ترجمة وتحرير: نون بوست
أصبحت شركة التكنولوجيا الصينية هواوي عضوا في وكالة الأمن السيبراني التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، على الرغم من المخاوف الكثيرة التي أثيرت بشأن تورط هذه الشركة في تطوير برمجية مراقبة تستخدم ضد أقلية الأويغور التي تتعرض للاضطهاد.
وقد أعلنت هواوي يوم الأربعاء أنها أصبحت أول شركة تكنولوجيا عالمية تنضم إلى فريق الاستجابة لطوارئ الحاسبات التابع لمنظمة التعاون الإسلامي والذي يشار إليه باختصار OIC-CERT، وهو يقدم الدعم للدول الأعضاء التي تتعرض لهجمات سيبرانية، ويساعدها على بناء قدراتها الخاصة بها في مجال السلامة المعلوماتية.
وقالت الشركة في تغريدة نشرها حسابها في الشرق الأوسط: “هذه العضوية سوف تمكن هواوي من المساهمة فعليا في إرساء المناخ الأمني السيبراني، وتعزيز الدفاع السيبراني للدول الأعضاء.”
#Huawei becomes the first global #ICT player to join OIC-CERT, a leading international #cybersecurity platform. This membership will enable Huawei to actively contribute to the global cyber security ecosystem & bolster cyber defence for member states. https://t.co/QUwDwGfn96 pic.twitter.com/Bv47oglo0n
— Huawei Middle East (@Huawei_ME) March 31, 2021
وقد لقيت هذه الشراكة أيضا ترحيبا من عادل المهيري مدير مركز الاستجابة لطوارئ الحاسبات في الإمارات، الذي قال “إن هواوي تمتلك سجلا ممتازا في تعزيز الأمن ودعم التغيرات الرقمية، في الإمارات العربية المتحدة وباقي العالم.”
وذكرت تقارير أن عضوية هواوي في وكالة الأمن السيبراني التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي جاءت برعاية من وكالات الأمن السيبراني في الإمارات وماليزيا. إلا أن هذا الدعم سوف يزيد من سخط النشطاء، الذين وجهوا انتقادات للمنظمة التي تضم 57 من الدول ذات الأغلبية المسلمة، وذلك على خلفية فشلها في التنديد بممارسات الحكومة الصينية في ظل تزايد الأدلة والإدانات الدولية للقمع الممنهج الذي يستهدف الأيغور في شمال غرب البلاد.
وفي حوار مع ميدل إيست آي، عبر دولكون عيسى رئيس المؤتمر العالمي للأيغور، وهي منظمة حقوقية مقرها في ألمانيا، عن استغرابه لدى سماعه الأخبار حول هذه الشراكة.
وقال عيسى: “من المؤسف أن منظمة التعاون الإسلامي التي تقدم نفسها على أنها الصوت الجماعي للعالم الإسلامي، تقيم شراكة مع هواوي التي أظهرت الأدلة أنها تتعاون مع السلطات الصينية في عمليات الإبادة التي يتعرض لها الأيغور، وذلك من خلال تطوير برمجية للتعرف على الوجوه يمكنها تحديد المنتمين للأيغور حتى وسط الحشود.”
“إذا كانت المنظمة تريد أن تكون صوت العالم الإسلامي، الذي يضم أيضا شعب الإيغور، فيجب عليها أن تتخذ موقفا ضد الجرائم الصينية، عوضا أن تنخرط في شراكة مع إحدى شركاتها. ويتهم النشطاء بكين بارتكاب إبادة جماعية ضد الأيغور وباقي الأقليات المسلمة التركمانية في محافظة شينجيانغ، التي يسميها الإيغور تركستان الشرقية. وكان المسؤولون الأمريكيون خلال رئاسة جو بايدن وحتى في فترة دونالد ترامب قد وصفوا الأوضاع في هذا الإقليم بأنها ترقى إلى مرتبة الإبادة الجماعية.
وتقول جماعات حقوقية إن أكثر من مليون شخص تعرضوا للاحتجاز والانتهاكات العنيفة في معسكرات اعتقال. فيما تنفي الصين ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وتقول إن الإجراءات المتخذة تهدف إلى محاربة الإرهاب والتطرف الديني. كما أنها تصف هذه المعسكرات بأنها “مراكز للتعليم والتدريب المهني.”
استهدفت هواوي بعقوبات أمريكية منذ 2019، بناء على مخاوف حول الأمن القومي، والعلاقة بين هذه الشركة والحكومة الصينية
وتتعرض هواوي لاتهامات بدعم قمع الحكومة الصينية، وذلك على إثر اكتشاف براءة اختراع قامت بتسجيلها، تتعلق بتكنولوجيا للتعرف على الوجوه قادرة على تحديد مجموعات عرقية معينة، من بينها الأيغور، إلى جانب اكتشاف وثائق يبدو أنها تصف كيف تستخدم هذه البرمجية لإرسال تحذيرات للسلطات الصينية.
مدير في هواوي يستقيل للتعبير عن احتجاجه
يشار إلى أن هواوي نفت أن تكون هذه التكنولوجيا مصممة للتعرف على مجموعات إثنية محددة، وقالت إنها تعارض استخدام التكنولوجيا لممارسة التمييز العرقي.
إلا أن مديرا تنفيذيا في أوروبا قدم استقالته من العمل ضمن هواوي، في أعقاب الكشف عن المعلومات حول هذه الممارسات، فيما قرر اللاعب الفرنسي أنطوان غريزمان إنهاء عقد رعاية مع هذه الشركة، مشيرا إلى وجود شبهات قوية حول تورطها في القمع في الصين.
كما استهدفت هواوي بعقوبات أمريكية منذ 2019، بناء على مخاوف حول الأمن القومي، والعلاقة بين هذه الشركة والحكومة الصينية.
وقد تأسست وكالة الأمن السيبراني التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي في 2009، على يد مراكز الأمن السيبراني في الإمارات والسعودية وتونس ونيجيريا وماليزيا وباكستان.
وهي تمثل مؤسسة تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، رغم أنه ليست كل الدول الأعضاء في المنظمة أعضاء أيضا في الوكالة. وتتولى عمان حاليا رئاسة هذه الوكالة، فيما يتشكل مجلس الإدارة من الإمارات وإيران ومصر أذربيجان وأندونيسيا وماليزيا، بحسب ما يشير إليه موقعها الرسمي.
وتتضمن أهدافها “بناء قدرات للأمن السيبراني وتطوير الوعي بين الدول الأعضاء، وتعزيز البحث المشترك والتطوير والتجديد في مجال الأمن السيبراني.” ويشار إلى أن ميدل إيست آي حاوت الاتصال بمنظمة التعاون الإسلامي إلا أن المتحدث باسمها رفض التعليق. فيما امتنعت وكالة الأمن السيبراني التابعة لها وشركة هواوي عن الرد على طلبات التعليق المقدمة لهما إلى حدود وقت نشر المقال.
المصدر: ميدل إيست آي