أعلن رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة “سام كوتيسا” البارحة الخميس، انضمام إسبانيا ونيوزيلندا وأنجولا وفنزويلا وماليزيا إلى مجلس الأمن الدولي كأعضاء غير دائمين، إثر اقتراع سري أجرته الجمعية.
ومن بين 6 دول تنافست على 5 مقاعد غير دائمة في المجلس، فازت أنجولا ونيوزيلندا وفنزويلا وماليزيا بالعضوية من أولى جولات الاقتراع، بينما اضطر رئيس الجمعية إلى إجراء 3 جولات من الاقتراع السري بين إسبانيا وتركيا على المقعد الأخير، الذي حسمته إسبانيا في النهاية لصالحها.
ويتطلب الفوز بعضوية مجلس الأمن حصول الدولة المرشحة على 129 صوتًا علي الأقل، وهو ما يمثل ثلثي عدد الأصوات في الجمعية العامة البالغ عدد أعضائها 193 عضوًا.
وفي الجولة الأولى والثانية من الاقتراع لم تتمكن كل من إسبانيا وتركيا من الحصول على الأصوات الـ 129 المطلوبة، بينما حصلت إسبانيا في الجولة الثالثة على 132 صوتًا مقابل 60 صوتًا لتركيا.
وكانت كل من الأرجنتين ورواندا وكوريا الجنوبية وأستراليا ولوكسمبورغ، قد انتهت فترة عضويتهم في المجلس، حيث شغلوا المقاعد الخمسة غير الدائمة، لعضوية مجلس الأمن الدولي، في الدورة السابقة.
وكانت “أنغولا” مرشحًا وحيدًا عن المجموعة الأفريقية، و”ماليزيا” مرشحًا وحيدًا عن مجموعة أسيا الباسيفيك، و”فنزويلا” مرشحًا وحيدًا عن مجموعة أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي، في الوقت الذي تنافست فيه نيوزيلندا وإسبانيا وتركيا على مجموعة غرب أوروبا ودول أخرى، حيث ينبغي على تلك الدول الحصول على ثلثي الأصوات على الأقل لكي تفوز بعضوية المجلس.
ولم تتنافس دول أوروبا الشرقية على أية مقاعد في انتخابات البارحة، حيث لا يزال أمام ليتوانيا (ممثل أوربا الشرقية) عام آخر.
وحصلت تركيا على العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي أعوام 1951-1952، 1954-1955، و2009-2010، كما تقاسمت فترة العضوية المؤقتة مع بولندا وشغلت المنصب لعام واحد فقط عام 1961، في حين انضمت نيوزيلندا إلى عضوية المجلس غير الدائمة خلال السنوات (1954-1955)، (1966)، و(1993-1994)، أما إسبانيا فقد فازت بعضوية المجلس في السنوات (1969-1970)، (1981-1982)، (1993-1994)، و(2003-2004).
إسبانيا التي فازت في الانتخابات على حساب تركيا كانت قد تطلعت للفوز بهذا المقعد، فيما اعتبر من أولويات السياسة الخارجية الإسبانية في السنوات الأخيرة مرتكزة في ذلك على حضورها الفاعل في مجالات حفظ السلم والأمن الدوليين.
وكان رئيس الوزراء الإسباني” ماريانو راخوي” قال في أول خطاب ألقاه في الأمم المتحدة في ديسمبر عام 2012 بعد توليه السلطة في إسبانيا إن ترشح إسبانيا يمثل التزام دولة بمسار عتيد، لافتًا إلى أن إسبانيا خدمت منذ ما يزيد على 40 عامًا السلام والأمن العالميين مرة واحدة في كل عقد من الزمن وهي مستعدة للعودة إلى الخدمة من جديد.
وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” بدوره أكد أن بلاده كانت لديها رغبة في الحصول على عضوية مجلس الأمن من أجل فلسطين، قائلاً: “لكننا لم نستطع ذلك، ومع هذا سنواصل دعمنا لفلسطين والفلسطينيين في كافة المحافل الدولية ولن نتركهم بمفردهم”.
وأوضح “جاويش أوغلو”، في تصريحات أدلى بها، مساء البارحة الخميس، أن بلاده لن تحيد عن مواقفها ومبادئها وثوابتها من أجل التصويت لها.
وشدد وزير الخارجية على أن هناك بعض الدول التي تعلق آمالا كبيرة على الجهود التركية في المحفل الدولي، موضحًا أنهم سيواصلون دعم مثل هذه الدول، من خلال العديد من المشاريع التنموية وزيادة عدد البعثات، وتابع: “بالتأكيد كنا نرغب في الفوز، لكننا في الجولة الأولى من التصويت حصلنا على 109 أصوات، لكن الجولتين التاليتين كانتا مرتبطان بالتطورات الراهنة”.
وأوضح “جاويش أوغلو”، أنه قدم التهنئة لإسبانيا لفوزها في الجولة الثالثة أمام بلاده، مضيفًا: “سنواصل عملنا، وتعاوننا مع المنظمات الإقليمية والدولية”، كما هنأ الوزير التركي بقية الدول التي فازت بالعضوية غير الدائمة، وهى أنجولا، وفنزويلا، وماليزيا، ونيوزيلندا.