يعود الإعلان عن أول حالة في مسيرة تفشي الإيبولا إلى ديسمبر 2013، في غوكيدو (منطقة غابات إستوائية في غينيا قرب الحدود مع ليبيريا وسيراليون).
أخذ المسافرون الحالة المصابة عبر الحدود، وفي أواخر مارس، ذكرت ليبيريا أن هناك 8 حالات اشتباه، وقالت سيراليون إن بها 6 مشتبهين بالمرض، بحلول نهاية يونيو كان 759 شخصًا قد أُصيبوا بالمرض، منهم 467 شخصًا لقوا حتفهم بسببه؛ وهذا ما جعل تلك المرة من تفشي الإيبولا هي الأسوأ على الإطلاق.
الأرقام لا تتصاعد بهدوء، لكنها تتسارع! اعتبارًا من 8 أكتوبر، تم الإبلاغ عن 8399 حالة إصابة، و4033 حالة وفاة على مستوى العالم، كانت الغالبية الساحقة من المصابين والمتوفين من تلك البلدان الثلاثة، ورغم الأرقام الكبيرة، إلا أن الكثيرين يرون أنها أقل من الحقيقة.
ك
هذه الخريطة تشرح وجود الإيبولا منذ اكتشافها لأول مرة في سبعينات القرن الماضي، كما تشرح الإصابة بالمرض، ونسبة المتوفين من بين المرضى.
في ليبيريا على سبيل المثال أُصيب أكثر من 4070 شخص، وتوفي منهم قرابة 2200 شخص .. يمكنك معرفة المزيد عبر قراءة الأرقام على هذه الخريطة.
ورغم ذلك الانتشار، إلا أن الإيبولا لم تدخل بعد نادي القتلة الكبار في غرب أفريقيا! فهناك وفيات أكثر بشكل يومي في أفريقيا لأسباب الإنفلونزا، الملاريا، الإسهال، وفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، لكن انتشار العدوى يعني أن معدلات الوفاة ستزداد بسرعة، ففي أغسطس كان معدل الوفيات 4 أشخاص يوميًا، والآن يصل إلى 13 شخص يوميًا.
الافتراض الذي يقول إنه يمكن السيطرة على تفشي الإيبولا هو افتراض تحت الاختبار، وتحت ضغط شديد كذلك.
هذا الإحصاء يوضح عدد الوفيات من الأمراض الأكثر فتكًا في غينيا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون مجتمعين، عدد وفيات الإسهال مثلاً تصل إلى 404 أشخاص يوميًا، والمالاريا 552 يوميًا، والإيدز أكثر من 680 شخصًا يوميًا.
كفاءة النظام الصحي في الدول مهم للغاية في حصر الأمراض من هذا النوع، وبالنظر إلى أوجه القصور في نظم الرعاية الصحية في البلدان الثلاثة الأكثر تضررًا، فإن هذا يساعد على تفسير كيف وصلت الإيبولا إلى هذا الحد، إسبانيا التي أكدت في 6 أكتوبر انتقال أول حالة من الإيبولا إليها، تنفق أكثر من 3000 دولار للفرق على الرعاية الصحية، في سيراليون الرقم أقل قليلاً من 300 دولار، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ليبيريا تحتاج إلى 3000 سرير لعلاج الفيروس، لكن قدرتها الحالية فقط هي 620 سرير.
الولايات المتحدة التي عانت من أول وفاة من الإيبولا خلال الأسبوع الماضي، لديها 245 طبيبًا لكل 100 ألف شخص، إسبانيا 370، في غينيا هناك طبيب واحد لكل 100 ألف شخص، واثنين في سيراليون!
هذه الإحصاءات توضح عدد الأسرة، والأطباء لكل 100 ألف شخص، ومعدل الإنفاق على الصحة.
إيبولا ليست مجرد حالة طبية طارئة، وإنما أزمة اقتصادية طارئة أيضًا، المرضى لا يستطيعون العمل، الخوف من المرض يمنع الأصحاء من الذهاب إلى العمل أيضًا، تعطلت وسائل النقل والسفر، التقييم الذي قام به البنك الدولي والذي صدر يوم 8 أكتوبر حدد تأثير الإيبولا على المدى القصير بخسارة كبيرة تتجاوز 359 مليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي للدول الثلاثة.
وبالنظر إلى الإحصاء التالي، فإن الضرر سيستمر خلال العام القادم أيضًا، خاصة مع بطء العالم في التعامل مع المرض، سيناريو البنك الدولي الأكثر تشاؤمًا يقول إن ليبيريا قد تفقد 12٪ من دخلها القومي خلال العام المقبل بسبب الإيبولا، وإن سيراليون ستفقد قرابة 9٪ من الناتج القومي إذا استمر الوضع بهذا الشكل.
المصدر: إيكونوميست