ترجمة وتحرير: نون بوست
قال جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومستشاره، إن تطبيع العلاقات بين السعودية و”إسرائيل” “يلوح في الأفق”، مُعلنا أن “المنطقة على مشارف أن تطوي صفحة ما يُعرف بالصراع العربي الإسرائيلي”.
في مقال نُشر في صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الأحد، عدّد كوشنر ما وصفه بإنجازات إدارة ترامب على صعيد السياسة الخارجية في الشرق الأوسط، وحثّ الرئيس جو بايدن على مواصلة الجهود لدفع الدول العربية إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وذكر المستشار الرئاسي السابق أن عُمان وقطر وموريتانيا على وشك توقيع اتفاقيات تطبيع مع “إسرائيل”.
يُذكر أن موريتانيا كانت قد طبّعت العلاقات مع “إسرائيل”، لكنها جمّدتها سنة 2009 في أعقاب الحرب الوحشية التي شنتها “إسرائيل” على قطاع غزة. وكتب كوشنر أنه “ينبغي السعي بجد إلى تطبيع هذه العلاقات، فكل صفقة تعدّ ضربة لمن يريد نشر الفوضى”.
العلاقات السعودية الإسرائيلية
أكد كوشنر أيضا أن المملكة العربية السعودية على وشك تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، مشيرا إلى أن “المملكة أعطت الضوء الأخضر لتطبيع العلاقات من خلال السماح لإسرائيل مؤخرا بالتحليق في أجوائها، إلى جانب السماح لفريق إسرائيلي بالمشاركة في رالي دكار”.
وتابع كوشنر “الشعب السعودي بدأ يستوعب أن إسرائيل ليست عدوا. لهذا فإن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل يخدم المصلحة الوطنية السعودية، ويمكن القيام بهذه الخطوة إذا أشرفت إدارة بايدن على العملية”.
ويؤكد المسؤولون السعوديون باستمرار أن المملكة لا تزال ملتزمة بمبادرة السلام العربية التي تشترط اعتراف “إسرائيل” بإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة.
تواصل “إسرائيل” بناء وتوسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي من المفترض أن تقام عليها الدولة الفلسطينية مستقبلا
لكن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التقى سرا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المملكة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وذلك وفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية نُشرت حينها.
وإلى حد الآن، لم تساعد صفقات التطبيع بين “إسرائيل” وعدد من الدول العربية، والتي وصفها ترامب ومساعدوه بأنها إنجاز دبلوماسي عظيم، على حلّ الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ولم يسبق لأي من البلدان العربية التي طبّعت العلاقات أن دخلت في حالة حرب مع “إسرائيل”.
في الأثناء، تواصل “إسرائيل” بناء وتوسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي من المفترض أن تقام عليها الدولة الفلسطينية مستقبلا. ويتهم خبراء الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة “بتسيلم” الإسرائيلية، “إسرائيل” بإقامة نظام فصل عنصري ضد الفلسطينيين.
تقول إدارة بايدن إن العلاقات الرسمية بين الدول العربية و”إسرائيل” ليست بديلا عن محاولات إرساء السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكنها أشادت بجهود التطبيع وتعهدت بمواصلتها. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمام أعضاء الكونغرس خلال جلسة استماع عُقدت الأسبوع الماضي: “أعتقد أن المبادرات التي شجّعت الدول على أن تخطو نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل كانت جيّدة للغاية ونريد أن نبني على هذه الإنجازات”.
نزاع عقاري
يضيف كوشنر في مقاله أن صفقات التطبيع أثبتت أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو مجرّد “نزاع عقاري” لا ينبغي أن يؤثر على علاقات “إسرائيل” مع العالم العربي. واعتبر كوشنر أن “أحد أسباب استمرار الصراع العربي الإسرائيلي لفترة طويلة هو الأسطورة القائلة بأنه لا يمكن حل هذا النزاع إلا بعد أن يتفق الإسرائيليون والفلسطينيون على حل الخلافات فيما بينهم. لكن ذلك لم يكن أبدا شيئا صحيحا”.
كشفت إدارة بايدن الخداع الإيراني، وأثبتت للأوروبيين أن خطة العمل الشاملة المشتركة لم تعد فعّالة وأنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في المستقبل إلا من خلال تحديد إطار عمل جديد
فيما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية، أشاد كوشنر بالنهج الذي تتبعه إدارة بايدن تجاه إيران من خلال رفضها اتخاذ الخطوة الأولى لإحياء الاتفاق النووي. في سنة 2018، ألغى ترامب الاتفاق النووي، ومنذ ذلك الحين قلّصت طهران التزاماتها بموجب الاتفاق. وكان بايدن قد تعهد خلال الحملة الانتخابية بإعادة إحياء الاتفاق النووي، ولكن الأمور وصلت إلى طريق مسدود في ظل مطالبة كل طرف بأن يتخذ الطرف الآخر الخطوة الأولى للعودة إلى الاتفاق.
ورفضت إيران إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة بدعوة من الدول الأوروبية الموقّعة على الاتفاق. وفي هذا السياق، يقول كوشنر: “بينما انزعج الكثيرون من العرض الذي قدّمه فريق بايدن بخصوص العمل مع أوروبا من أجل العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، رأيت أنها كانت خطوة دبلوماسية ذكية، فقد كشفت إدارة بايدن الخداع الإيراني، وأثبتت للأوروبيين أن خطة العمل الشاملة المشتركة لم تعد فعّالة وأنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في المستقبل إلا من خلال تحديد إطار عمل جديد. وعندما طلبت إيران الحصول على مكافأة للشروع في المفاوضات، فعل الرئيس بايدن الشيء الصحيح ورفض المشاركة”.
المصدر: ميدل إيست آي