أسقط المدعي العام لمدينة إسطنبول تهم الفساد الموجهة لعدد من أبرز الشخصيات العامة في تركيا ضمن قضية ما يعرف بـ “عملية 17 ديسمبر”، بما في ذلك باريش غولر، نجل وزير الداخلية السابق عمر غولر، وصالح كان تشاغلايان، نجل وزير الاقتصاد السابق ظفر تشاغلايان، وموظفين حكوميين ورجال أعمال بارزين، ومدير بنك خلق الحكومي التركي، سليمان أرسلان، ورجل الأعمال الإيراني الأذري، رضا زراب.
وكان المدعي العام المحسوب على جماعة فتح الله كولن، زكريا أوز، قد وجه هذه التهم بالاعتماد على أدلة بعضها خاطئة وبعضها مفبرك وبعضها الآخر جمع بطرق غير قانونية، حيث ثبت في الأشهر الماضية قيام الأمنيين الموالين للجماعة بالتنصت على مئات الآلاف من الشخصيات المقربة من الحكومة وتجميعهم لكم هائل من المعلومات التي استخدمت لابتزاز هذه الشخصيات بالإضافة إلى الاعتماد عليها لتلفيق تلك القضايا.
مع العلم أن حكومة العدالة والتنمية، التي كان يترأسها الرئيس التركي الحالي “رجب طيب أردوغان”، رفضت بشكل قاطع تلك التهم، ودعمت إجراء تحقيق برلماني حولها، كما أطلقت منذ ذلك الحين حملة إصلاح واسعة داخل وزارة الداخلية شملت إقالة ونقل آلاف الأمنيين المتورطين في عمليات التنصت غير القانونية، بالإضافة إلى محاكمة مئات الأمنيين الآخرين المتهمين بتلقي أوامر من خارج المؤسسة الأمنية وبالجاسوسية وبمحاولة قلب نظام الحكم.
وفي تعليق رسمي لمكتب الادعاء العام في وحدة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة في مدينة إسطنبول، قال “أكرم أيدينر” أمس الجمعة إنّ إغلاق القضية، جاء بسبب “عدم وجود الأرضية القانونية الكافية لاتخاذ إجراءات إضافية ضد المشتبه بهم”، مضيفًا: “تتضمن الأدلة المقدمة بخصوص اتهامات الفساد، بعض المشاكل والشوائب القانونية”.
ويذكر أن رجل الأعمال التركي الإيراني الأصل “رضا زراب” الذي اتهم في هذه القضية وأُسقطت التهم الموجهة له أمس، يعتبر من ألد الأعداء الاقتصاديين للولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية على إيران، حيث نجح في كسر الحصار وفي تمكين إيران من جني أرباح النفط المصدر عبر استلام الأموال في تركيا وتحويلها إلى ذهب يصدر لاحقًا إلى إيران.
ورغم وقوع هذه الأزمة قبيل الانتخابات البلدية بأشهر، فاز حزب العدالة والتنمية في هذه الانتخابات بنسبة أكبر من النسب التي حققها في السابق، كما نجح فيما بعد في تمكين مرشحه “رجب طيب أردوغان” من الفوز بأول انتخابات رئاسية شعبية تعيشها تركيا منذ تأسيسها.