الساعة في حدود العاشرة مساء، من شتاء بارد، المدينة متشحة بالسواد والصمت أو هكذا تبدو من جبل “المشهد العالي” المطل عليها، الشوارع خالية من المارة، إلا من بضعة رجال يتعجلون المسير نحو منازلهم للوصول قبل بدء حلقة جديدة. هذه المدينة تسهر منذ أيام على رؤوس أصابعها، في انتظار المسلسل اليومي، ليس “كاساندرا” الشهير، بطبيعة الحال، فنحن على مسافة 25 عامًا، أي فبراير/شباط 2021، بل مسلسل البث المباشر للشاب مصطفى علو.
ابن مدينة مصياف بريف حماة وسط سوريا، لم يكن ذا شأن يُذكر قبل تاريخ الأول من فبراير/شباط الحاليّ، عندما خطا أولى خطواته في عالم السوشيال ميديا، بعد وصوله إلى أوروبا، ملقيًا قنبلة تلو الأخرى في المياه الراكدة، بنشره سلسلة مقاطع فيديو مثيرة للاهتمام، كاشفًا أهوال جرائم ميليشيا صلاح العاصي التابعة لقوات النمر، إحدى أقوى المجموعات العسكرية في جيش النظام، بقيادة العميد سهيل الحسن، والمدعومة من روسيا.
قناة العلو على “يوتيوب”
هي المرة الأولى على الإطلاق التي يجرؤ فيها شاب من مصياف على التحدث بالعلن عن جرائم وانتهاكات هذه الميليشيا، بعد عشر سنوات من الصمت والخوف عاشها أهالي المدينة وريفها، نتيجة السلطة والنفوذ الذي تملكه، والروايات الشنيعة عن أعمالها التشبيحية في مختلف المحافظات، التي تحتاج مئات الصفحات لتوثيقها شجاعة مردّها أسباب عديدة يوجزها “العلّو” بوقوعه ضحيّة عمليات نصب وتهديد من قبل آل العاصي، خسر بسببها الملايين، يضاف إليها الوشاية به لأجهزة المخابرات التي اعتقلته وسحبته إلى الخدمة الاحتياطية في الجيش، قبل أن “يهرب” كما يفضل القول، ويسلك طريق التهريب مع ابنته بحثًا عن مستقبل آمن لهما.
وتشمل قائمة الانتهاكات: القتل بأشكاله المختلفة، المشاركة بالعمليات العسكرية للنظام، خطف الفتيات وتشغيلهن بالدعارة، فتح بيوت دعارة محمية، الخطف بغرض طلب الفدية، التعفيش (سرقة ونهب المنازل المهجورة) بمختلف أنواعه، تجارة الآثار، النصب والاحتيال، تبييض الأموال، حماية المجرمين المطلوبين بقضايا مختلفة، وغيرها الكثير، المعروف منها لأهالي مصياف والمجهول، الذي كشفه العلو بالأسماء والتواريخ والتفاصيل الدقيقة التي نزلت كالصاعقة في مجتمع مصياف وريفها.
من صلاح عاصي؟
هو صلاح ابن نظمي عاصي، من قرية طيرجملة العلوية بريف مصياف، كان والده أبو يوسف متطوعًا في الجيش الشعبي بالمدينة، برتبة صف ضابط – يعتقد أنه مساعد -، له أربعة أشقاء، هم: الأكبر يوسف، شادي، رأفت، علي، أمه مجهولة الاسم، لكن اسم خالته “أشهر من نارٍ على علم” لأهالي المنطقة، ولكل من خدم في مدرسة المحاسبة وجيش التحرير الفلسطيني الملاصق لها، فهي “أم علي لميس”، صاحبة بيت الدعارة التاريخي وواجهة العائلة الأبرز في هذا المجال المتوارث بين أجيال وأفراد العائلة، وبينهم صلاح وأشقاؤه، دون أن يغنيه -أي صلاح- ذلك عن بيع البقدونس على دراجته النارية، هذا بالطبع قبل أن يقبر الفقر ويصبح مليارديرًا فيما بعد.
صلاح العاصي (على يمين الصورة) مع إحدى عناصر الشبيحة.
مطلع مارس/آذار 2011، ومع بدء الثورة السورية واندلاع المظاهرات في ريف حماة، تقدم الأشقاء ليكونوا في طليعة حملة السلاح ضمن اللجان الشعبية، فنصبوا أول حواجزهم في مايو/أيار 2011، عند جسر المخاضة بمصياف، وساهموا في قمع مظاهرات المدينة، فسقط الشاب موفق زينو برصاصهم خلال تفريق إحدى المظاهرات، ليكشف العلو أن رأفت العاصي -شقيق صلاح- هو المسؤول عن مقتل زينو، الذي تصادف وجوده عند دوار الشهداء مع المظاهرة.
ما لبثت أن تطورت أدوارهم ليصبحوا بين 2012 وحتى 2015، مكونًا أساسيًا من الدفاع الوطني بحماة، تحت قيادة العميد ركن فضل الدين علي ميكائيل ابن قرية الربيعة بريف حماة، والملقب بـ”العقاب”، وهو أحد ضباط الحرس الجمهوري المكلفين بالحماية الخاصة لحافظ الأسد، وعراب معتقل دير شميل سيئ الصيت، بريف حماة، بعد الثورة.
بدأ صلاح العاصي مع تبعيته للنمر، تنظيم صفوف مجموعاته وعناصره، لكن الخطوة الفارقة في الوسط المتوتر طائفيًا، سعيه لاستقطاب أبناء مدينة مصياف من خارج الطائفة العلوية
مخالب “العقاب” لا تكفي طموح الشاب العاصي، إذ لم يمضِ وقت طويل حتى شد الرحال نحو أنياب النمر الأقوى، بعد التدخل الروسي في سبتمبر/أيلول 2015، ليتظلل بعباءة العقيد – حينها – سهيل الحسن، الضابط الشهير في قوات الأسد، صاحب النفوذ المطلق والإمكانات اللامحدودة، مستفيدًا مما يمنح النمر رجاله، خاصة الأشد إجرامًا، من سلطة ونفوذ، وهذا ما كان له.
صلاح و”شقلعية” مصياف
بدأ صلاح العاصي مع تبعيته للنمر، تنظيم صفوف مجموعاته وعناصره، لكن الخطوة الفارقة في الوسط المتوتر طائفيًا، كانت سعيه لاستقطاب أبناء مدينة مصياف من خارج الطائفة العلوية، على عكس أمثاله من قادة مجموعات الشبيحة، كآل شاهين “الشواهين” وآل الأسمر “فوج الهادي” المتمترسين خلف علويتهم، وتمكن بهذا التكتيك من تجنيد “الشقلعية”، المصطلح الذي يطلق على “المشكلجية” أو “الزعران” بالعرف العام، الذين برزوا عقب أحداث مصياف الطائفية عام 2005، بين أهالي المدينة بمختلف طوائفهم من جهة وريفها من الطائفة العلوية من ثانية، ليتمكن العاصي للمرة الأولى من توحيد “الزعران” من كل الطوائف تحت راية ما أسماه “فوج ذو الفقار”.
شبيحة العاصي
التحالف مع شباب مصياف المدينة، أدى لانضمام العشرات منهم إلى الميليشيا، خاصة بعدما زادت وتيرة الطلب للتجنيد والاحتياط في الجيش النظامي، حيث فضل غالبية المطلوبين، الالتحاق بالميليشيات الرديفة، أبرزها “العاصي” لما وفرته لهم من حصانة وامتيازات لم يكونوا يحلمون بها مثل: البطاقة الأمنية والسلاح والسيارات والأموال والسلطة، والأهم وجودهم في نطاق مدينتهم، ما عدا الفترات القصيرة التي يشاركون فيها بالعمليات العسكرية مع النمر، تلك المعارك التي تشتهر بدعمها روسيا، من سلاح الجو التدميري، والقدرة الصاروخية والمدفعية الهائلة، ما يحولها لمعارك سهلة نسبيًا على المشاة، ويقلل من وقوع خسائر في العناصر البشرية، ما يشكل حافزًا إضافيًا للانضمام لهذه الميليشيا.
وهكذا شكل “شقلعية” مصياف، عصبة العاصي الطيعة، لتبرز أسماء عديدة على الساحة من عناصره ودائرته الضيقة، أهمها: وائل طيبة “الطرطوسي” وأحمد إسماعيل “سيغاتا” – من ريف مصياف – وهما ذراعه الأيمن لصلاح وعلي الشحود “الشنكليش” وشحادة عطية “الشحود” وحسنين حيدر وطارق ومصطفى “اللبناني” ومحمد جرعتلي وأمين الشيخ علي وحيدر باشا ووافي الحمصي، وآخرون كثر.
وتوزعت الأدوار في الميليشيا، ليكون صلاح الوجه الوحشي، المسؤول عن الجانب العسكري بشكل أساسي، أما شادي ورأفت فيعدان الواجهة الاقتصادية والدبلوماسية، المسؤولة عن إدارة اقتصاد التعفيش، وتدوير المسروقات وتبييض الأموال، كما قدمت الميليشيا نفسها على السوشيال ميديا عبر صفحة رسمية باسم “المكتب الإعلامي لقوات صلاح العاصي” قبل أن تغلق، فيما أنشأت صفحة “فكاهية” طرقت باب المحظور، سميت “القائد طه القهوجي”، على إسم أحد عناصرها، استخدمت لتوجيه رسائل لمؤسسات “الدولة” الأمنية في حماة.
وهكذا باتت سلطة ميليشيا العاصي الأكبر في مدينة مصياف وريفها، لا يزاحمهم عليها الشواهين ولا الهادي، ولا الحرس الثوري الإيراني، ولا حتى الأجهزة الأمنية والشرطية، التي كانت الحلقة الأضعف في خريطة القوى العسكرية في المدينة.
البث المباشر
لا صوت يعلو فوق صوت العلو، فهو اليوم وحده قائد المعركة ضد ميليشيا العاصي، إذ نشر حتى اللحظة أكثر من 40 فيديو، بين بث مباشر وتسجيل، بعد تهكير صفحته على فيسبوك، متحدثًا عن عشرات الجرائم والانتهاكات التي كان شاهدًا على بعضها، ومطلعًا على تفاصيل الأخرى، بسبب علاقة عمل قوية لمدة سنتين، ربطته برأفت العاصي، في مجال العقارات والإكساء، وأمام كم الروايات والتفاصيل الكبير والمساحة الضيقة، سنفرد المجال لبعضها هنا.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، فُقد الشاب كرم عليقي مع سيارته التي كان ينقل بها البضائع بين حماة ومصياف، وغابت آثاره معه، ومضت الأيام دون أن يتصل أحد بأهله طلبًا للفدية كالمعتاد حينها، فتعددت الروايات والسيناريوهات، دون أن يقطع أحدها الشك باليقين، إلى أن جاء علو بعد عشر سنوات تقريبًا، بأحد الفيديوهات، كاشفًا تورط العاصي بمقتله، عبر إحدى شبكاته الأمنية، قائلًا إن كرم اختطف على يد المدعو محمد فرج أبو عادل من قرية دير الصلْيب، الذي باع البضائع والسيارة للمدعو حازم غبارة من قريب سلحب عن طريق صلاح العاصي، قبل أن يقتل كرم ويتخلص من الجثة. في اليوم التالي للبث، وبعد سنوات من الانتظار، نعى أشقاء وأقارب كرم فقيدهم، على فيسبوك، دون أن يتبنوا رواية مقتله.
شبيحة العاصي
جرائم الخطف والقتل هذه لم تقتصر على أبناء مصياف من طائفة معينة، إذ يقول أحد النشطاء: “صلاح كانت لديه وحدة وطنية في التعامل مع ضحاياه، فبينهم العلوي والإسماعيلي والسني، ومن كل المحافظات أيضًا”، ويروي العلو تفاصيل بعضها، منها اختطاف وقتل كل من: الشابين فراس قداح ووعد عطفه من بلدة القدموس – إسماعيلية -، على طريق وادي العيون، وسالم فرح – مسيحي من قرية البياضية -، صاحب محطة فرح للمحروقات، بعد شراء جماعة العاصي للمحطة بثمانين مليون ليرة، وعقب أيام قليلة من زفافه، والطفل فادي سعود – 12 عامًا – ووالده من قرية الصفصافة – علويين -، وخطف 5 فتيات من جسر الشغور بعد قتل والدهن ووالدتهن – سنة -، وتشغيلهن بالدعارة تحت التهديد، ثم تصفيتهن فيما بعد.
وعن عمليات التعفيش، التي لم تقتصر على المناطق التي يشاركون إلى جانب “النمر” في اقتحامها، بل طالت المزارع والمنازل في المدينة وريفها، وصولًا للتنقيب عن الآثار.
اتهم علو المدعو وائل طيبة “الطرطوسي” الذراع الأيمن لصلاح، بالتنقيب عن الآثار في مزار الإمام أحمد الوفي أحد رموز الطائفة الإسماعيلية، وأفاد مصدر خاص من أهالي المدينة أن التعفيش الذي قامت به الميليشيا طال قطاع الآثار السورية، خاصة في مدينة أفاميا الأثرية.
ما سبق يدعمه المتهمون أنفسهم، إذ نشر شادي العاصي، في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، تسجيلًا مصورًا يقول فيه إنه اشترى تحفًا فنية مسروقة، قيمتها مئات المليارات، وإنه مستعد لتسليمها إلى بشار الأسد بنفسه، مطالبًا بلقائه الذي تكرر في تسجيلات أخرى، حيث يحاول العاصي التواصل مع الأسد، بهدف الحصول على عفو ينهي عمليات الملاحقة التي طالت الميليشيا بعد أن ذاع صيتها، وباتت مطلوبة للعديد من الأجهزة الأمنية، حيث اتهم شادي في تسجيل آخر ضباط وزارة الداخلية بكونهم “دواعش الداخل”، مؤكدًا أن ما بين 70-90 عنصرًا من الميليشيا مطلوب للأجهزة الأمنية.
شبيحة العاصي بصحبة معراج أورال (في الوسط) منفذ مجزرة البيضا
صدام الميليشيا مع الأجهزة الأمنية ظهر عدة مرات، بينها حادثة سحل رفعت حسن العنصر في مفرزة أمن الدولة بمصياف، بعد ربطه بخلفية السيارة، حول دوار الشهداء وسط المدينة، دون أن يتمكن عناصر المفرزة من تحريك ساكن بل أجبروا على الانسحاب، وحادثة إجبار فرع الأمن العسكري في طرطوس، على إطلاق سراح شادي العاصي بعد توقيفه، إثر تهديدات وضغوطات مورست عليهم من جهة ودفع رشاوى كبيرة من جهة ثانية.
ولم تبق حالة العداء هذه تحت السطح، إذ تكفلت صفحة “القائد طه القهوجي” بالنيل من العميد عبد العليم رئيس فرع الأمن الجنائي بحماة ومحافظ حماة، عبر سكيتشات تهريجية تظهر مدى الترهل الذي وصلت إليه منظومة الحكم في المحافظة.
أفول “دولة” العاصي؟!
أول ردود فعل ميليشيا العاصي على تسجيلات علو، إجبار عائلته على تسجيل مقاطع فيديو للتبرؤ منه واتهامه بالنصب والاحتيال، لكن مصطفى تابع بشكل يومي الحديث، رغم سيل التعليقات التي تتهمه بالداعشية وانشقاقه عن الجيش وتعامله مع “جبهة النصرة”، حيث روى حكايته الشخصية لما حصل، موضحًا أنه كان مطلوبًا للاحتياط لكنه كان يرشي الضباط، إلى أن جرى توقيفه بعد وشاية من آل العاصي.
وبعد فترة خرج عن طريق إدلب، لتعتقله هيئة تحرير الشام، ويسجن عندها 6 أشهر، جرى فيها سؤاله عن آل العاصي وجرائمهم، ثم أُخلي سبيله لأنه “نظيف اليد”، ومن ثم أكمل طريقه إلى أوروبا.
فيديوهات العائلة
شقيقه
لكن جماعة العاصي لم تقف عند هذا الحد، إذ فوجئ أهالي المنطقة ببث مباشر مساء 19 من فبراير/شباط، على صفحة القائد طه القهوجي، تحدث فيها طه لدقيقتين، قبل أن يترك المجال لعنصر آخر في الميليشيا يدعى محمد خلوف للتحدث دون أن يظهر أمام الكاميرا، حيث تلى بيانًا – تبكي اللغة العربية من ركاكته -، يقدم فيه رواية الميليشيا للحوادث التي اتهمت فيها، نافيًا تورطها بالكامل، معتبرًا أن ما يفعله العلو وصفحة “مصياف تحت الرماد” على فيسبوك، والتي تنشر التسجيلات، يهدف لزرع الفتنة في مدينة مصياف، بدعم من المعارضة.
ويفضح البث هذا، حالة الذعر التي تعيشها الجماعة اليوم بعد انحسار قوتها، من 500 مقاتل – ترجيحات – في ذروة قوتها، برز دورهم في التعفيش لا بالاقتحام والقتال، إلى بضعة عشرات من الملاحقين أمنيًا، والمكروهين في المجتمع الأهلي بمصياف، والمرصودين بثأر شخصي لدى العديد من العائلات، لكن هل يمكن اعتبار ما يحصل نهاية هذه الميليشيا؟
تحولت الميليشيا بمرور الوقت إلى “دولة” سلطتها أقوى من الدولة نفسها، لا تتحرك كقوة خارج المحافظة إلا بأمر النمر، الذي يستثمر فيها في وقت الحرب، لكن الهدوء المستمر على الجبهات لا يطمئن عناصرها، خاصة في ظل الاستنزاف الاقتصادي الكبير للنظام، وإمكانات العاصي الكبيرة، لذا فإن حسم ملف هذه الميليشيا يعود إلى التوقيت الذي سترجح فيه الحاجة الاقتصادية على الحاجة العسكرية لوجودهم، لتصل كرة الثلج التي بدأت مع رامي مخلوف، ابن خال الأسد، إلى آل العاصي.
يكرر مصطفى العلو بين الحين والآخر مناشداته للسيد الرئيس بوضع حد للميليشيا، ويقول إن ضابط برتبة لواء في دمشق على تواصل معه وعلى اطلاع بكل جرائم الميليشيا، الأمر الذي يثير التساؤل عن الأيادي الخفية التي توجه وتدعم العلو خلف الكواليس، للنيل من الميليشيا التي تظللت بالعباءة الروسية.
ويشير بعض ناشطي المدينة بأصابع الاتهام إلى جماعة الحرس الثوري الإيراني الذين كانوا الخاسر الأكبر من صعود العاصي الذي سحب البساط من تحتهم، واستقطب شباب المدينة بعيدًا عن مشروعهم الأيديولوجي طويل الأمد.
على إيقاع البث المباشر، ما تزال مصياف تسهر كل ليلة، ليشاهد أهلها غسيل المدينة “القذر” منشورًا على وسائل التواصل، ثم يغطّوا في سباتهم الطويل، لكن ذات يوم ستصحو المدينة على بثٍ مباشر للعلو وهو يضحك كثيرًا، ليعلن مقتل صلاح العاصي وأشقائه ودائرته الضيقة، في حوادث متفرقة، وسيظهر النظام حينها كما لو أنه يتخلص من “دواعش الداخل” الذين شوهوا سمعته! بعد استثمارٍ لسنوات على جبهات القتال بلغ آلاف الضحايا.