اقتصاد الفنون والثقافة: الدبلوماسية الثقافية

gallery-art

ترجمة وتحرير: نون بوست

إن فوائد الفنون لا تقتصر على الجانب الثقافي فقط، بل تشمل أيضًا الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، التي لا يمكن لأحد إنكارها ويمكن للدول في جميع أنحاء تشجيعها. تجذب صناعة الثقافة والفنون مشاريع ابتكاريةً جديدة وحيوية في مجالات مثل النشر والإعلان والموسيقى والرقص والتصميم والهندسة المعمارية، كما تخلق وظائف للفنانين الذين يرسخون الإنتاج الثقافي المحلي.

يمكن للثقافة والفنون أن تلعب دورًا رئيسيًا في تنشيط المناطق الحضرية وتنمية المجتمع، فضلا عن زيادة فرص السياحة الثقافية وتعزيز الصورة العامة للمدينة أو الولاية.

يلعب قطاع الثقافة والفنون أيضًا دورا في تطوير مراكز الابتكار والتجمعات الجغرافية لرأس المال والمواهب التي من شأنها أن تحفز النمو الاقتصادي والابتكار في مجالات مثل التصميم والتكنولوجيا ومجال الصناعة.

إن الفن موجود بشتى أشكاله في كل مجتمع وثقافة وبلد. وقد كان موجودًا منذ بداية الحضارة نفسها، في شكل لوحات محفورة على جدران الكهوف أو تماثيل منحوتة من الحجر. ولطالما شعر البشر بالحاجة إلى التعبير.

ولّت الأيام التي لم يكن فيها الفن يعتبر وسيطًا للأعمال، وكان يحظى فقط بقيمة فكريّة

في عالم اليوم، نعلم أن الفن يمكن أن يكون قوة اقتصادية رئيسية، ومع ذلك فإننا نستمر في التشكيك في قيمته. وقد كان يُنظر إليه في الماضي على أنه متاح فقط لفئة النخبة، أما اليوم، فقد أصبح متاحًا للجميع حيث يستوقفنا في مسار حياتنا السريع لتقدير الجمال الذي يحيط بنا، ويغيّر في بعض الأحيان الطريقة التي نفكر ونتصرف بها. إنه يضفي بعض الحيوية على حياتنا، ويرتقي بمستوى المساحة التي نعيش فيها ليجعل البيئة المحيطة بنا أكثر جمالًا. وهذه الحاجة للفن في الحياة اليومية جعلت منه عملًا ناجحًا. 

لقد ولّت الأيام التي لم يكن فيها الفن يعتبر وسيطًا للأعمال، وكان يحظى فقط بقيمة فكريّة. وفيما يلي، أهم الطرق التي تُثبت أن الفن قد أصبح حقًا عملًا تجاريًا مربحًا ومفيدًا من عدة نواحي هذه الأيام.

  • شراء وبيع الأعمال الفنية

إن شراء وبيع اللوحات الفنية والمنحوتات يعد من الطرق التقليدية والأكثر راحة للاستثمار في القطع الفنية، حيث يذهب أحدهم إلى أحد المعارض الفنية ويشتري عملا فنيا من مجموعة الأعمال المعروضة بالفعل لتستمر دورة البيع والشراء.

  • الأعمال الفنية المخصصة

ينطوي هذا النوع من الأعمال الفنية على تحديات أكثر لأنه يكون معدًا وفقًا لطلب العميل، حيث يجب أن تكون القطعة الفنية المصممة حسب الطلب ذات بعد شخصي وجذابة أكثر من الناحية الجمالية. وفي هذه الحالة، يُنشئ لك الفنان قطعة فنية من لا شي بدلا من شراء قطعة أخرى جاهزة. وهذا يعتمد على المساحة والأسلوب والميزانية والعديد من المتغيرات الأخرى. ويُذكر أن الطلب على الفن المخصص كبير هذه الأيام بسبب الميل المتزايد نحو الأعمال الفنية ذات الأغراض التجارية والسكنية.

  • ترميم الأعمال الفنية

على مر السنين، بدأت الرسومات التي تعود لعصور غابرة في التلاشي بسبب الرطوبة والتلوث البيئي. وقد تم تعيين خبراء فنيين لدراسة أسلوب الفنان وترميم القطع الفنية التي باتت ألوانها باهتة. وهناك دورات بدوام كامل لمن يريد دراسة هذا التخصص.

  • تقييم الأعمال الفنية

أصبحت القطع الفنية التي تعود لكبار الفنانين وأشهرهم تقدر تمامًا مثل المجوهرات الثمينة. وعند شراء عمل فني يعود لفنان شاب وناشئ بسعر معين، فإن قيمة هذه القطعة يمكن أن تتضاعف ثلاث مرات بعد 20 سنة. غالبا ما يتم تعيين خبير لتقييم العمل الفني من الناحية المالية. وعادة ما يكون لهواة جمع التحف والقطع الفنية مجموعة كاملة من الأعمال. وهذا ما يسمى بإدارة الاستثمار، وهو مصطلح معروف لأي شخص يتاجر في سوق الأسهم.

  • تأمين العمل الفني

عندما يقوم مستثمر فني أو أحد هواة جمع القطع الفنية النفيسة أو معرض بشحن  عنصر من مجموعة من الأعمال الفنية، يجب آنذاك شراء بوليصة تأمين مقابل القطعة الفنية. ويعتمد المبلغ المدفوع للتأمين بشكل أساسي على تقييم العمل الفني. يوجد بنوك ومؤسسات متخصصة في هذا المجال المحدود والمتخصص في الأعمال الفنية. ويكون التأمين الفني تماما مثل التأمين على الحياة أو السفر الذي يعتمد على الحزمة التي تختارها.

  • تقديم العمل الفني كهدية 

تشكل اللوحة أو المنحوتة أو الصورة هدية رائعة لحفلات الزفاف وحفلات الانتقال إلى منزل جديد أو الاحتفال بالإنجازات. فالحصول على قطعة فنية مصممة خصيصا لك يضفي عليها طابعا شخصيا. من الممكن شراء عمل فني من أحد المعارض الفنية أو عبر الإنترنت. وهناك العديد من المشاريع التجارية الإلكترونية المتخصصة في هذا المجال.

  • معسكرات وورش عمل فنية 

يمتلك الأطفال والكبار اليوم كل الموارد للتعلم وتنمية مهاراتهم بسهولة في ظل وجود العديد من المعسكرات الفنية وورش العمل التي تقام على مدار السنة. ويعتبر هذا التمرين أساسيا لنمو الطفل وتطوره، وأحد أفضل المنافذ التي تخفف التوتر لدى البالغين. ويوجد العديد من الشركات والمنظمات التي تنظم هذه المعسكرات الفنية الحصرية.

يمكن للفن أن يلهمنا ويجعلنا سعداء ويحفزنا، لأن العيش في عالم وظيفي بحت سيجعلنا نفتقر للمعنى كبشر. وفي حال حاولنا إدارة حياتنا وفقا للمقاييس، فقد ينتهي بنا الأمر بالشعور بالملل والفراغ. لهذا السبب، أدى الارتفاع الحاد في الثروات إلى تغذية سوق الفن.

في ظل تناي أعداد مشتري الأعمال الفنية إلى جانب إقبالهم على شراء القطع النفيسة، فقد أدى ذلك إلى نشوء منافسة بين مقدمي هذه الخدمات في محاولة لاقتحام السوق.

على امتداد القرن الماضي، كان رأس المال المالي والمؤسسي بمثابة نقاط القوة الأساسية لمواجهة تحديات المجتمع. أؤمن بشدة أن رأس المال البشري والاجتماعي والإبداعي سيكون له تأثير أكبر في المستقبل، حيث ستصبح الثقافة والفنون ضرورية.

لا شيء يغذي المعرفة ويمكن أن يطلق العنان للخيال والإبداع والابتكار أكثر من الفنون والثقافة. ولا نهج يكسر الحواجز ويربط بين الاختلافات الثقافية ويجمع قيمنا المشتركة أكثر من الفنون والثقافة. ولا يوجد استثمار يربطنا ببعضنا البعض، ويحفزنا على العمل، ويعزز قدرتنا على اتخاذ خيارات جماعية أكثر من الفنون والثقافة.

ومن أجل إطلاق العنان لحوافز التغيير، أعتقد أنه يجب علينا القيام بعدة أشياء:

– التركيز على الاستراتيجيات: التي تعزز التعاون الحقيقي في المجال الفني – أي البحث عن أفضل الطرق للاستفادة من الهياكل القائمة.
 

– تحديد أصحاب المصلحة: الذين يجب أن ينضموا ويدعموا ويدافعوا عن الحلول – يجب أن نركز على الفعل بدلا الاكتفاء بالقول لكي نفهم بعمق قيم واحتياجات ودوافع الشركاء الآخرين، بما في ذلك منظمات التنمية، والأعمال التجارية، والقادة المحليين، والقادة المدنيين.
 

– تحديد الحلول: (البرامج، والهياكل، والسياسات، والممارسات، والنماذج المالية) التي قد تكون دون جدوى.
 

– التعلم من أنفسنا ومن الآخرين: ساهم تغير طريقة التفكير والعمل في إبراز مكانة الفنون والثقافة وأهمية، وضرورة تمويل العديد من المجالات الأخرى.
 

– الإقرار بصعوبة التغيير وتطلبه التزامًا طويل الأمد: ليس ذلك بالمهمة البسيطة أو واضحة المعالم. إن التحديات السياسية والقيود الاقتصادية والمصالح المتضاربة والفجوات في الأولويات والتعقيدات جميعها تعد تحديات حقيقية وكبيرة.

وفي النهاية، يجب علينا:

اغتنام الفرصة – نحن نعيش في فترة تشهد تحديات هائلة من الناحية الاقتصادية والسياسية هذا إلى جانب تغير الأجيال. وعلى مر التاريخ، حُققت أهم الإصلاحات والاستثمارات في رأس المال الاجتماعي وتغيرات في القواعد خلال فترات مماثلة مليئة بالتحديات والانتقالات. نحن في فترة يتعين فيها على صانعي السياسات معالجة التغييرات الهيكلية الهامة، ويواجه فيها الكيان السياسي تأرجحًا في المواقف من جميع النواحي، وهو ما يظهر استعدادًا للمخاطرة بالوضع القائم.

لطالما أدى تفاعل الشعوب فيما بينها وتبادل اللغات والأديان والأفكار والفنون والهياكل المجتمعية إلى تحسين العلاقات بين المجموعات المتباينة

يمكن تفسير وفهم الأحداث التي تتمتع بهذا القدر من الأهمية من خلال مقدمة موجزة – إلا أنها مهمة – حول ماهية الدبلوماسية الثقافية وفوائدها الهائلة للبلدان التي تتبناها للبروز على الساحة الدولية:

“لعل أفضل وصف للدبلوماسية الثقافية هو كونها سلسلة من الإجراءات التي تقوم على أسس تبادل الأفكار والقيم والتقاليد والجوانب الأخرى للثقافة أو الهوية؛ وتسخير تلك الأسس سواء لتقوية العلاقات أو تعزيز التعاون الاجتماعي الثقافي أو تعزيز المصالح الوطنية. ويمكن ممارسة الدبلوماسية الثقافية من قبل القطاعات العامة أو الخاصة أو المجتمعات المدنية”.

لم يُصغ مصطلح “الدبلوماسية الثقافية” إلا مؤخرًا بيد أنه يوجد أدلة تاريخية تشير إلى ممارساته منذ قرون عدة. يعتبر المستكشفون والمسافرون والتجار والمعلمون والفنانون جميعًا أمثلة حية على “السفراء غير الرسميين” للثقافة أو “الدبلوماسيين الثقافيين الأوائل” (فعلى سبيل المثال، يتيح إنشاء طرق تجارية منتظمة المجال للتبادل المتكرر للمعلومات والهدايا الثقافية بين التجار وممثلي الحكومة). ويمكن اعتبار تلك الجهود المدروسة للتبادل الثقافي من الأمثلة المبكرة على الدبلوماسية الثقافية. 

كل من يتفاعل مع ثقافات مختلفة (سواء حاليًا أو في الماضي) يُسهل نوعًا من التبادل الثقافي، الذي يمكن أن يحدث في مجالات عدة مثل الفن والرياضة والأدب والموسيقى والعلوم والأعمال والاقتصاد وغيرها. لطالما أدى تفاعل الشعوب فيما بينها وتبادل اللغات والأديان والأفكار والفنون والهياكل المجتمعية إلى تحسين العلاقات بين المجموعات المتباينة.

الدبلوماسية الثقافية العملية

تُعرّف الدبلوماسية الثقافية العملية (أو الدبلوماسية الثقافية التطبيقية) بأنها عملية تطبيق وتنفيذ لنظرية الدبلوماسية الثقافية، بما يشمل جميع النماذج التي تم ممارستها عبر التاريخ من قبل الجهات الفاعلة الفردية أو المجتمعية أو الحكومية أو المؤسساتية، بهدف تسهيل وتعزيز أواصر العلاقات والتعاون بين الثقافات المتباينة. فعلى سبيل المثال، تشمل هذه النماذج برامج التبادل الثقافي المتنوعة والوفود الدولية (مثل سفراء موسيقى الجاز الأمريكية) أو المسابقات الرياضية. تمتلك هذه الأمثلة قدرة فريدة على التأثير في التفاهم بين الثقافات والأديان وتعزيز الوفاق بينها. 

أهمية الدبلوماسية الثقافية

في عالم يشهد تزايدا في العولمة والترابط، وحيث يضمن انتشار تكنولوجيا التواصل الجماهيري إمكانية تواصلنا مع بعضنا البعض أكثر من أي وقت مضى، تعد الدبلوماسية الثقافية أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم. إن الدبلوماسية الثقافية، عند تعلمها وتطبيقها على جميع الأصعدة، تتمتع بقدرة فريدة على التأثير على “الرأي العام العالمي” وأيديولوجية الأفراد أو المجتمعات أو الثقافات أو الأمم، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى التعجيل في تحقيق الأسس الخمسة أدناه. 

يساعد تحقيق الأساس الأول في تحقيق الأساس الذي يليه، مما يمكّن من تحقيق الأساس الثالث، وهكذا دواليك حتى يتحقق الأساس النهائي الخامس للسلام والاستقرار العالميين. وتلك الأسس الخمس هي:

– الاعتراف بالتنوع الثقافي والتراثي واحترامه

– الحوار العالمي بين الثقافات

– العدل والمساواة والترابط

– حماية حقوق الإنسان الدولية

– السلام والاستقرار العالميين

الدبلوماسية الثقافية والقطاع العام

يمكن تقسيم النهج العام المتبع لإجراء العلاقات الإقليمية والدولية لقسمين: “القوة الصلبة” و”القوة الناعمة”، لكن هذه مسألة أخرى تمامًا. 

الدبلوماسية الثقافية والقطاع الخاص

مع اكتساب الانتقال نحو ممارسات تجارية تتسم بقدر أعلى من المسؤولية الاجتماعية زخمًا أكبر، تصبح المقدرة على استيعاب واحتضان القيم والاحتياجات المختلفة للثقافات والمجتمعات المتنوعة أكثر أهمية من أي وقت مضى. تفسر العديد من الأسباب حاجة الشركات إلى إدراك الاختلافات بين الثقافات أثناء عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية، وتبني نماذج الدبلوماسية الثقافية في برامج أعمالها:

تواجه الشركات ذات التركيز الوطني تحديًا يتمثل في ضمان أن تكون مدركة لوجود الأقليات الثقافية الوطنية

– في عصر تنامي الوعي الاجتماعي، تستطيع الشركات التي تضع خططا وحملات تسويقية تراعي النواحي الثقافية ترك انطباع إيجابي لدى الرأي العام، وبالتالي يكون أداؤها المالي أفضل.
 

– ستواجه الشركات التي تسعى للتوسع في الخارج عدة مشاكل ما لم تقم بإجراء الأبحاث حول الاختلافات الثقافية مع الدولة المضيفة والتصرف وفقًا لها.
 

– تواجه الشركات ذات التركيز الوطني تحديًا يتمثل في ضمان أن تكون مدركة لوجود الأقليات الثقافية الوطنية، ومراعية لتلك الفئات.

الهدف من الدبلوماسية الثقافية

يتمثل هدف الدبلوماسية الثقافية في التأثير على جمهورٍ أجنبي واستخدام هذا التأثير، الذي يتراكم على المدى البعيد، كنوع من مخزون النوايا الحسنة لكسب الدعم للسياسات الموضوعة؛ والسعي إلى تسخير مقومات الثقافة فيما يلي:

– تشكيل نظرة إيجابية عن شعب البلد وثقافته وسياساته

– تحفيز مزيد من التعاون بين الدول

– المساعدة في تغيير السياسات أو البيئة السياسية للدولة المستهدفة

– منع وإدارة وتخفيف حدة الصراعات مع الدولة المستهدفة

يمكن للدبلوماسية الثقافية أن تساعد الدول على تحسين فهمها للدولة الأجنبية التي تعمل معها وتعزيز التفاهم المتبادل بينهما. تعد الدبلوماسية الثقافية طريقة لإدارة العلاقات الدولية دون توقع أي شيء في المقابل، على عكس ما نتوقعه عادةً من الدبلوماسية التقليدية. تعمل برامج التبادل الثقافي كوسيلة لنقل انطباع إيجابي عن الدولة الأجنبية من أجل جعل الأجانب يفهمون ويتقبلون ممارساتهم الثقافية ويطبعون مع أعرافهم الاجتماعية بين الثقافات الأخرى.

عموما، تركز الدبلوماسية الثقافية بشكل أكبر على المدى الطويل، بينما تولي اهتماما أقل للمسائل السياسية المحددة. فالقصد منها هو توفير سبل التأثير على المدى الطويل لحين الحاجة إليها، عن طريق إشراك الناس بشكل مباشر. ينطوي على هذا التأثير تبعات في جوانب تشمل الأمن القومي وحتى تعزيز السياحة والفرص التجارية، وهو ما يسمح للحكومة بإنشاء “أساس من الثقة” والتفاهم المتبادل الذي يكون محايدًا ومبنيًا على التواصل بين الشعوب. 

أما العنصر الآخر الفريد والمهم للدبلوماسية الثقافية هو قدرتها على الوصول إلى الشباب والأفراد من غير النخب والجماهير الأخرى خارج دائرة السفارات التقليدية. باختصار، تزرع الدبلوماسية الثقافية بذورا من المثل العليا والأفكار والحجج السياسية والتصورات الروحية ونظرة عامة للعالم، التي قد تزدهر أو تقابل بالرفض في دولة أجنبية.

المصدر: مودرن ديبلوماسي