عُرض مجموعة من النشطاء المصريين المعتقلين على المحكمة أمس السبت، حيث تتهمهم السلطات المصرية بانتهاك قانون التظاهر المثير للجدل والذي يحظر الاحتجاجات غير المصرح بها من قبل الحكومة.
النشطاء الثلاثة وعشرون الذين ظهروا أمام المحكمة في قضية تُعرف باسم “غرفة عمليات رابعة” تم تأجيل جلستهم إلى الخامس عشر من أكتوبر الجاري لإتاحة الوقت للنيابة لإعداد فيديو كدليل ضدهم.
Cairo court adjourns the case known as "Rabaa Operations Room" to Oct 15, Mohamed Soltan, on hunger strike for 259 days, remains in custody
— Ikhwanweb (@Ikhwanweb) October 11, 2014
“محمد سلطان” وهو مواطن مصري أمريكي في السادسة والعشرين من عمره من بين النشطاء الذين كان متوقعًا أن يحضروا الجلسة، لكنه لم يحضر لسوء حالته الصحية، إذ أنه مضرب عن الطعام منذ 260 يومًا!
يقول النشطاء والعائلة إن سلطان في حالة حرجة، حيث انتشرت له صورة على موقع تويتر قبل جلسة الأمس أظهرته مكبل اليدين إلى سرير المستشفى بعد أن فقد كمية كبيرة من وزنه:
After 259 days on hunger strike in prison, US-Egyptian citizen Mohamed Soltan seen here handcuffed to hospital bed: pic.twitter.com/hYnzBVRnR1
— Louisa Loveluck (@leloveluck) October 10, 2014
تم اعتقال سلطان في الخامس والعشرين من أغسطس من العام الماضي، واتُهم بنشر معلومات مغلوطة حول اعتصام رابعة العدوية، وهو الاعتصام الذي قُتل أكثر من 817 متظاهرًا أثناء فضه من قبل القوات المصرية، وفقًا لهيومن رايتس ووتش.
والد محمد هو الداعية الإسلامي المعروف “صلاح سلطان”، وهو أيضًا قيادي بجماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها السلطات المصرية وأعلنتها جماعة إرهابية.
حالة سلطان الصحية في تدهور مستمر، لكنه لن ينهي إضرابه عن الطعام، وفقًا لما قالته أخته هناء.
“لسوء الحظ ليس هناك سبيل لمعرفة الوقت المتبقي لمحمد وكم سيستمر جسده في التحمل، لكنه لا ينوي أن يكسر إضرابه” هكذا صرحت هناء لقناة الجزيرة الشهر الماضي، “إنها وسيلته الوحيدة للاحتجاج على الظلم الذي يتعرض له على مدار الثلاثة عشر شهرًا الماضية”.
وجاء في بيان صدر يوم الجمعة من قبل الأسرة أن وزارة الداخلية المصرية والسفارة الأمريكية مسئولتان عن حياة سلطان، الذي تم نقله إلى المستشفى في السابع من أكتوبر بعد معاناته من نزيف داخلي، وجاء في بيان العائلة: “دخلنا إلى المستشفى لزيارة محمد بعد مشادات مع الأمن، على الرغم من وجود تصريح زيارة من السجن، واكتشفنا أن يده مقيدة في السرير، وأنه من المفترض أن يُنقل له دم لكنه امتنع بسبب الكلابش”، بحسب البيان.
وأضاف البيان، “كان اتفاق محمد مع الأطباء بعد دخوله إلى المستشفى هو إعطاؤه محلول ملح، ولكنه اكتشف أن الأطباء أعطوه محاليل تغذية، فقرر الامتناع عن كل المحاليل؛ لأن تقارير المستشفى سترفق بجلسه محاكمته غدًا السبت، وسيتم التعليق عليها بأن صحته مستقرة وليست على هذا القدر من الخطورة ولا تحتاج لإفراج صحي من القاضي”.
وتابع البيان، “أنه حين أبدى اعتراضه لدى الأطباء، كان الرد عليه “لو مت عندنا هنكتبك منتحر”.
وفي الجلستين الأخيرتين للمحكمة، رفضت السلطات السماح للقنصل الأمريكي بالدخول إلى المحكمة، أما سلطان فقد تم نقله للمحكمة خلال الجلسات الأربعة الأخيرة في سيارة إسعاف.
وفي رسالة فيديو تم تهريبها من السجن في مايو، ناشد محمد سلطان الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتدخل في قضيته، وقال إنه مضى في قراره بشأن الإضراب عن الطعام بسبب ما تعلمه في الولايات المتحدة حيث نشأ.
وقال محمد في رسالته: “اخترت أن أبدأ إضرابي عن الطعام، لأني كبرت حرًا!”، وتابع “كان قراري من أجل تحدي ومقاومة الظلم والاستبداد بشكل سلمي، وأنه حتى لو كان الجيش المصري قادرًا على سجني، وتصر حكومتي على التخلي عني، فإني لاأزال قادرًا على التحكم بقدري، وهذا بالنسبة لي معنى أن أكون حرًا”.
https://www.youtube.com/watch?v=oBJgxVai408
“إذا كنت لاأزال على قيد الحياة عندما تصلكم هذه الرسالة، أسأل حكومة الولايات المتحدة، ألا تساوي حياتي عندكم أي شيء؟!”.
وعُرض نشطاء آخرون على المحكمة كذلك، وكان من بينهم “سناء سيف” التي تبلغ من العمر عشرين عامًا، وهي شقيقة الناشط المصري الشهير “علاء عبد الفتاح”، والذي تم الإفراج عنه من السجن مؤخرًا.
سناء تخوض هي الأخرى إضرابًا عن الطعام منذ 44 يومًا، في محاولة للضغط على الحكومة المصرية للإفراج عن السجناء السياسيين، ومؤخرًا قالت تقارير إن هناك مئات من السجناء الآخرين في مختلف أنحاء مصر بدأوا في الإضراب عن الطعام بشكل جماعي احتجاجًا على استمرار حبسهم.
المصدر: ميدل إيست آي