ترجمة وتحرير: نون بوست
لا يمكن التحدث عن التعلم دون الحديث عن الذاكرة المسؤولة عن تخزين كل المعرفة التراكمية التي اكتسبناها حتى نتمكن من استخدامها لاحقًا. لذلك، من المهم تقوية ذاكرة الطفل منذ نعومة أظفاره.
يمكن تقوية ذاكرة الطفل مع مراعاة ما يحفزه ومدى اهتمامه بالمحتوى الذي يتعين عليه تذكره. إن الذاكرة مهمة جدا في حياتنا أكثر مما نتصوّره. تحتفظ أدمغتنا بالمعلومات بشكل لا إرادي فيمات يسمى بـ “الذاكرة التلقائية” في حين أن نسبة ضئيلة من المعلومات نحتفظ بها بصفة طوعية. لهذا السبب، يعتبر الاهتمام عاملا أساسيا في عملية التعلم.
أنواع الذاكرة لدى الأطفال
يمكن تعريف ذاكرة الرضيع خلال الأشهر الأولى من ولادته بأنها الطريقة التي يتعرف بها الأطفال على مواقف معينة مروا بها سابقًا. قبل بلوغ السادسة، تكون الذاكرة أشبه بسيرة ذاتية، أي أن الطفل في هذه المرحلة يتذكر الأحداث الماضية لكن ليس لديه القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات طواعية. وحين يبلغ الطفل السادسة، تصبح الذاكرة ناضجة ويكون دماغ الطفل قادرا على تخزين المعلومات طواعية. وهذا يعني أن هناك أنواعا مختلفة من الذاكرة التي تصنف حسب معايير معينة.
حسب نوع المعلومات
– الذاكرة الدلالية: مسؤولة عن تخزين المعلومات المتعلقة بالمعرفة والحقائق العامة للعالم.
– الذاكرة العرضية: تتمثّل وظيفتها في تخزين الأحداث واللحظات والأماكن والعواطف من أحداث الحياة الماضية.
– الذاكرة الإجرائية: تشير إلى القدرات أو المهارات التي تم اكتسابها والتي نقوم بتنشيطها دون وعي وتلقائيا من خلال الحركات أو الاستراتيجيات المعرفية مثل التزلج وركوب الدراجة والقيادة، من بين أنشطة أخرى.
– الذاكرة اللفظية: تجعل المعلومات تأتي إلينا عبر القناة السمعية حيث علينا أن نتذكر الكلمات وعنصرا لفظيا آخر بعد فترة قصيرة من الزمن.
– الذاكرة غير اللفظية أو المرئية: يكون الحافز الذي يجب أن نتذكره في شكل صورة بصرية.
حسب كيفية احتفاظنا بالمعلومات التي حصلنا عليها
– الذاكرة العاملة أو التشغيلية: تتعلق بالقدرة على الاحتفاظ بالمعلومات والتفاصيل التي ستكون ضرورية للنشاط الذي نقوم به.
– الذاكرة طويلة المدى: حين نقوم بتخزين المعلومات، سنحتاج إلى استرجاعها على مدى فترة زمنية طويلة.
أفكار لتنمية ذاكرة الأطفال
بعد تسليط الضوء على أنواع الذاكرة، فيما يلي بعض الأفكار لتطوير ذاكرة الطفل وتعزيز اهتمامه بما يتعلمه لأن الاهتمام يلعب دورا ضروريا في تقوية الذاكرة. خلال عملية التعلم، من المهم أن يكون الأطفال سعداء ويستمتعوا بذلك لتحقيق نتائج أفضل.
احكي له قصة ثم أطرح عليه أسئلة عنها
تعتبر قراءة القصص من بين الأدوات المفيدة في تنمية ذاكرة الأطفال. احكي لطفلك قصة ثم اطرح عليه أسئلة بسيطة حولها، لتعرف ما يتذكره من أحداث وتفاصيل.
استخدام التكنولوجيا بشكل متقطع وفي الوقت المناسب
تتوفر العديد من تطبيقات الألعاب لتعزيز الذاكرة المرئية والسمعية، لكن يبنغي الحرص على عدم إساءة استخدام الشاشات.
اصنع ألغازا أو أحجية صور مقطوعة لتنمية ذاكرة الأطفال
تعد محاولة صنع الألغاز والأحجيات بعد رؤية الصورة المراد تشكيلها نشاطا رائعا لتنشيط الذاكرة وتحفيز الانتباه. كما يساعد هذا النشاط على تحسين التنسيق بين اليدين والعينين والمهارات الحركية الدقيقة.
الموسيقى
يمكن استخدام الموسيقى لتخمين الأغاني المفضلة لدى طفلك أو الكلمات، خاصة مع الأطفال الأكبر سنا.
تركيب جمل متفاوتة التعقيد
اطلب من طفلك القيام بشيء ما من خلال جملة بسيطة، ثم أضف المزيد من التفاصيل بشكل تدريجي. فعلى سبيل المثال، اطلب منه “إخراج البيجامة”، ثم “إخراج البيجامة الموجودة في الدرج” ثم “إخراج البيجامة الزرقاء من الدرج السفلي من الخزانة”. من خلال إضافة الكلمات إلى الجملة تزيد من عدد التفاصيل التي يجب عليه تذكرها للعثور على ما تطلبه منه وبالتالي تعزيز ذاكرته.
ألعاب الذاكرة
هناك أنواع مختلفة من ألعاب الذاكرة التي تقوم بشكل أساسي على نشر بعض البطاقات المقلوبة على الطاولة وتحديد مكان المتشابهة من بينها. تكمن الصعوبة في أنه عليه تذكر مكان بعض هذه البطاقات ليتمكن من مطابقتها. يمكن أيضا ممارسة لعبة “سيمون يقول”، حيث عليه تذكر تسلسل الألوان لإعادة قولها بنفس الترتيب.
تحسين ذاكرة السيرة الذاتية
يمكننا أن نطرح على الطفل أسئلة حول الأحداث الماضية وعيد ميلاده وعطلات الصيف وكيف كان يومه، وما إلى ذلك. بالإضافة إلى تمرين الذاكرة، سيكون هذا الأمر مفيدا أيضًا لمعرفة ما يفكر به أطفالنا ويشعرون به.
ليس من الصعب تطوير ذاكرة الطفولة. إذا قمنا بذلك منذ سن مبكرة، ستكون قدرة الطفل على تذكر المعلومات أكثر تطورا في المستقبل. كما تمنحك جميع النصائح المذكورة آنفا فرصة لقضاء بعض الوقت مع أطفالك ولمعرفة ما يفكرون ويشعرون به. لا تتردد في ممارسة هذه الألعاب واتباع هذه الأفكار لتحسين ذاكرة أطفالك الصغار، لأنك بذلك ستجعلهم يستمتعون بوقتهم وستتمكن من تنشيط ذاكرتهم بشكل فعال.
المصدر: مادريس إي ماس