وصل الرئيس السوداني، عمر البشير، صباح اليوم السبت إلى العاصمة المصرية القاهرة، في أول زيارة رسمية له لمصر منذ انقلاب 3 يوليو 2013 ومنذ وصول الجنرال عبد الفتاح السيسي للسلطة، حيث قالت وسائل إعلام محلية أن الزيارة ستستمر ليومين وسيبحث خلالها الرئيسان العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك ملف مياه النيل والسد الأثيوبي.
وكان وزير الري السوداني معتز موسى الذي يرافق الرئيس البشير خلال الزيارة، قد قال مؤخرا إن “الرئيس السوداني سيصل السبت برفقة وفد رفيع المستوى مكون من وزير شؤون الرئاسة (صلاح ونسي)، ووزير الخارجية (علي أحمد كرتي)، ووزير الاستثمار (مصطفى عثمان إسماعيل)، ووزير الدولة للدفاع (الفريق يحيى محمد خير)، ووزير العمل (إشراقة سيد محمود)، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني (الفريق محمد عطا المولي)”، مضيفا: “نحن معنيون خلال هذه الزيارة بتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه في الاتفاقيات السابقة وإعطائها زخما مستحقا يتناسب مع الروابط التاريخية وطبيعة العلاقة بين البلدين”.
وقال مصدر مطلع بمجلس الوزراء المصري لموقع مصر العربية: “هناك لقاءات بين الوزراء المصريين ونظرائهم السودانيين خلال هذه الزيارة لبحث سبل التعاون في كل مجال كالشؤون الخارجية والتعليم”، متوقعا أن “يتم تفعيل عدد من الاتفاقيات وإجراء مشاورات حول المزيد منها”، كما توقع وزير الاستثمار السوداني مصطفى إسماعيل أن “يتم حسم إنشاء منطقة حرة مشتركة بين البلدين خلال هذه الزيارة”.
وقال وزير الاستثمار السوداني: “إقامة منطقة حرة بين بلاده ومصر سيكون على رأس القضايا المطروحة للمباحثات يين الجانبين خلال تلك الزيارة”، مضيفا أن بلاده “قدمت للقاهرة في مارس الماضي مقترحين للمنطقة الحرة، الأول هو أن تنشئ كل دولة منطقة حرة في الجزء المقابل للآخر، والثاني إنشاء منطقة حرة مشتركة بين البلدين”.
حلايب وشلاتين:
تعتبر قضية حلايب أهم المشاكل العالقة بين البلدين، ففي مطلع عام 2014، صدر تصريح عن الرئاسة السودانية يؤكد أن منطقة حلايب المتنازع عليها ملك للسودان ولن تكون لمصر، ورد عليه المتحدث باسم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الذي قال إن حلايب وشلاتين مصرية 100%، وإنه لا مجال للجدال بشأن ذلك، وإنها أرض مصرية خالصة والدولة المصرية تمارس أعمال السيادة عليها ولن تقبل بحلول وسط في هذا الشأن.
ومنطقة مثلث حلايب وشلاتين هي منطقة بِكر مساحتها 20,580 كم2 تقع على البحر الأحمر، وتنقسم إلى ثلاث بلدات كبرى هي حلايب وأبو رماد وشلاتين، أكبرها هي شلاتين التي تضم في جنوبها الشرقي جبل علبة، آخر نقطة على الحدود الجنوبية الشرقية لمصر مع السودان، الغنية بالخامات وخاصة معدن الذهب، إذ كانت هذه الجبال تسمى سابقا بجبال الذهب.
تقرير لنون بوست حول هذا المثلث عبر هذا الرابط.
سد النهضة:
تنشغل مصر منذ سنوات بهاجس مقلق ومرعب يتأكد يوما بعد يوم، وهو سد النهضة، الذي تشيده أثيوبيا على ضفاف النيل، والذي يقول خبراء أنه سيؤثر بشكل مباشر على حصة مصر من مياه النيل وأنه قد يجفف مساحات هائلة من الأراضي الفلاحية في مصر.
وفي شهر آذار الماضي، أعلنت وزارة الري المصرية أن “الجانب المصري وجه دعوة لكل من السودان وإثيوبيا لعقد اجتماع ثلاثي بالقاهرة، للتحضير والإعداد للتحرك المستقبلي فيما يتعلق بسد النهضة في ضوء البيان المشترك الصادر عن القمة المصرية الإثيوبية التي عقدت على هامش القمة الأفريقية في مالابو”، وهو ما فسره الخبراء بعجز الجانب المصري عن الوصول لحل للأزمة لمفرده مما يجعل مصر في حاجة للدعم السوداني.
الثورة الليبية:
تحدثت تحليلات كثيرة نشرت اليوم، أنه في ظل معرفة الطرفين المصري والسوداني بصعوبة الوصول إلى اتفاق حول قضيتي حلايب وسد النهضة، فإن القضية الرئيسية التي ستناقش خلال زيارة البشير للقاهرة هي مسألة أمن الحدود، حيث تستعد مصر للتورط في حرب في ليبيا ربما تعجز عن السيطرة عليها وربما تكون لها ردود أفعال داخل الحدود المصرية.
وستحتاج السلطات المصرية إلى طلب المساعدة السودانية لتأمين حدودها الجنوبية ومحاولة تضييق الخناق على المجموعات المسلحة المتواجدة في المصر والتي تحصل على السلاح عادة عبر الحدود السودانية، وكذلك على المجموعات الليبية التي قد تحاول التسلل لمصر في حال دخول الجيش المصري في حرب ضد ثوار ليبيا.