بعض من سائقي خدمة “Uber” الشهيرة يبدو وكأنهم مستاؤون، إذ نظمو العديد من التظاهرات خلال هذا العام في مدن مثل نيويورك، سانتا مونيكا، وسان فرانسيسكو.
إلا أن الخطوة القادمة للسائقين يبدو وكأنها مظاهرة واحدة متعددة المواقع في الوقت ذاته، إذ يخطط السائقون لتظاهرة واحدة مساء اليوم بتوقيت الثالثة ظهرًا حتى السادسة عصرًا في كل من مدن شيكاغو، سيتل، سان فرانسيسكو، لوس أنجلوس، ولندن.
هذه المظاهرات منظمة من العديد من المجموعات المشكلة بشكل مسبق من قبل سائقي التطبيق، يقول “جوزيف وولف” وهو رئيس إحدى تلك المجموعات لـ “بيزنس إنسايدر”: نحن نأمل في تنظيم مظاهرة جماعية، ربما في جميع أنحاء العالم لنوصل رسالتنا بأن هذه السياسات (الجديدة) لن تؤثر على سائقي لوس أنجلوس فقط، وإنما في أي مكان تعمل فيه أوبر”.
المجموعات المشكلة من قبل سائقي التطبيق لن تشارك جميعها في التظاهرات، البعض الآخر قرر الاحتجاج عن طريق إغلاق هاتفه فقط؛ الأمر الذي يجعله خارج الخدمة من التطبيق ولا يستطيع مستخدمو التطبيق طلبه لإيصالهم.
غضب السائقين هذا جاء نتيجة بعض المشاكل العالقة مع شركة التطبيق، منها تخفيض الأسعار، سياسة الإكرامية، نظام الخمس نجوم، وسلامة السائق.
يقول جوزيف وولف في ذلك: “إنها ليست مجموعة صغيرة من السائقين غير المهنيين أو الغاضبين، كما من الممكن أن تقول الشركة، وإنما هو شعور عام بالاستياء والقلق من السياسات والبرامج التي صدرت عن الشركة دون الرجوع إلى السائقين”.
في يوليو الماضي قررت الشركة تخفيض أسعارها بشكل يجعلها الخدمة الأرخص على الإطلاق في التنقل، حتى أرخص من التاكسي العادي، وفي سبتمبر قررت الشركة الإبقاء على سياسة التخفيض تلك حتى إشعار آخر.
الشركة بررت ذلك بأنه يجعلها منافسًا قويًا لأي من الخدمات الأخرى، إلا أن السائقين لم يكونوا سعيدين بهذا القرار، حيث إنهم كانوا يخسرون، في الوقت الذي اقترحت فيه الشركة عليهم التقاط مزيد من الركاب لتعويض النقص، الأمر الذي لم يكن ممكنًا بطبيعة الحال.
أوريس فورتونا، سائق Uber يقول: “منذ تطبيق التخفيض بنسبة 20٪ أنا أخسر 200 دولار بشكل أسبوعي، ولتعويض ذلك عليّ العمل 20٪ بشكل أكثر؛ وهذا يعني المزيد من المساحات المقطوعة وصرف الغاز”.
الأمر الآخر الذي أزعج السائقين هو نظام الإكرامية، حيث إن Uber تخبر مستخدميها حسب الموقع بأنه ليس هنالك داع لأي إكرامية تُدفع للسائقين، كما أنها تمنع السائقين من أخذ أي إكرامية – حتى لو أصرّ الزبون على ذلك -.
إلا أن تصريحًا حديثًا لقاضي فيدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية يقول إنه يمكن لسائقي “Uber” رفع دعوى على الشركة بخداع المستخدمين، حيث تقول الشركة إنه ليس على الزبون إكرام السائق لأن ذلك محسوب ضمن أجرة الخدمة بنسبة 20٪، إلا أن ذلك غير صحيح، على حد قول القاضي والسائقين.
السائقون عبروا عن أن هذه المشاكل وغيرها هي ضريبة حرب بين تطبيق Uber وخدمة أخرى تدعى Lyft، يقول أحدهم: “الوضع سوف يزداد سوءًا بسبب الحرب بين Uber وLyft”، الأمر الذي بدى وكأن الشركة تبحث عن الربح ورفع أسهم الشركة في أوساط متابعيها دون الأخذ بعين الحسبان مفهوم العدالة الإجتماعية والفائدة المشتركة ما بين الشركة والسائق.
وتعد خدمة Uber المتمركزة في سان فرانسيسكو من الولايات المتحدة الأمريكية، من أفضل الخدمات في العالم في ربط الزبائن بالسائقين لإيصالهم إلى وجهاتهم، حيث أنك تستطيع طلب السائق عبر تطبيق على هاتفك المحمول وتتبع وصوله وحساب مدة الوصول والتكلفة والتواصل مع السائق عبر هاتفه، وغيرها، وهي الخدمة التي انطلقت من فكرتها العديد من الأفكار الشبيهة في الدول العربية للربط بين السائقين والركاب بواسطة الهواتف المحمولة.
المصدر: بيزنس انسايدر