يحتفل العالم في الـ8 من مارس/آذار من كل عام بـ”اليوم العالمي للمرأة” الذي أقرته الأمم المتحدة رسميًا عام 1977، ليصبح بعد ذلك يومًا مهمًا لكل النساء والمتعاطفين مع قضاياهن حول العالم. وفي هذه المناسبة نلقي الضوء على أبرز النساء اللاتي كرسن حياتهن لانتزاع الحقوق المشروعة للمرأة وإنزالها مكانتها الطبيعية في المجتمع والتحرر من قيود التهميش والاضطهاد.
ماري وولستونكرافت (1759- 1797)
كاتبة وفيلسوفة بريطانية لم تستطع إكمال التعليم النظامي بسبب مشاكل عائلية، فاتجهت إلى تعلم اللغات ذاتيًا.
كانت وولستونكرافت من أوائل النسويات اللاتي أثرن قضية أهمية تعليم الفتيات ومساواة المرأة مع الرجل، وألفت كتبًا عدةً عن تربية الطفل وحق الفتيات في التعليم وتنمية قدرات النساء.
أشهر مؤلفاتها:
– أفكار حول تعليم البنات.
– دفاعًا عن حقوق الرجال.
– دفاعًا عن حقوق المرأة.
إليزابيث كادي ستانتون (1815-1902)
ناشطة نسوية أمريكية قادت جهود منح المرأة الحق في التصويت والمساواة بين الجنسين، فقد نظّمت عام 1848 مؤتمر “سينيكا فولز”، وهو أول مؤتمر لحقوق المرأة في الولايات المتحدة، ناقش حالة المرأة الاجتماعية والمدنية والدينية.
أسست ستانتون “الجمعية الوطنية للمطالبة بحق المرأة في الاقتراع” التي حققت هدفها بتصويت النساء في الانتخابات عام 1920.
سحر خليفة
روائية فلسطينية ولدت عام 1941، ألفت نحو 11 رواية تمت ترجمتهم إلى أكثر من 9 لغات عالمية، وحصدت عددًا من الجوائز العربية والعالمية عن أعمالها.
ركزت في رواياتها على الدفاع عن المرأة وحقوقها، وربطت دومًا وعي المرأة النسوي بوعيها السياسي واستعرضت في عدة روايات نضال المرأة الفلسطينية ودورها في التحرير.
أشهر مؤلفاتها:
– لم نعد جواري لكم.
– مذكرات امرأة غير واقعية.
– حبي الأول.
أنيسة نجار (1913- 2016)
ناشطة نسوية لبنانية ركزت نشاطها على العمل المجتمعي والتنمية الريفية. عملت على تأسيس المدارس والعيادات الطبية في الريف من أجل دعم تعليم الفتيات وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للنساء.
أنشأت عام 1953 جمعية “إنعاش القرية” بهدف تعليم النساء مهارات جديدة وإتاحة الفرصة لهن للعمل في المناطق الريفية، كمت مثلت لبنان في مؤتمرات خارجية عدة ومنحها الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان وسام “الأرز الوطني” لجهودها الكبيرة في تحسين حياة النساء والريفيين.
بيتي فريدان (1921- 2006)
كاتبة ومفكرة أمريكية لها عدة مؤلفات عن الحركة النسوية ووضع النساء في المجتمع. أسست “المنظمة الوطنية للنساء” عام 1966 للمطالبة بحقوق المرأة، وشغلت منصب أول رئيس لها.
نظمت فريدان “الإضراب النسوي من أجل المساواة” عام 1970 للمناداة بالمساواة بين المرأة والرجل في أجور العمل.
أشهر مؤلفاتها:
– اللغز الأنثوي.
– كتابات عن الحركة النسوية.
– لقد غيرت حياتي.
جلوريا جينز واتكينز
ناشطة اجتماعية أمريكية من أصول إفريقية معروفة أيضًا باسم بيل هوكس، ولدت عام 1952، ولها عدة كتب تناقش فيها حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين في التعليم ودور النساء ذوات البشرة السوداء في المجتمع والحركة النسوية.
اشتهر كتابها “النسوية للجميع” بتعديل الصورة المغلوطة عن الحركة النسوية التي يعتقد أنها تعني كراهية الرجال.
أشهر أعمالها:
– النسوية للجميع.
– ألست امرأة أيضًا: النساء السود والنسوية.
– النظرية النسوية.
مي زيادة (1886- 1941)
كاتبة وصحافية فلسطينية من أصل لبناني لمعت كتاباتها ومقالاتها في عدة صحف شهيرة مثل “المحروسة” و”الهلال” و”الأهرام” و”الزهور”، وأنشأت صالونًا أدبيًا خاصًا بها عام 1912.
طالبت في مؤلفاتها بتحرير المرأة من قيودها وضرورة مساواتها مع الرجل وأهمية التعليم والعمل للمرأة، وعقدت مؤتمرًا بعنوان “الهدف من الحياة” عام 1921 دعت من خلاله النساء العربيات للبحث عن حقوقهن والمطالبة بها.
أشهر مؤلفاتها:
– المساواة.
– الصحائف.
– بين الجزر والمد.
جيرمين غرير
كاتبة وأكاديمية أسترالية ولدت عام 1939. ألفت أكثر من 20 كتابًا للدفاع عن حقوق المرأة ودعمها في نيل حريتها، وتحديد أولوياتها ومصيرها. أثار كتابها “المرأة المخصية” الجدل في الأوساط العامة.
أشهر مؤلفاتها:
– التغير.
– العرافات الرثاث.
– المرأة الكاملة.
هند نوفل (1860- 1920)
صحافية لبنانية اشتهرت في مجال الدفاع عن حقوق المرأة والكتابة لصالح قضاياها، فأسست عام 1892 صحيفة “الفتاة” وهي أول صحيفة في العالم العربي تختص بقضايا النساء حصرًا، إذ كان كل كتاب الصحيفة من النساء وهدفت كل مواضيعها إلى الدفاع عن حقوق المرأة والتعبير عن آرائهن والتحدث عن مسؤولياتهن وواجباتهن من وجهة نظر النساء.
نازك العابد (1887-1959)
صحافية ومناضلة سورية، كانت من أوائل النساء اللاتي قدن الحركة النسوية في بلاد الشام، إذ شاركت على نحو كبير في تأسيس الجمعيات النسائية والمطبوعات الخاصة بالمطالبة بحقوق المرأة مثل “مجلة العروس” ونشطت على نحو خاص في مجال المطالبة بحقوق المرأة السياسية.
هدى شعراوي (1879- 1947)
ناشطة نسوية مصرية من رائدات الحراك النسوي في العالم العربي، إذ أسست عدة جمعيات خيرية وعيادة طبية لمساعدة النساء والأطفال الفقراء. اهتمت على وجه التحديد بتعليم النساء بعدما شعرت بالإحباط حين حُرِمت من تلقي التعليم النظامي مثل شقيقها.
نشرت شعراوي آراءها النسوية في عدة كتب ومقالات تحدثت فيها عن أهمية إشراك المرأة في أدوار خارج نطاق المنزل، وحقوق النساء في التعليم والعمل.
نوال السعداوي
طبيبة وكاتبة وروائية مصرية ولدت عام 1931. كرست السعداوي حياتها للدفاع عن حقوق الإنسان عامةً وحقوق المرأة على نحو خاص، فأسست جمعية “تضامن المرأة العربية” عام 1982 للنهوض بالمرأة والدفاع عن حقوقها.
ناهضت على نحو كبير ظاهرتي العنف ضد النساء وختان الإناث، وألفت نحو 40 كتابًا معظمهم عن حقوق النساء وتمت ترجمت مؤلفاتها لأكثر من 20 لغة حول العالم.
تعرضت السعداوي للسجن من الحكومة المصرية على خلفية آرائها السياسية، وكانت محل انتقاد دائم بسبب آرائها الدينية المثيرة للجدل وأفكارها النسوية المتطرفة، وفق المنتقدين.
أشهر مؤلفاتها:
– مذكرات في سجن النساء.
– الوجه العاري للمرأة العربية.
– مذكرات طبيبة 1960.
سيمون دي بوفوار (1908- 1986)
كاتبة ومفكرة وناشطة سياسية فرنسية ركزت في كتاباتها على السلطة والصراع الطبقي والحرية، فلم تكن في البداية منجذبة للحركة النسوية، إلا أن أوضاع النساء التي لم تتغير بتغير السلطات والحكم آنذاك دفعها لقيادة جهود الدفاع عن النساء.
ربطت بوفوار في اعتقاداتها وكتابتها تحرير المرأة بإسقاط النظام الأبوي من المجتمع ككل ولم تفصل الدور السياسي عن حقوق المرأة وحريتها.
أشهر مؤلفاتها:
– الجنس الآخر.
– المدعوة.
– أخلاقيات الغموض.
حصدت النساء حول العالم ثمرة جهود رائدات العمل النسوي، وأصبحن الآن بفضل تلك النساء قائدات أيضًا في كل مجالات الحياة، فبعد أن كان دور المرأة ينتهي عند حدود حجرتها أو منزلها، تتمتع الآن بحقها في التعليم والعمل والسفر واختيار الزوج والانتخاب والترشح.
لكن لا ينبغي لنجاح الكثير من النساء حول العالم في انتزاع حقوقهن والتمتع بها، أن يدفعنا لغض الطرف عن ملايين النساء اللاتي ما زلن يعانين من الفقر والبطالة وقلة فرص العمل وعدم المساواة في الأجور والعنف الأسري والزوجي والقوانين المحلية التي تقيد حياتهن، لذلك، يقع على عاتق الناشطات النسويات والمؤسسات الحقوقية والنسوية استغلال الإرث الذي تركته النسويات الأوائل للبناء عليه ومواصلة العمل لإنصاف النساء وتحسين سبل حياتهن ودعمهن للتمتع بكامل حقوقهن.