اُنتقد الرئيس التركي الحالي ورئيس الوزراء السابق “رجب طيب أردوغان” بسبب حدته تجاه المعارضة وتعمده توجيه خطابات قاسية وساخرة من الأحزاب المعارضة في تركيا، وتعمده ذكر كل مساوئ هذه الأحزاب وخاصة تلك التي احتكرت الحكم لعقود طويلة منذ تأسيس الجمهورية التركية في سنة 1923 ووصول حزب العدالة والتنمية للحكم في سنة 2002.
ورغم أن متابعي الشأن التركي كانوا يربطون هذه الحدة بشخصية “أردوغانية” ويتوقعون غيابها عن المشهد التركي بعد انتقاله لقصر الرئاسة وتعيين رئيس الوزراء الجديد الموصوف دائمًا بالحكمة والرجاحة والدبلوماسية؛ جاء داوود بخطاب يفوق خطابات أردوغان حدة وموجه بشكل مدروس ضد حزب المعارضة الرئيسي “حزب الشعب الجمهوري” وكذلك ضد أصغر أحزاب المعارضة تمثيلاً في البرلمان “حزب الشعوب الديمقراطية” الكردي.
وفي سياسته المهاجمة لهاذين الحزبين المعارضين، يتعمد داوود أوغلو تحييد حزب الحركة القومية، ثاني أكبر حزب معارض في البلاد، حتى أنه توجه بالشكر علنًا لـ “دولة باهتشيلي” زعيم الحزب بعد موقفه المؤيد لطلب الحكومة لتفويض من البرلمان يتيح لها الدخول في عمل عسكري في سوريا والعراق.
حزب البعث التركي:
يعمد داوود أوغلو باستمرار إلى تشبيه حزب الشعب الجمهوري التركي بحزب البعث السوري، مشيرًا إلى أن مواقف الحزب وزعيمه “كيلتشار أوغلو” تصب دائمًا في مصلحة بشار الأسد، بما في ذلك موقف الحزب الرافض لطلب الحكومة لتفويض من البرلمان يتيح لها الدخول في عمل عسكري في سوريا والعراق، والذي فسره داوود أوغلو بخوف الحزب من ألا يقتصر هذا التدخل على محاربة داعش ومن أن يطال نظام بشار الأسد.
كما انتقد موقف كيلتشار أوغلو من أحداث كوباني، وقال إنها مطابقة لمواقف النظام سوري وحليفه حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي المقاتل في كوباني، وقال: “حزب الاتحاد الديمقراطي ينشر ادعاءت تنقلها الصحافة الألمانية والغربية ثم تنقلها الصحافة التركية فتخرج مظاهرات غاضبة في تركيا فيخرج حزب الشعب الجمهوري لدعمها، خذوا الحزب واضربوه على حزب الاتحاد الديمقراطي الإرهابي واضربوهما على الإعلام الغربي وستجدون نفس الذهنية”.
الحديث إلى الجهلة صعب:
يحاول كيلتشار أوغلو بدوره أن يرد على تصريحات داوود أوغلو، ولكن تصريحات داوود أوغلو تأتي دائمًا أعلى وأكثر حدة، ففي أحد التصريحات قال كيلتشار أوغلو إن حزب العدالة والتنمية يخلط بين الدولة والحزب بسبب تولي داوود أوغلو لمنصب رئيس الحزب ورئيس الحكومة في نفس الوقت، فكان جواب داوود أوغلو: “قبلنا أنك لا تعرف تاريخ تركيا ولا تاريخ البشرية، اعرف تاريخ حزبك على الأقل!! في سنة 1936 تولى الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري منصب وزير الداخلية، اقرأ كيف تم تعيين الولاة في تلك الحقبة”.
ومضى داوود أوغلو ساخرًا من كيلتشار أوغلو قائلاً: “الحديث مع الجهلة صعب يا أصدقاء، يجب أن تعلمه أولاً، يجب أن تأخذه وتعطيه بعض الدروس أولاً”.
حفيدي مطلع أكثر منك:
في تعليق على لقاء تلفزي سأل فيه داوود أوغلو عن مكان مدينة عين العرب (كوباني) قال داوود أوغلو: “سألوه عن مكان كوباني، فقال لهم مدينة سورية على حدود تركيا، حقيقة خفت أن يقول لهم إنها جزيرة في المحيط الهادئ أو في مكان ما في ألاسكا”، مضيفًا: “لو سألت حفيدي لأعطى معلومات أدق من هذه، فهو متابع أكثر من كيلتشار أوغلو ويسألني كل يوم عما يحدث في هذه المناطق ويسألني عن أسباب مقتل الأطفال، أما المعلومات التي يحملها كيلتشار أوغلو فهي تلك التي تعلمها في المدرسة لا غير”.
عنادًا فيك:
ردًا على تصريحات لكيلتشار أوغلو قال فيها: “لأنني أقف ضد ما يحدث من إراقة للدماء في الشرق الأوسط اتهمت بأني أخون الوطن .. أنا أحب وطني .. الخائن هو من أدخل 1.5 مليون سوري لتركيا”، قال داوود أوغلو: “خرج مؤخرًا من يقول إن استقبالنا لـ 1.5 مليون لاجئ سوري خيانة للوطن، وكما قلنا لمن سبقوه بمطالبتنا بالسكوت عما يحدث في غزة بأننا سنتحدث عن غزة، نقول له اليوم: عنادًا فيك سنفتح أبوابنا لهؤلاء اللاجئين مهما كانت ديانتهم ومذاهبهم، من لا يرحم الناس لا يرحمه الله”.
لا حاجة لدينا لعقلك:
هاجم رئيس الوزراء التركي، رئيس حزب الشعب الجمهوري بسبب تصريحاته التي أطلقها مؤخرًا وقال فيها إن الحكومة التركية تدعم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”؛ قائلا: “إذا كان كيلتشار أوغلو يمتلك أي وثيقة وكان رجل دولة يتحلى بالمسئولية فليخرج ويقول هذا الموظف في الجمهورية التركية قدم هذا النوع من الدعم لداعش، وإذا لم تكن لديه القدرة ليثبت ذلك فليصمت”.
ثم عاد وهاجمه بسبب إعلان كيلتشار أوغلو أن حزبه مستعد للتصويت لصالح تفويض جديد يكون محدودًا ويسمح للحكومة بالتدخل في مدينة عين العرب (كوباني) فقط، قائلاً: “كل ما يريده هؤلاء هو حماية بشار الأسد، حقيقة لا يمكن أن نفهم كيلتشار أوغلو، يرفض تفويضًا للتدخل في سوريا ثم يطلب تفويضًا خاصًا بعين العرب، وماذا نفعل لو هاجمت داعش حلب أو الحسكة؟ هل نطلب تفويضات مستقلة لكل مدينة؟”، مضيف ا: “كل ما نريده منه هو أن يصمت!! لا حاجة لدينا لعقله”.