أب يحتضن ذكريات وأيام، أب يحتضن فرحة في قلبه وأصوات بكاء في أذنه يوم حمله طفلاً صغيرًا.
أب يحتضن أول يوم سمعه ينطق بكلمة أبي.
أب يحتضن محاولته للمشي ويتذكر مساعدته له في خطواته الأولى.
أب يحتضن أول أيام ذهابه للمدرسة، يحتضن كلامه وقبلاته وأشواقه وذكرياته.
أب يحتضن رسالته في الحياة، من عاش من أجله، من فرح به طويلاً وتبسما معًا.
أب يحتضن جسدًا ضئيلاً لا حول له ولا قوة تمامًا كما كان طفلاً صغيرًا، يشعره بالأمان
يطمئنه، لا تخف ولدي فأنا بجوارك، لا تخف يا محمد فأنا والدك أقف بجانبك ولكني أبكي، أبكي قهر الرجال، أبكي ظلمًا يهد الجبال، أبكي وطنًا يقتل حلم الأجيال.
صورة تحكي عن وطن..
محمد يمسك بيد أبيه كما أمسك بها طفلاً، لا ندري أيستمد منه الأمان، أم يشعره بالأمان.
محمد يحتضن والده بما تبقى له من قوة، يصرخ من أعماقه أبي أنا بجوارك، إنها الحرية يا أبي.
محمد يدفئ أمعائه الخاوية بالقرب من أبيه، يشكو له ضعف قوته وقلة حيلته وهوانه على قاضٍ ظالم.
محمد لا يقوى على الوقوف ولا حتى الجلوس، ولكنه يحتضن أبيه قائلاً: لا تحزن أبي .. إن الله معنا.
صورة تحكي عن وطن..
حوار بين الأب والابن، حوار بين الصديق وصديقه، حوار من القلب إلى القلب، حوار لحظات وأيام وشهور وسنوات.
حوار نظرات العيون بين كل أب وابنه، حوار لغة الابتسامة بين كل أب وابنه، حوار تلامس الكفوف وشعور الأمان بين كل ابن ووالده.
حوار بين رأي ورأي، بين كلمة وكلمة، بين ذكرى وذكرى، بين فرحة وفرحة، بين دمعة ودمعة.
صورة تحكي عن وطن..
محمد أنا هنا ولدي نفسي فداؤك، روحي فداؤك، حياتي فداؤك.
محمد قد كنت آمل أن أكون لك الفدا، فكنت أنت فدائي.
محمد صبرًا ولدي فإن الظلم لن يدوم.
محمد لو تعلم كم أحبك، لو تعلم كم أتألم لأجلك، لو تعلم كم أدعو الله لك.
أبي اشتقت إليك، اشتقت إلى قربك وحنانك، اشتقت إلى حريتنا أبي.
أبي نحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت، هكذا علمتني أبي فلا تبك.
أبي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا.
أبي كم أحبك يا أبي.
صورة تحكي عن وطن..
فسلام على الدكتور “صلاح سلطان”.
فسلام على “محمد صلاح سلطان”.
فسلام عليكم يآل سلطان.