في إسرائيل، هنالك العديد من الأصوات الشرقية اليهودية التي تُسمع الآن، والتي تحتفل بأصولها العربية ومظهرها الشرقي.
العديد من هذه الأصوات بإمكانك سماعها على راديو وموقع “كافيه جيبرالتار”، يقول القائمون على الموقع والراديو إن الفكرة تكمن في “تكريم ثقافات الشعوب من حولنا”، مضيفين “نحن نعيش بين أفريقيا والهلال الخصيب، نحن نعترف بأن ثقافتنا والمساحة التي نعيش فيها هي الشرق الأوسط”، الأسبوع الماضي احتفلوا بالذكرى الرابعة لهم، مغنية شابة من أصول مغربية تدعى “نيتا الكيام”غنت باللهجة المغربية.
كأي من المجتمعات المهاجرة، الجيل الأول من أفريقيا الشمالية أراد أن يفعل ما عليه فعله لينجح أبناؤهم، لذا تحسين اللغة العربية لأبنائهم لم يكن من الخطة أبدًا.
أما اليهود الغربيون، أو ما هو معروف بـ”الأشكنازي” فلم تكن اللغة العربية مهمة بأي شكل، حتى الموسيقى العربية لم تكن مسموعة في محطة الراديو المحلية، وما زالت نادرة حتى اليوم.
خلال الحرب الأخيرة ظهرت بعض الأصوات اليسارية التي بدت قلقة، خائفة، ومضطربة من العنف في الشوارع، المستهدف من هذا العنف كان العرب واليساريون اليهود المناهضون للحرب على غزة.
أعربوا عن اشمئزازهم بالقول إن هذا “السلوك الهمجي والفاشي من اليمين (ومعظمهم من اليهود الشرقيين) اليهودي”، في الوقت ذاته لم يكن هناك الكثير من القلق والاشمئزاز تجاه الطيارين الإسرائيلين، ومعظمهم من الأشكنازي، على الرغم من أنهم المسؤولون عن الكثير من الضرر والعنف.
وهذه الأيام، يبدو أن الأصوات ترتفع بشكل لافت بين اليهود الشرقيين واليهود الغربيين، حيث يعتبر اليهود الغربيون أشقاءهم الشرقيين تهديدًا للديمقراطية، بينما يعتبر الشرقيون أنفسهم الأبطال المستنيرين.
في مدينة أشدود، والتي تعتبر الآن موطنًا لـ 215 ألف يهودي من أصل مغربي ودول الاتحاد السوفيتي، والتي تلقت 339 صاروخ من قطاع غزة، يقطن “أوهايون”، مدرس وناشط اجتماعي يقول: “نحن اليهود الشرقيون اليساريون لسنا أقلية بل أغلبية، والثقافة السائدة لدى الشرقيين هي العربية، جنبًا إلى جنب مع باقي السكان العرب الأغلبية في إسرائيل، والقوة الديمقراطية الحقيقية بدأت في السبعينات بواسطة اليهود المغاربة السود، لقد كانوا فقراء لكنهم قاتلوا من أجل المساواة والقيم الديمقراطية والاجتماعية، ولم يكونوا طائفيين”.
اليهود العرب هاجروا في الخمسينات من بلدانهم إلى إسرائيل وسكنوا على الحدود، وما زالوا هنالك حتى الآن، وعندما تعيش على الحدود في دولة معادية فهذا يعني أنك أول من يعاني من الهجمات، “سديروت” على سبيل المثال هي مدينة يبلغ عدد سكانها 21 ألف نسمة، بُنيت على حدود غزة ومعظم السكان هناك أصولهم من المغرب حيث تلقت معظم الصواريخ، يقول أوهايون: “أحد الصواريخ على تل أبيب وباقي البلد إلى الحرب، دمنا ليس بهذه الأهمية”.
يضيف أوهايون: “من المثير للاهتمام انفتاح الأشكنازي على حقوق وثقافة الفلسطينيين، وعدائيتها في الوقت ذاته تجاه حقوق اليهود الشرقيين وثقافتهم، وزير التعليم اليساري أضاف قصائد لمحمود درويش في المنهاج الدراسي، وعندما طالبنا وزير الثقافة بإضافة ما يمثل ثقافة اليهود الشرقيين رفضت، هذه عنصرية”.
هناك تفسير لما يحصل، وهو أن اليهود الغربيين كذلك لا يحبون الفلسطينيين، ولكن إنما يأتي من إيمانهم بحل الدولين حيث إن الفلسطنيين هناك ونحن – اليهود – هنا، في الوقت ذاته حل الدولتين هذا سوف يجلب اليهود من المستوطنات غير الشرعية إلى إسرائيل.
تفسير آخر، وهو أن اليهود الشرقيين يشكلون تهديدًا مباشرًا أكبر، حيث إنهم جزء من المجموعة الدينية نفسها، والثقافة العربية تشكل تهديدًا حقيقيًا للثقافة المهيمنة، فمن الشائع أن تسمع في إسرائيل من يقول: “إذا انتشرت ثقافتهم سوف نصبح دولة عربية، لا سمح الله”.
المصدر: ميديل إيست آي