النضال السلمي هو عنوان المرحلة، هذا ما تقوله الصفحة الجديدة على فيس بوك “لغة الثورة” والتي تهدف لإسقاط حكم العسكر في مصر، بكل الوسائل السلمية المتاحة، وبما يضمن اجتثاثا حقيقيا للعسكر من المجال العام في مصر.
تتحدث الصفحة التي تنشط منذ حوالي أسبوع ويتابعها أكثر من ١٢٠٠ مصري، عن محاور مختلفة ينبغي على الثوار التعامل معها بشكل متواز كي يستطيعوا التعامل مع العسكر في مصر في المعركة الصفرية التي بدأها الضابط قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي.
في تدوينة بعنوان “كيف سنُسقط العسكر؟” كتب محررو الصفحة يقولون: “
بما أن أحد طرفي الصراع يمتلك قوة غاشمة يتمكن بها من فرض إيقاع معين للصراع.. فليس أمام الثورة إلا أن تتعامل مع الصراع على أنه صراع صفري.. ولا خيار أمامها إلا تنجح في تطهير الدولة من الفساد وقمع الحريات والاستبداد.. أما ترف الفشل فلم يعد متاحاً في هذه المرحلة كما كان متاحاً في المراحل الثورية السابقة
كما لا يمكن للثورة أن تهرب من هذا الصراع المفتوح المفروض عليها.. وبالتالي لم يعد هناك سقف للوسائل السلمية.. فكل الوسائل السلمية متاحة.. ابتداء من الوقفات السلمية مروراً بالاعتصامات وانتهاء بالعصيان المدني الشامل واحتلال المباني والمنشئات الحيوية في الدولة سلمياً..”
وتحاول الصفحة عن طريق المحاور العملية توعية أكبر عدد ممكن من المصريين بأدوات التغيير السلمي والتوعية المجتمعية بخطورة الانقلاب، ففي محور نزع الشرعية تقول الصفحة أن الهدف هو “دحض فكرة أن رافضي الانقلاب إرهابيون وتأكيد سلمية الرفض وعدالة المطالب”
ففي محور العصيان المدني مثلا طرحت الصفحة أفكارا مثل كسر حظر التجول، والكسل في تنفيذ الأوامر الحكومية، وعدم دفع الفواتير المطلوبة، وتقول الصفحة أن “هذه الأفكار تبني قدرة الثورة تدريجياً على تنفيذ العصيان المدني.. وقبل امتلاك القدرة على تنفيذه لا ينبغي التلويح باستخدامه أو التهديد به.. فقط دربوا أنفسكم ومن حولكم على تنفيذه تدريجياً”
وتؤكد الصفحة على الحلول السلمية ليس فقط من أجل أخلاقيتها، بل أيضا من أجل نجاعتها كونها الحل الوحيد: “عضلات الدولة أقوى من عضلات التنظيمات السياسية.. فالثورة تخوض معركة ضد العسكر الذين يمتلكون أدوات الدولة ويمتلكون القوة القاتلة.. في هذه الحالة لا ينبغي الاصطدام المباشر مع العسكر.. وإلا سنكون كمن يحاول أن يمسك الثور الهائج من قرنيه.. بل لابد من الالتفاف والمناورة.. وحشد قوى الثورة في مواجهة نقاط ضعف العسكر”