ترجمة وتحرير نون بوست
باعتبارها حاضنة لمجموعات عرقية متنوعة وإرث ثقافي غنيّ، أصبح الحفاظ على التاريخ الفلسطيني يعد من أشكال المقاومة ضد محاولات الاحتلال طمس الهوية الفلسطينية.
يعد التطريز من السمات المميزة للثقافة والهوية الفلسطينية، وهو فن شعبي يمارس على أرض فلسطين منذ قرون. تبدأ النساء الفلسطينيات بتعلّم التطريز في سن مبكرة للغاية ويبتكرن أنماطًا وألوانًا وتصاميم متنوعة على أثوابهن وعلى أغطية الرأس. تتخصص كل منطقة فلسطينية بنمط مميز في التطريز والنسيج وغطاء الرأس، وهكذا أصبحت كل امرأة فلسطينية صورة تجسد الأرض التي ولدت فيها. تظهر هذه الصورة تصاميم التطريز التقليدي الذي يميز مدينة البيرة/ رام الله على لباس العروس.
تعرف حفلات الزفاف الفلسطينية تاريخيًا بأنها باهظة من حيث التكلفة، لا سيما في ريف فلسطين حيث يتمسك الناس هناك بعدد من التقاليد المكلفة. تُظهر الصورة زفة عروس فلسطينية، وتتضمن عادات تلك القرية أن تركب العروس حصانًا وتحمل بيدها سيفًا، ويرافقها في الزفة جميع أفراد عائلتها. تسير العائلة بجانب العروس وتطلق النساء الزغاريد حتى الوصول إلى منزل العريس، ومن ثم تبدأ الاحتفالات.
في أوائل القرن العشرين، كان ثوب بيت لحم الملك المعروف باسم “ملك الفساتين” أكثر ملابس الزفاف رواجًا في جميع أنحاء فلسطين. ازدهرت صناعة النسيج في بيت لحم بفضل رواج ذلك الثوب، وقام سكان القرى الأخرى بتعديله ليناسب عاداتهم وتقاليدهم. وتُظهر الصور أعلاه امرأة من بيت لحم ترتدي ملابس مزينة بغطاء رأس مألوف في بلدتها، وهو عبارة عن قبعة تشبه الطربوش عليها قطع نقدية من مهر العروس، وشال أبيض يغطي رأسها.
تُعتبر أرض فلسطين الموطن الأصلي لشجرة الزيتون، وقد مثّل الزيتون لعدة قرون محور الثقافة والتقاليد الفلسطينية. وتظهر هذه الصورة التي التُقطت في وقت ما بين 1890 و1914 نساءً فلسطينيات يستخدمن قطعة من عمود قديم لعصر زيت الزيتون.
يبدأ موسم جني الزيتون عادة في تشرين الأول/ أكتوبر أو تشرين الثاني/ نوفمبر. بمجرد جمع الزيتون، يقع استخدامه بطرق مختلفة من قبل المزارعين الفلسطينيين. شجرة الزيتون، مثل برتقال يافا، رمز للهوية الوطنية الفلسطينية ورمز للعلاقة بين الفلسطينيين وأرضهم.
كان لدى المجتمعات الريفية الفلسطينية العديد من الممارسات العرفية مع الأطفال حديثي الولادة. ومن أهمها تدليك بشرة الطفل بزيت الزيتون لمدة 40 يوما بعد ولادته لتنعيم وتقوية بشرته. وغالبا ما تقوم الأمهات بوضع الكحل العربي تحت أعين أطفالهن. كان الهدف من هذه الممارسة حماية العينين من البكتيريا وتقوية البصر. وغالبا ما تقوم الأمهات بتغطية أطفالهن حديثي الولادة بإحكام بأقمشة تشبه الحبال يتم نسجها على بطانية القماط، مما يعكس ممارسات العديد من الثقافات الأخرى. لا تزال العديد من ممارسات الأجداد معتمدة إلى اليوم.
يُستخدم زيت الزيتون أيضا في إنتاج الصابون. إن الصابون في مدينة نابلس مصنوع من زيت الزيتون الفلسطيني والماء ومركب الصوديوم. وعلى الرغم من أن سكان نابلس أنتجوا الصابون للتصدير الدولي، إلا أن صابون زيت الزيتون طورته الفلّاحات الفلسطينيات للاستخدام المنزلي. وقد اكتسب زخما من خلال التجارة وأصبح منتجا متميزا لمدينة نابلس الصناعية منذ القرن الرابع عشر إلى ما بعد ذلك. وفي أوائل القرن العشرين، كان هناك حوالي 30 مصنعًا في جميع أنحاء نابلس لإنتاج الصابون. ومن أقدم مصانع الصابون الباقية اليوم مصنع طوقان للصابون، الذي يبيع صابون المفتاحين النابلسي الشهير.
كانت الفلّاحات العمود الفقري للمجتمع الفلسطيني، وساهمن على نطاق واسع في زراعة الأراضي وبناء الاقتصاد الفلسطيني وعملن كركائز في تطوير الثقافة والهوية الوطنية الفلسطينية. كما يتضح من هذه الصورة التي التقطت ما بين 1889 و1914، كانت المرأة الريفية في فلسطين تسافر في كثير من الأحيان مسافات طويلة لبيع سلعها الزراعية والحرف اليدوية في الأسواق في جميع أنحاء فلسطين. شاركت النساء الفلسطينيات أيضًا بشكل كبير في الاحتجاجات ضد الاستعمار البريطاني ولعبن أدوارا نشطة في السياسة بعد ثورة البراق سنة 1929 وأثناء الثورة العربية سنة 1933.
نسج السلال هو تراث شعائري في فلسطين، ولا تزال العديد من المجتمعات الزراعية في الضفة الغربية المحتلة تمارسه اليوم. تجمع النساء المواد من محيطهن، مثل أعواد القمح والأغصان من أشجار الزيتون واللوز والبطم التربنتيني لصنع السلال والصواني والحاويات. بمجرد نسجها، توضع تحت أشعة الشمس الحارقة حتى تجف.
يافا مدينة ساحلية قديمة لطالما كانت بوابة البحر الأبيض المتوسط. قبل النكبة، كانت يافا أكبر مدينة في فلسطين وكانت مركز الثقافة والنشاط التجاري الفلسطيني. يُشار إلى يافا من قبل الفلسطينيين باسم “عروس البحر” نظرا لجمالها المتميز كمدينة ساحلية تطل على البحر الأبيض المتوسط.
سُمي برتقال يافا، الذي زرعه مزارعون فلسطينيون في يافا خلال القرن العشرين على اسم المدينة الساحلية، ويُعرف أيضا باسم البرتقال الشموطي، وهو رمز محدد للهوية الوطنية الفلسطينية. لونه البرتقالي الغامق المميز وطعمه الحلو جعله مناسبا للتصدير وذا قيمة عالية في جميع أنحاء العالم. كان برتقال يافا في يوم من الأيام سلعة تصدير رئيسية للاقتصاد الفلسطيني.
يقع الاحتفال بالمناسبات الدينية بحرية في فلسطين منذ قرون. في الصورة، يمكن رؤية موكب عيد الميلاد في بيت لحم بالقرب من كنيسة المهد سنة 1920. تعتبر هذه الكنيسة من مواقع التراث العالمي وأول ما تم إدراجه تحت اسم “فلسطين” من قبل اليونسكو.
موسم النبي موسى هو احتفال ديني آخر. لقد كان واحدا من أكبر الاحتفالات الإسلامية في المنطقة، تخليدا لذكرى سيطرة صلاح الدين الأيوبي على القدس. كان الاحتفال، الذي يحضره سنويا المسلمون في جميع أنحاء العالم، يعتبر من أهم الأحداث الدينية في فلسطين، حيث يسافر الحجاج من القدس إلى ما كان يعتقد أنه قبر موسى على بعد بضعة كيلومترات جنوب أريحا. ويستمر الموسم لمدة أسبوع تبدأ خلاله سلسلة من الاحتفالات تشمل الغناء والرقص والألعاب.
المصدر: ميدل إيست آي