بينما كانت تشتعل الحرب في مختلف الأراضي السورية، مرّ يوم 1 من مايو/أيار 2013 بسلام على الساحل السوري الذي يرزح تحت سلطة نظام الأسد بمعظم مدنه وبلداته، وعلى الإطلاق، لم يكن ثمة ما يؤشر أو يدل على أن الأيام التالية ستشهد واحدة من أفظع المجازر الطائفية في تاريخ سوريا المعاصر بل والعالم أجمع.
كان الطقس ربيعيًا جميلًا، وكان فرصة للتنزه وتغيير الجو والفسحة في أيام العطلة الرسمية التي تمتد لأربعة أيام (1-4 من مايو/أيار)، وعلى الأغلب، لم يكن يشغل بال الناس في بانياس إلا هموم الحياة اليومية التي تشغل سواهم في أيّ مدينة هادئة، على أن ما تنفّس عنه صباح اليوم التالي، 2 من أيار/مايو، كان مأساة يعز على الذاكرة نسيانها، وعلى الروح التعافي منها.
لا يهدف هذا التقرير إلى سرد ما جرى أو إعادة حكاية تفاصيل المجزرة، ولا تقديم شهادات الناجين عمّا حدث، ولا إفجاع القراء بصور من مذبحة دامية تقشعر لها الأبدان وتهتز لها الأنفس السويّة وترتعد لها السماوات، فمن رغب بمعرفة تلك التفاصيل، فدونه تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش، وتقرير منظمة العفو الدولية، وتقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وغيرها من التقارير التي وثّقت بعضًا من أهوال ما عاشه أهالي بانياس وقراها الثائرة.
أما نحن، في هذا التقرير، فمهمتنا أن نضع بين يدي القارئ المهتم بعضًا من المعطيات التي تشرح له ما جرى، وكيف أن هذه المأساة تمثّل حالةً نادرةً ومحيّرةً من المجازر الطائفية على مر العصور، وتحاول أن تقدم تصورًا لما يمكن أن يكون الدافع الحقيقي لمرتكبي تلك المذابح.
ملامح الحالة العامة
من المفيد حتى نفهم ما جرى، أن نستعرض بعضًا من أهم الحقائق عن حالة المدينة وما جرى فيها منذ بداية الثورة.
أولًا: شاركت بانياس، وهي مدينة ساحلية، في الثورة السورية بفعالية مبهرة منذ اليوم الأول، حيث خرجت أول مظاهرة حاشدة يوم الجمعة 18 من مارس/آذار 2011 تنادي بالحرية، واستمرت بالتظاهر يومًا تلو الآخر واستطاعت – كما سنرى لاحقًا – أن تقدم نموذجًا ثوريًا ملهمًا للمدن السورية الأخرى المترددة في التظاهر والمطالبة بحقوقها.
ثانيًا: استمرت الفعاليات الثورية في بانياس لمدة 52 يومًا بالتمام، أي إلى 7 من مايو/أيار 2011 وهو اليوم الذي اجتاحت فيه جحافل قوات الأسد والمليشيات الموالية له مدينة بانياس وقراها بزخم عسكري مهول تمكنت على إثره من إخماد أصوات الحرية في المنطقة، وفصلت أحياء المدينة عن بعضها بعشرات الحواجز الأمنية، كذا بين القرى والبلدات، وصار يستحيل أن يمر يومك دون أن تمر على عدة حواجز عسكرية حتى لو أردت أن تذهب إلى بقال الحي.
اعتقلت قوات الأسد آلاف الشباب والرجال، فيما هُجّر من نجا من الاعتقال إلى مدن سورية أخرى وجد فيها مأوى بعيدًا عن سلطات الأسد، وهكذا أفرغت المدينة وقراها من شبابها الثائر.
ثالثًا: عرفت ثورة بانياس بأنها كانت سلمية منذ اللحظة الأولى إلى آخر لحظة، ولم تتشكل فيها أي تشكيلات مسلحة، ولم يدخلها لا الجيش الحر ولا أي من الفصائل التي عرفت لاحقًا، فكما ذكرنا آخر عهد المدينة بالثورة كان الـ7 من مايو/أيار 2011 وحتى ذلك التاريخ لم تكن قد تشكلت مجموعات مسلحة في أي مدينة سورية حتى، إلا بعض المناطق الحدودية وبالكاد.
رابعًا: وقعت مجازر بانياس في مايو/أيار 2013، أي في ذكرى عامين كاملين لاجتياح قوات الأسد لبانياس، وخلال هذين العامين لم تشهد المدينة إلا بضعة مظاهرات تنادت إليها نساء المدينة بعد الاجتياح، ولم ينشط حراك ثوري بصورة بارزة، ولم يحدث ما يستفز نظام الأسد بعد تلك الفترة.
على العكس من ذلك، كانت الأجهزة الأمنية تواصل فتح الملفات القديمة للمتظاهرين وتعتقل المزيد من أهالي المدينة فيما تختطف عصابات الشبيحة من أبناء المدينة نساء ورجالًا وتبيعهم لذويهم، والأفظع من ذلك هي الأنباء المتواترة كل أسبوع عن مقتل مزيد من الشباب تحت التعذيب في سجون الأسد، لا سيما الفترة الأخيرة قبل المجزرة.
خامسًا: تواصلت المجزرة بصورة منهجية على امتداد عدة أيام بدءًا من صبيحة يوم الخميس 2 من مايو/أيار وتركزت حينها في قرية البيضا بصورة أساسية، ثم يوم الجمعة في حي رأس النبع (أحد الأحياء الرئيسية بمدينة بانياس) بصورة مكثفة مع استكمال المذبحة في قرية البيضا، وبدء مذبحة أخرى في قرية البساتين المجاورة للبيضا، حيث جرى اختطاف جميع رجال القرية وعددهم 63 رجلًا كانوا موجودين يومها بقريتهم، واقتيادهم إلى مكان مجهول ولم يعرف مصيرهم إلى اليوم وسط أنباء عن قتلهم قرب أحد مزارات العلويين، ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 459 مدنيًا، بينهم 92 طفلًا و71 امرأة، فيما يقدر شهود وناجون أعداد الضحايا بأضعاف هذه الأرقام.
وفي اليوم الثالث، السبت، كان التركيز بصورة أكبر على حي رأس النبع وقرية البساتين، فيما بدأت عمليات الدفن ومحاولات محو آثار المذبحة في ذلك اليوم، ومن المهم الإشارة إلى أن المذبحة استمرت بصورة أخف في المناطق الثلاثة للأيام التالية، كما شهدت بلدات أخرى مثل القرير وسهم البحر والمرقب عمليات إعدام ميداني عن قرب لمدنيين عزل، لكنها كانت أقل كثافةً، وكذلك في أحياء أخرى من المدينة مثل حيي بطرايا ورأس الريفة وغيرها، المجاورين لحي رأس النبع.
لكن ما الذي أيقظ شهوة الدم وسفك الدماء ورغبة القتل المتوحشة تلك في عروق الشبيحة تجاه المدينة المسالمة الساكنة؟
الذريعة: كمين
بعد اجتياح بانياس في 7 من مايو/أيار 2011، اعتقلت قوات النظام مئات الشباب من أبناء بانياس وقراها الثائرة، فيما أجبر البقية إما على الالتحاق بالجيش وإما وجدوا أنفسهم مهجرين خارج مدينتهم، إلا أن بضعة شباب من المطلوبين للنظام لأسباب تتعلق بنشاطهم في المظاهرات أو لانشقاقهم عن الجيش تواروا عن الأنظار، كما رفضوا الخروج من المدينة، وكوّنوا مجموعة هدفها إقناع العسكريين المنتشرين على حواجز النظام بالانشقاق عن الجيش وعدم التورط بسفك الدماء.
ورغم ما كان يكتنف هذه المهمة من خطورة بالغة، بالأخص لأشخاص مطلوبين أصلًا، فإنهم نجحوا بالفعل في إقناع عشرات العسكريين بالأخص من الذين كانت مناطقهم قد شهدت أعمالًا عسكريةً وحشيةً من النظام أو كانت بلداتهم قد تحررت من قبضة النظام، وساعدوهم في الوصول إلى قراهم، إلا أنهم أخذوا أسلحتهم الفردية لأنه لن يكون ممكنًا المرور بهم (المنشقين) بأسلحتهم من حواجز النظام، ومن هنا تكونت لدى هذه المجموعة بعض الأسلحة.
إلا أنه من المفيد هنا القول إن هذه المجموعة لم تعمد إلى استفزاز قوات النظام بأنشطة عسكرية، لوجود قناعة أن المعركة معه خاسرة في الساحل، وأن تبقى مدينة بانياس مساحة تنفس يلجأ إليها النازحون من المدن والقرى الساخنة.
لكن هذا المجموعة وجدت نفسها في موقف لا تحسد عليه بعد اعتقال أحد أفرادها قبل المجزرة بنحو شهر، الذي يبدو أنه أجبر تحت التعذيب (استشهد لاحقًا في المعتقل) على الإقرار بالمكان الذي يتوارى فيه بعض أفراد هذه المجموعة، وفجر يوم الـ2 من مايو/أيار 2013، فاجأت دورية أمنية المكان ليجد بعض أعضاء المجموعة أنفسهم محاصرين وجرت اشتباكات، طلب الفريقان على إثرها مؤازرات وجدت نفسها – تلك المؤازرات – تلتقي على الطريق وتشتبك مع بعضها، وفي نهاية المطاف، انتهت الاشتباكات بقتلى وجرحى من الطرفين وتوارى كل من الطرفين.. بعد سويعات، بدأت المذبحة!
قال نظام الأسد، إن عملياته العسكرية كانت للرد على “كمين المجموعات الإرهابية الذي استهدف دورية الأمن” في إشارة إلى الدورة القادمة للمؤازرة، وفي الواقع، كل شيء يدل على أن الحملة كانت مدبرة ومعدة مسبقًا، لتجري في أيام العطلة تلك، حتى لو لم تذهب تلك الدورية ولم يشتبك معها المنشقون.
الدافع: انتصار.. أي انتصار
تمعن هذه الخريطة.
إنها خريطة النفوذ في مايو/أيار 2013، كما ترى فإن المناطق التي يفرض نظام الأسد عليها سيطرته (مظللة باللون الأحمر) انكمشت وباتت أقل من ربع مساحة سوريا، وهذا يفسر حاجة نظام الأسد لأي انتصار يقوي به معنويات عناصره في زحمة الخسائر المدوية تلك.
كما أن النظام في تلك الفترة، كان يشهد أدنى شعبية في صفوف حواضنه، وحالة نفور بالغة من الانضمام إلى قواته من شباب الطائفة العلوية الذين كانوا يشهدون تقهقر قوات النظام وموت الآلاف منهم في معارك ضد الشعب المنتفض في كل الجغرافية السورية.
لأجل ذلك، كان نظام الأسد في حاجة للنفخ في شهوة الدم والكراهية في أبناء تلك الحواضن واستنفارهم عبر اصطناع حالة خطر في منطقة يمكنه إعلان الانتصار فيها بلا مواجهات، وهل هناك منطقة أفضل من بانياس والبيضا لتلك المهمة؟
الجريرة: ثورة حافلة بالأناقة
لو سألنا أي شخص تابع بدايات الثورة السورية بتمعن، ما انطباعك عن مظاهرات بانياس؟ فلا يمكنه إلا أن يتذكر هذه الصور الخمسة:
– مظاهرات الورود وهي عادة شائعة التزم بها متظاهرو بانياس كإشارة لسلمية حراكهم ومحاولة لطمئنة جيرانهم من حواضن النظام.
الآن تخيّل أن هذه الورود يحملها المتظاهرون في “جمعة الغضب”!
– مظاهرات الرغيف: ظهر المتظاهرون رافعين أرغفة الخبز في الفترة التي حاصر بها النظام المدينة في كل الجهات.
– مظاهرة الأكفان: في إشارة سلمية أخرى ودليل على الإصرار في مطالباتهم بالحرية مهما كلف الأمر، وأنهم لا يخشون الموت.
– الاعتصامات النسائية: وهي مظاهرات كانت تلتئم عندما يعمد النظام إلى اعتقال رجالهم، ولعل أبرزها اعتصام نساء البيضا وبانياس على الأوتوستراد الدولي للمطالبة بالافراج عن رجال قرية البيضا الذين اعتقلوا يوم 11 من أبريل/نيسان 2011.
– “انتبه! أنت في بانياس لا إسرائيل”.. كانت هذه العبارة البارعة وذات الدلالة السياسية الحذقة مكتوبة على سيارة لأجهزة الأمن اجتاحت المتظاهرات وأطلقت النيران عليهم، فأحرقها المتظاهرون، وكتبوا عليها تلك العبارة مصحوبة بعبارة “يسقط النظام”.
في الواقع، مثلت ثورة بانياس وقراها بصورها الأيقونية تلك وهتافاتها التي تضمنت خطابًا وطنيًا جامعًا، حالة مؤلمة للنظام وحواضنه الذين احتقنوا ضد المدينة أي احتقان، لدرجة أن المناطق العلوية قررت مقاطعة أهالي المدينة اقتصاديًا في تلك الفترة (الأشهر الأولى من الثورة 2011)، رغم كل التطمينات واللغة الجامعة التي دأب المتظاهرون على تكرارها في كل مظاهرة تجاه تلك الحواضن.
المدينة التي يحاصرها البحر من أمامها والقرى التي تساند النظام من خلفها، أرسلت بشجاعتها وبسالتها في مظاهراتها التي ضمت حشودًا ضخمة وزخمًا ثوريًا عاليًا، رسائل قوية لبقية المدن التي لم تشهد مظاهرات حتى ذلك الوقت وشجعت الكثير من المدن على الانخراط بالفعل الثوري، وكان هذا سبب آخر لحقد الأسد وحواضنه على المدينة.
كما أن بانياس شهدت جملة من الفعاليات الثورية التي جعلتها محط أحقاد النظام وحاشيته، مثل أنها أول من بث مظاهراتها على الفضائيات، حين بثت صورًا حية لمظاهرات الجمعة العظيمة على قناة الجزيرة، كما شهدت أول عملية مفاوضات ناجحة جرى خلالها إطلاق سراح 600 رجل من أهالي قرية البيضا مقابل فك النساء اعتصامهن على الأوتسراد الدولي، وهي إلى ذلك أول منطقة في سوريا تخرج عن سلطة النظام بالكامل، هذا بالإضافة للصبغة المدنية والحضارية لمظاهراتها وخطابها وسلوك نشطائها.
كل ذلك أجج الكراهية والضغينة لدى النظام على المدينة، ويبدو أن مرور عامين على تلك الثورة الصغيرة عمرًا الكبيرة أثرًا، لم ينسه ألمه، وقرر أن ينتقم منها بمذبحة مروعة كهذه ليشفي صدور حواضنه التي تتغذى على الدم ويعلن انتصاره الساحق على أطفال ونساء ورجال عزل.
إذن: ما الذي يجعل هذه المذابح غير مسبوقة؟
– بانياس مدينة غير حربية، لا وجود للعسكريين المعارضين فيها ولا للجيش الحر، ولا لأي حراك ذي طابع عسكري، من قريب أو بعيد.
– بانياس وقراها منذ مايو/أيار 2011 هي مدينة مدججة بالثكنات العسكرية والأفرع الأمنية التابعة للنظام وبنقاط التفتيش والحواجز التي تحاصر المدينة وأحيائها وقراها من كل جانب.
– بانياس مدينة شبه فارغة من شبابها الذي فروا إلى مدن أو دول أخرى إما لأنهم مطلوبون للنظام على إثر مشاركاتهم بالمظاهرات، أو خوفًا من الخدمة العسكرية، أو لأنهم معتقلون أصلًا، وباستثناء المجموعة الصغيرة للمنشقين (أقل من 20 شخصًا) الذين يتوارون عن الأنظار ولا ينشطون ثوريًا، لا عسكريًا ولا مدنيًا باستثناء محاولات إقناع العسكريين بالانشقاق، فإنه لا وجود لنشطاء في المدينة والحراك الثوري خامد تمامًا.
– لم يكن هناك ما يؤشر لاقتراب مذبحة، لم يكن هناك مبرر مباشر أو غير مباشر، كانت بانياس مدينة هادئة بنسبة 100% طوال عامين كاملين سبقا المجزرة، باستثناء أن النظام عمد إلى إرسال رسائل للأهالي بطرق فردية غير مباشرة، بأن أيامًا سوداء ستأتي على السنة في بانياس وقراها قريبًا، وهي الرسائل التي وصلت للأهالي عن طريق موظفين علويين وأناس مدنيين ولم تُأخذ لحظتها على محمل الجد.
– 100% من الضحايا مدنيون عزل تمامًا: قتلت عوائل بأكملها بعد أن جمعت عائلة في منزلها من الجد إلى أحفاده الرضع، وأعدموا ميدانيًا من المسافة صفر، بلا رحمة، جرى ذبح عشرات الأطفال بينهم رضع، وأحرق العشرات من الرجال والنساء والأطفال حتى ذابت أجسادهم، ولم يستثن من ذلك حتى النازحين إلى المدينة من المدن الأخرى ولا حتى القرباط الذي لا يتدخلون في الحياة العامة.
– استخدم في عمليات الإعدام السلاح الأبيض، من سكاكين وبلطات وحتى حجارة وقناني زجاج مكسرة، بالإضافة للسلاح الناري الخفيف، كما استخدمت بوارج حربية في القصف التمهيدية على البيضا وحي رأس النبع.
بانتظار العدالة
حتى كتابة هذه الأسطر، أي بعد مرور 8 أعوام بالتمام على المذبحة، لم تجر أي إجراءات لتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا سواء من طرف الأهالي أم من طرف النظام الذي يحاول أن يدفع الإدانة التي تتلبسه حتى أخمص قدميه، بزعم أن “إرهابيين” من أبناء تلك القرى هم الذين نفذوا المجزرة بحق عوائلهم.
لكن تقرير لجنة التحقيق المستقلة بشأن سوريا، المنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، (صدر في يونيو/حزيران 2013) أشار إلى مسؤولية مليشيات تابعة لحكومة نظام الأسد عن المذابح في البيضا وبانياس.
الجهات التي شاركت بعمليات الإبادة هي:
جيش نظام الأسد وأجهزة الأمن في محافظة طرطوس ومليشيات الدفاع الوطني (تشكيل مسلح يضم آلاف الشبيحة) ومليشيات شيعية، وما يعرف بـ”المقاومة السورية في لواء إسكندرون” الذي يتزعمه المجرم التركي علي كيالي، أوفراد مدنيون من أبناء الطائفة العلوية من سكان القرى المحيطة بمدينة بانياس.
تخيّل، أنك اليوم في 4 من مايو/أيار 2021، وأنت تجلس في بيتك آمنًا أو في مكان عملك، يجتاحك أهالي الأحياء المجاورة لك، ويقررون أنهم يجب أن يذبحوك أنت وأبناءك، هكذا ببساطة، ثم يفعلونها بالفعل، ويمضون.
هذا بالظبط ما حدث في بدايات شهر مايو/أيار 2013 في مدينة بانياس وقريتي البيضا والبساتين التابعتين لها، تذكر ذلك ولا تقل بعدها لماذا خرج السوريون في ثورة ضد الأسد، بل قل: كيف أمكن للسوريين العيش حتى 2011 مع هذه الوحوش؟!