلك، وصف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خطة ترامب بأنها “صفعة القرن”.
من المفارقات، أنه على الرغم من حصوله على كل ما يمكن أن يتمناه في عهد ترامب، ما زال اليمين الإسرائيلي المتشدد يرفض هذه “الصفقة”، ويعترض على ذكر دولة فلسطينية – حتى لو كانت دولة منكمشة لن تتمتع باستقلال أمني، وتتخللها المستوطنات اليهودية.
يعتقد بيسموث أنه لو فاز ترامب بولاية ثانية، لسمح لـ “إسرائيل” بضم مستوطنات الضفة الغربية – أو على حد تعبير بيسموث: “الاعتراف بسيادتنا على يهودا والسامرة”. كما نسب الفضل إلى ترامب في اختيار دول الخليج لـ “إسرائيل” بدلا من فلسطين، قائلا: “لا يجوز أن تكون إسرائيل العشيقة في العالم العربي – بل يجب أن تكون إسرائيل الزوجة. وقد ساعدنا ترامب في أن نصبح الزوجة”. وأضاف بيسموث أنهم قد حصلوا فجأة على رئيس أمريكي يقول لهم: “مهلا، أنتم لا بأس بكم حقا. لا داعي أن يكون نجاحكم ووجودكم وقدرتكم على الازدهار مرتبطا بالفلسطينيين”.
في المقابل، يحذر إسرائيليون آخرون، بمن فيهم مسؤولون كبار سابقون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، من أن استبعاد الفلسطينيين من تلك المشاورات الدبلوماسية الإقليمية سيكون له عواقب وخيمة على الفلسطينيين وكذلك على مستقبل “إسرائيل”. وبدوره، قال عاموس جلعاد، وهو جنرال متقاعد من المخابرات العسكرية يرأس معهد السياسة والاستراتيجية في مركز هرتسليا متعدد التخصصات: “لا يمكنك إزالة القضية الفلسطينية؛ سيكون ذلك خطأ فادحا. إذا انهارت علاقتنا معهم – إذا استلمنا زمام الأمور أو إذا أصبحوا جزءًا من دولتنا – فلن يكون لدينا دولة يهودية وديمقراطية”.
أضاف بنكاس، الدبلوماسي السابق: “بمجرد انتهاء عرض العلاقات العامة، نحن من سيبقى يتعامل مع القضية الفلسطينية. لا الإماراتيون ولا البحرينيون ولا العمانيون ولا الأمريكيون. علينا التعامل مع ثلاثة ملايين ونصف المليون فلسطيني. حظًا سعيدًا لمن يعتقد أن عدم حل المشكلة هو إنجاز”.
انسحاب ترمب بشكل أحادي من الاتفاق النووي كان الهدف منه إلغاء إرث أوباما
لم يتم الكشف عن صفقة بيع الأسلحة الأمريكية إلى الإمارات إلا بعد إعلان اتفاق التطبيع، وزعم نتنياهو أنه لم يكن على علم بذلك، على الرغم من أن التقارير تشير إلى العكس. رحب جيليد، الجنرال المتقاعد، بالاتفاق ولكنه وصف بيع طائرات إف-35 بأنه “انتهاك لمبدأ مقدس”، والذي ينص على أن الولايات المتحدة سوف تدعم ميزة “إسرائيل” النوعية في المنطقة. وقال جلعاد: “إذا باعت الولايات المتحدة هذه المنتجات للإماراتيين فإنها قادرة على بيعها لآخرين: “هل يستطيع أي شخص أن يضمن أن هذا لن يحدث؟”.
صرح عوزي أراد، مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو الذي تحول إلى ناقد، بأن جهود ترامب في المنطقة “أهدِرت” على الإجراءات الخطأ. فبدلاً من الاعتراف بالقدس عاصمة لـ “إسرائيل”، كان على ترامب التركيز على مسألة أكثر إلحاحًا وهي التصدي لنفوذ القوات الإيرانية في سوريا. والأهم من ذلك، هو أن ترامب اختار الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران الذي تم التفاوض عليه في عهد باراك أوباما. والآن، أصبحنا ندرك أن إيران نجحت منذ ذلك الوقت في تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى بـ 12 مرة من الحد المسموح به في الاتفاق. وأضاف أراد أن “الإنجاز العظيم المزعوم المتمثل في العمل جنباً إلى جنب مع أميركا على ترك الاتفاق بدا وكأنه شهر عسل، ولكنه شهر عسل يقود إلى أين؟”.
يبدو أن انسحاب ترمب بشكل أحادي من الاتفاق النووي كان الهدف منه إلغاء إرث أوباما. غالبًا ما يتحدث الإسرائيليون عن أوباما بنفس العداء. وعلى حد تعبير بيسموث، “مع ترامب كانت أمريكا أولاً “، وفي عهد أوباما كانت” إيران أولاً”، فكيف لا يمكنني تفضيل ترامب؟”. لقد سمعت عدة نظريات حول سبب بقاء أوباما – رغم تقديمه أكبر حزمة مساعدات عسكرية لـ “إسرائيل” في تاريخ كلا البلدين – هدفاً لمثل هذا العداء في “إسرائيل”.
تنطوي إحدى النظريات على شكوك عميقة يحفزها باراك أوباما، الذي كثيراً ما تسلط الصحافة الإسرائيلية المحافظة على اسمه الأوسط “حسين”، وبقراره الذي اتخذه في وقت مبكر من رئاسته، بجعل مصر من أولى وجهاته الأجنبية. وتستند نظرية أخرى إلى مسائل تتعلق بالمزاج، حيث أظهر أوباما برودا تجاه الإسرائيليين. ومن المؤكد أن القرار الذي اتخذه في عامه الأول بالضغط على “إسرائيل” لإنهاء بناء المستوطنات كان سبباً في تأجيج مشاعر الغضب بين نتنياهو ووزرائه، الذين أخبروا بدورهم الجمهور بأنهم يعتقدون أن إدارة أوباما معادية ليس لسياستهم المتشددة فحسب وإنما لـ “إسرائيل” على نطاق واسع.
في سنة 2015، عندما مثُل نتنياهو أمام الكونغرس وتحدث ضد صفقة أوباما مع إيران، أصبح خط الصدع بين الإسرائيليين واليهود الأمريكيين جليّا لأول مرة. وفي استطلاع أجرته وكالة “أسوشيتد برس” للأنباء، تبين أن 68 بالمئة من اليهود الأمريكيين صوتوا لصالح بايدن، بينما صوت 30 المئة لصالح ترامب. كما أظهر استطلاع أجراه اللوبي التقدمي الداعم لـ “إسرائيل” “جي ستيت” وجود فجوة أكبر، إذ صوت 77 في المئة لبايدن و21 في المئة لترامب، وهي أرقام تكاد تكون معاكسةً تمامًا لتفضيلات الإسرائيليين.
وفقًا لجيريمي بن عامي، رئيس “جي ستريت”، فإن الانقسام بين اليهود الأمريكيين والإسرائيليين يعكس أيضًا الهوة داخل يهود أمريكا: “السكان اليهود المحليون، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه، ينقسمون إلى هذين المعسكرين، أحدهما أكثر قومية وتشددا والآخر أكثر إنسانية وليبرالية”.
في الولايات المتحدة، تطغى النظرة الإنسانية، لكن “في إسرائيل يحدث عكس ذلك”. ونتيجة لذلك، لم تعد “إسرائيل” تحظى بنفس الأولوية التي كانت تحظى بها في السابق عند اليهود الأمريكيين، وأصبحت المجتمعات المتماسكة سابقًا متباعدة. ويعتمد الدعم الأمريكي لنتنياهو الآن على تحالف غير متوقع من اليهود الأرثوذكس والمسيحيين الإنجيليين. أنتج هذا التحالف العديد من اللحظات السريالية، مثل الحفل الذي شهد افتتاح السفارة الأمريكية في القدس الذي ظهر فيه أحد المبشرين التليفزيونيين الذي قال ذات مرة إن الهولوكوست كانت ببساطة طريقة الله لإعادة الشعب اليهودي إلى “إسرائيل”.
قد تكون العلاقات الوثيقة بين بلينكن وبايدن مع “إسرائيل” نقطة خلاف
إذا كان أوباما، بنزاهته الفكرية وخطابه الناري، قد حقق نجاحًا ضئيلا بين صفوف الرأي العام الإسرائيلي، فربما يمكن لبايدن، الذي لا يظهر سوى القليل من هذه الصفات، أن يتجنب المصير ذاته. يعتقد النقاد الإسرائيليون الذين تحدثت إليهم، أن الدفء المفرط لبايدن في بعض الأحيان وميله للإدلاء بتصريحات غير مدروسة يمكن أن يساعده على قطع شوط طويل مع الإسرائيليين. (مع حقيقة أن جميع أبنائه الثلاثة تزوجوا من يهود أي “عائلة يهودية بشكل ملحوظ”، كما وصفتها صحيفة “جويش كرونيكل”).
أشار أراد، مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، إلى أنه قام بزيارة إلى البيت الأبيض، كجزء من وفد رئيس الوزراء، في سنة 2010. كان يسير في ممر إلى جانب نائب الرئيس السابق، “وهو طويل وكانت ذراعه حولي”، فالتفت إليه بايدن وقال: “عوزي، تذكر أنني أفضل صديق لك هنا”. أعرب أراد عن تقديره لهذه الإيماءة التي اعتبر أنها تعني أن “أوباما كان براغماتيا تجاه إسرائيل”، بينما سيكون بايدن “أكثر تعاطفاً”.
في اختيار بايدن لوزير الخارجية، هناك احتمال للتقارب بين الحزب الديمقراطي والإسرائيليين المحافظين. يقال إن أنتوني بلينكن، الذي شغل منصب نائب مستشار الأمن القومي خلال إدارة أوباما، كان المسؤول عن تأمين تزويد النظام الإسرائيلي المضاد للصواريخ بالمقاتلات خلال هجوم شنه على غزة في سنة 2014.
تلقى بلينكن مكالمة في وقت متأخر من الليل من السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، رون ديرمر، الذي حثه على تزويدهم بالمزيد من الطائرات الاعتراضية. هرع بلينكن إلى المكتب الرئاسي، حيث قال له أوباما وبجانبه بايدن، “قم بالأمر”. أخبرني ستيف “إسرائيل”، عضو لجنة الدفاع الفرعية التابعة للجنة المخصصات في ذلك الوقت، أن موافقة الكونغرس على التمويل “كانت أسرع من أي شيء رأيته”.
مع ذلك، قد تكون العلاقات الوثيقة بين بلينكن وبايدن مع “إسرائيل” نقطة خلاف، على الأقل في الوقت الحالي. في خضم جائحة عالمية، غضت الولايات المتحدة الطرف عن تحالفاتها للتعامل مع الاضطرابات الاقتصادية. ومن المحتمل ألا تكون “إسرائيل” على رأس جدول أعمال الرئيس المنتخب، لا سيما أنها تتجه نحو انتخابات أخرى في آذار/ مارس هي الرابعة خلال عامين. وحتى لو فاز نتنياهو، فقد يكون بايدن حذرًا بشكل مفهوم إزاء اتخاذ أي إجراءات.
لا شك أن بايدن يتذكر الزيارة التي قام بها إلى “إسرائيل” في سنة 2010، عندما صدمه إعلان توسيع حكومة نتنياهو لبناء المستوطنات في القدس الشرقية. كما كتب مارتن إنديك، المبعوث الأمريكي المخضرم في المنطقة، على تويتر، بعد أن ذكر نتنياهو معرفته الطويلة بايدن، “صحيح أن نتنياهو يعرف بايدن منذ ما يقرب من أربعين عامًا. ولكن بايدن يعرف بدوره نتنياهو منذ ما يقرب من أربعين عامًا”.
المصدر: نيويوركر