رفضت تركيا الانضمام للتحالف الأمريكي الجديد عند تشكله في جدة، ثم تجنبت العزلة وقبلت الانضمام للحلف بشكل جزئي دون المشاركة في عملياته إلى حين تلبية طلباتها، وإلى الآن لازالت تركيا ترفض الانخراط في هذه العمليات وتتمسك بخطة المناطق الآمنة كحل أكثر نجاعة لحماية المدنيين وإنهاء الانفجار الأمني الذي تشهده المنطقة.
تفاصيل رفض تركيا لاتفاق جدة عبر هذا الرابط.
وفي ظل تطورات ساخنة تشهدها مدينة عين العرب السورية ذات الأغلبية الكردية والتي يطلق عليها الأكراد تسمية “كوباني”، قالت الرئاسة الأمريكية إن الرئيسين التركي والأمريكي أجريا مكالمة هاتفية أمس الأحد بحثا خلالها وضع “سوريا وخصوصًا الوضع في مدينة عين العرب والإجراءات التي يمكن اتخاذها لوقف تقدم الدولة الإسلامية في العراق والشام(داعش)”.
رفض تركي قاطع:
خلال عودته من أفغانستان، قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” للصحفيين المرافقين له على متن الطائرة: “يخطئ من يتوقع أننا سنقول نعم علنًا لحليفنا الأمريكي في الحلف الأطلسي لتقديم هذا النوع من الدعم”، رافضًا بذلك طلبًا أمريكيًا بالسماح بإدخال الأسلحة والعتاد للمقاتلين الأكراد المتواجدين في مدينة عين العرب.
وقال أردوغان: “حزب الاتحاد الديمقراطي السوري، الذي يتبعه المقاتلون الأكراد، يعد منظمة إرهابية تمامًا كحزب العمال الكردستاني المحظور”، مضيفًا: “وحدات الحماية الشعبية (الكردية) هي في الأساس الميليشيات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي يعتبر امتدادًا لحزب العمال الكردستاني الإرهابي”.
وحول الموقف التركي من المشاركة في العمليات العسكرية التي يشنها التحالف الأمريكي في سوريا والعراق، قال أردوغان: “لقد تقدمت تركيا بأربعة طلبات للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش؛ طلبنا إعلان منطقة حظر جوي، وإقامة منطقة آمنة، وتدريب السوريين وتزويدهم بالسلاح، وشن عملية ضد النظام السوري نفسه”، مضيفًا: “بدون تحقيق هذه المطالب لا يمكن أن نشارك في أي عمليات”.
أمريكا تتحرك بشكل أحادي:
بعد تأكد الموقف التركي الرافض لمساعدة المقاتلين الأكراد، أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية أن “الجيش الأمريكي أسقط جوًا أسلحة وذخيرة وإمدادات طبية للقوات الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية قرب بلدة كوباني الحدودية السورية ليل الأحد”، مضيفة: “سلاح الجو الأمريكي سلم أسلحة وذخيرة وإمدادات طبية وفرتها السلطات الكردية في العراق”.
وكان “بولات جان” وهو متحدث باسم القوات الكردية في عين العرب، قد استبق وصول الذخيرة بتغريدة على تويتر قال فيها إنه سيكشف قريبًا عن أخبار سارة، ثم نشر تغريدة أخرى بعد وصول الذخيرة قال فيها إن “كمية ضخمة من الذخيرة والسلاح وصلت للبلدة”، مع العلم أن الإعلام التركي نقل تصريحات لمسئول أمريكي تفيد بأن حجم المساعدات بلغ حوالي 27 حاوية تكفلت بإعدادها السلطات الكردية في كردستان العراق.
وقبل الإعلان عن قيام أمريكا بتزويد الأكراد بالسلاح، أشار “أردوغان” إلى “وجود أنباء تتردد في الآونة الأخيرة حول اعتزام بعض الدول إمداد حزب “الاتحاد الديمقراطي الكردي” السوري (PYD)، بالسلاح، لتشكيل جبهة معهم ضد داعش”، مضيفًا: “هذا الحزب، بالنسبة لنا الآن منظمة إرهابية لا تختلف عن منظمة بي كا كا، ونحن لا يمكن أن نوافق على ذلك”.
إلى أين؟
في ظل “العناد” التركي الأمريكي المتبادل، وإصرار كلا الطرفين على المضي في خطته، لا يعتقد أن الخلاف بين البلدين سيخرج عن إطاره الحالي، لأن أمريكا لن تكون قادرة على تنفيذ خطتها دون تعاون تركي، كما أن تركيا تحتاج للغطاء الأممي حتى تتمكن من تنفيذ خطة المناطق الآمنة.