تكشف ملفات “القبو الأسود” التي أذاعت منها وكالة المخابرات المركزية 2700 وثيقة كما أشرنا في مقال سابق، حوادث مشاهدة الأطباق الطائرة حول العالم.
في هذا المقال نستعرض حوادث أخرى أوردتها الوثائق.
مشاهدات متعددة
السويد – 1953
كان الكابتن كريستيرنسون وميكانيكي الطيران أولي جوهانسون يقودان طائرة تابعة لشركة Trasnair Airlines بين مالمو وستوكهولم في 17 من ديسمبر/كانون الأول 1953، عندما ظهر الجسم أمامهما في السماء.
قال كريستيرنسون: “لا أشك للحظة في أنها لم تكن طائرة نفاثة. ما رأيته كان شيئًا غير تقليدي تمامًا، معدني، متماثل، دائري لم يكن مثل أي شيء رأيته من قبل”.
يضيف كريستيرنسون “كانت الصورة الظلية رقيقة واقتربت مني بسرعة عالية جدًا. ناقشنا أنا وأولي جوهانسون مسألة سرعته، وقدرنا أن تكون السرعة مثل سرعة الصوت. حدث العمل بأكمله بسرعة خيالية، لكنني أعتقد أنني تمكنت من رؤية الشيء لمدة أربع إلى خمس ثوانٍ”.
قال يوهانسون: “ما رأيته كان شكلًا بيضاويًا ذا حدود حادة وما بين اللون الفضي والأبيض، كانت تقترب من الشمال في الاتجاه المعاكس لاتجاهنا بسرعة نحو 1200 كيلومتر في الساعة، كانت المركبة تحلق بالكامل فوق الغيوم، نظرًا لأننا شغلنا الطيار الآلي، لم يكن لدينا فرصة للالتفاف بسرعة كافية لمعرفة أين ذهب الغريب”.
لم تخلص لجنة القوات المسلحة السوفيتية لنتيجة محددة، لكن تقريرها يستغرب الطريقة التي تطير بها تلك المركبات، وتصفها بأنها “تتغلب على الجاذبية بشكل ما”
روسيا – 1989
حصلت المشاهدة جميعًا بين الساعة 8 مساءً و12 صباحًا يوم 21 من مارس/آذار، في مناطق بيرسلافل-زالسكي ونوفوسيلي وزاغورسك وياكوفليفو وبلوشيفو ودوبكي وكابلوكوفو وفريازينو وكيرجاش، تقع كل منطقة من تلك المناطق على بعد نحو 600 كيلومتر من موسكو.
تقول الوثيقة: “ظهر جسم ساطع بأضواء حمراء على مدى نحو 40 كيلومترًا، يتحرك بسرعة أكبر بعدة مرات من سرعة أسرع طائرة نفاثة، عند الساعة 21:19 ظهر جسم ساطع بأضواء بيضاء”، أرسلت قيادة الدفاع الجوي السوفيتية إنذارًا إلى القيادة بحصول اختراق لأجوائها شمال شرق موسكو، وهكذا انطلق تشكيل من 5 طائرات مقاتلة للتصدي لهذا الاختراق.
يذكر التقرير لاحقا شهادة الطيارين – أربعة نقباء وعقيد – واصفين أجسامًا مستطيلة بأضواء وامضة تنبعث منها أشعة، “وثائق العقيد مالتسيف تأكيد جوهري على أن الأجسام الغريبة، التي يقودها كائنات ذكية من نوع ما، كانت تزور الاتحاد السوفيتي”، يقول التقرير.
يذكر أحد الطيارين، أنه حلق مباشرة فوق الهدف واستطاع رؤيته “قرص دائري، لونه فضي ويطير بسرعة فائقة بشكل ملتوي بمسار الحرف s”. يقول الكابتن لابين.
لم تخلص لجنة القوات المسلحة السوفيتية لنتيجة محددة، لكن تقريرها يستغرب الطريقة التي تطير بها تلك المركبات، وتصفها بأنها “تتغلب على الجاذبية بشكل ما”.
روسيا 1991
في تقرير آخر، ناقش مسؤولو وكالة المخابرات المركزية احتمال أن تكون الأجسام الغريبة وراء “انفجار غامض” في بلدة ساسوفو الروسية الصغيرة – على بعد نحو 400 كيلومتر جنوب غرب موسكو – عام 1991.
يقول التقرير إن السكان أفادوا برؤية كرة نارية تنزل من السماء قبل أن تدمر موجة الصدمة المدينة، ما أدى إلى تسوية كتلة كاملة.
وقال التقرير إن المحققين فشلوا في التوصل إلى نتيجة بشأن سبب الانفجار، تاركين الباب مفتوحًا أمام احتمال وجود أجسام غريبة، يقول: “يتحدث بعض الناس عن ذخائر تركت مدفونة منذ الحرب الأخيرة، بينما يدعي آخرون أن قنبلة قوية سقطت، مجموعة ثالثة تلقي اللوم على نيزك، ومجموعة رابعة تلوم الأجسام الطائرة المجهولة.. هناك أشخاص يفترض أنهم رأوا كرة نارية متحركة”.
فكرة التواصل مع مخلوقات فضائية رغم جاذبيتها العلمية، قد لا تبدو فكرة جيدة، كما يعتقد عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكنغ
الصومال – 1996
وقع انفجار مريب في شرق البلاد، لم يسبق أن تم رصد صاروخ أو جسم عسكري قبل الانفجار في الجو، لكن ما أحاط بالانفجار يبدو مريبًا.
تذكر إحدى وثائق المخابرات الأمريكية أن الحيوانات التي كانت حول المكان أصيبت بخمول غريب، فلم تكن تتحرك، بينما أصيب السكان المحليون بمرض جلدي لم يُعرف سببه، الانفجار نفسه كان غريبًا وقويًا. طلبت السلطات الصومالية المساعدة من عدة دول غربية للتحقيق في الحادث، لكن لم يبد أن هناك نتيجة واضحة للأمر.
أذربيجان – 2001
سجل السكان المحليون في قرية بيرساغي مشاهدات مستمرة لأطباق طائرة غربية فوق بحر قزوين من جهة أذربيجان، تقول السلطات الأذرية إن تلك المشاهدات أصبحت أمرًا معتادًا، بينما تقول وكالة الفضاء الأذرية إنها تعتقد بأن الأطباق الطائرة تزور المنطقة بصورة حقيقية ولديها مقطع فيديو لتلك الأجسام.
تفسر الوكالة هذه الطلعات المتكررة بأنه محاولة لإيجاد مكان مناسب يعتبر بمثابة قاعدة انطلاق لتلك المخلوقات الفضائية، ولم يتم التأكد من ادعائهم حتى الآن.
لماذا نريد التواصل مع الحضارات الفضائية؟
في العام 1977 أطلقت ناسا القمر الصناعي فوياجر 11، المخصص لإرسال رسالة الحضارات الفضائية وإخبارهم عن وجودنا.
وُضعت المعلومات المطلوبة عن الأرض على تسجيلات الفونوغراف، حيث تم اختيار محتويات السجل لوكالة ناسا من لجنة برئاسة كارل ساجان من جامعة كورنيل وآخرين.
جمع الدكتور ساجان ورفاقه 115 صورةً ومجموعة متنوعة من الأصوات الطبيعية، مثل تلك التي تصدر عن الأمواج والرياح والرعد والطيور والحيتان والحيوانات الأخرى، كما أضافوا مختارات موسيقية من ثقافات وعصور مختلفة، وتحيات من سكان الأرض بـ55 لغة، ورسائل مطبوعة من الرئيس كارتر والأمين العام للأمم المتحدة فالدهايم.
تم تغليف كل سجل بغلاف واقٍ من الألومنيوم، مع خرطوشة وإبرة، وتعليمات بلغة رمزية، تشرح أصل المركبة الفضائية وتشير إلى كيفية تشغيل السجل، وتم ترميز 115 صورة في شكل تمثيلي.
وما تبقى من السجل صوتي، مصمم ليتم تشغيله بمعدل 3 دورات في الدقيقة، يحتوي على التحيات المنطوقة، بدءًا بالأكادية التي كانت تُستعمل في سومر بحضارة وادي الرافدين منذ نحو ستة آلاف عام، وتنتهي بوو وهي لهجة صينية حديثة.
بعد القسم الخاص بأصوات الأرض، هناك مجموعة انتقائية من الموسيقى مدتها 90 دقيقة، بما في ذلك كلاسيكيات شرقية وغربية ومجموعة متنوعة من الموسيقى العرقية، وبمجرد مغادرة المركبة الفضائية فوياجر للنظام الشمسي، ستسبح بمساحة فارغة، وسوف تمر 40 ألف سنة قبل أن يقتربوا من أي نظام كوكبي آخر!
لكن فكرة التواصل مع مخلوقات فضائية رغم جاذبيتها العلمية، قد لا تبدو جيدة، كما يعتقد عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكنغ الذي قال: “قد تكون الحضارات الفضائية متقدمة كثيرًا على الحضارات الأرضية، وربما يبحثون عن الموارد إذا كانت قد نفدت منهم، حينئذ سيكون مجيئهم للأرض بالطبع للغزو وليس لأجل التعارف الودي”.
“مهما تكن نتيجة البحث العملي في احتمالات المخلوقات الفضائية، فإن كلا الاحتمالين مرعبان: تخيل أننا وحدنا في هذا الكون العملاق الممتد على مليارات السنين الضوئية، أو تخيل أننا نعيش مع مخلوقات قد تفوقنا ذكاءً وتكنولوجيا، ربما يكون من الأفضل حينها أن نظل مختبئين” يقول هوكينغ!