صديقة فلسطين رئيسة للبرازيل مرة أخرى

359171584

نجحت الرئيسة البرازيلية “ديلما روسيف” في تخطي اختبار الولاية الثانية لرئاسة البلاد، بعد حصولها على نسبة 51.5% من إجمالي أصوات الناخبين المشاركين في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي أُجريت أمس.

الأخبار الواردة من هناك قالت بأن جزءًا كبيرًا من الناخبين البرازيليين وعددهم 143 مليونًا، قد توجهوا أمس للمشاركة في جولة الإعادة في تلك الانتخابات التي كان يتنافس فيها كل من “روسيف” مرشحة حزب العمال، و”آيسيو نيفيس” مرشح يمين الوسط.

إلا أن النتائج النهائية أظهرت فوز “روسيف” بنسبة 51.5%، مقابل 48.5% حصل عليها منافسها “نيفيس”، ليُبقي فوز “روسيف” على بقاء الحزب الحاكم في السلطة التي وصل إليها قبل 12 عامًا، وذلك حتى العام 2018.  

وخاضت روسيف – التي تبلغ من العمر 66 عامًا – ومرشحة حزب العمال اليساري جولة الإعادة أمس، مع السياسي المعارض “آيسيو نيفيس” مرشح الحزب الديمقراطي الاجتماعي – يمين وسط -، بعدما لم يحصل أي منهما على نسبة 50%+1 في الجولة الأولى للانتخابات التي أُجريت في الخامس من الشهر الجاري، حيث حصلت روسيف على 41.55% من أصوات الناخبين، بينما حاز منافسها نيفيس على 33.59% من الأصوات.

واعتبرت هذه النتائج، استفتاء على 12 عامًا من حكم حزب العمال اليساري للبلاد، والذي شهدت فيه الدولة العملاقة من أمريكا اللاتينية تغييرات اقتصادية واجتماعية كبيرة، في الوقت الذي ما زالت فيه البلاد تعاني من عدم استقرار اقتصادي وقضايا فساد، إلا أن البرازليين اختاروا مواصلة المكاسب الاجتماعية التي حدثت في عهد حزب العمال بانتشال 40 مليون شخص من الفقر ونقلهم إلى الطبقة الوسطى.

وفور الإعلان عن فوزها قالت روسيف “كلماتي الأولى هي دعوة إلى السلام والوحدة”، مضيفة  “هذه الرئيسة مستعدة للحوار وسيكون ذلك التزامي الأول في هذه الولاية الثانية”، مؤكدة التزامها تعزيز “الإصلاح السياسي” و”محاربة الفساد”.

روسيف كانت قد اُنتخبت لأول مرة عام 2010 في أوج العصر الذهبي لراعيها الرئيس السابق “إيناسيو لولا دا سيلفا” الذي حكم البلاد في الفترة (2003-2010)، ورثت في البلاد نموًا اقتصاديًا تبلغ نسبته 7.5٪.

ووسعت أول سيدة تتولى منصب الرئاسة في أكبر بلد في أمريكا اللاتينية وسابع اقتصاد في العالم، البرامج الاجتماعية التي يستفيد منها ربع سكان البرازيل البالغ عددهم 202 مليون نسمة؛ مما سمح لها بالحصول على تأييد الطبقات الشعبية والمناطق الفقيرة، إلا أنها واجهت العديد من العقبات من تباطؤ الاقتصاد وقضايا فساد.

الجالية العربية والإسلامية في البرازيل اعتبرت فوز “ديلما روسيف” بمدة رئاسية ثانية، انتصارًا لسياستها الداعمة للقضية الفلسطينية.

وقال رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل “خالد رزق تقي الدين” إن فوز “ديلما روسيف” يعد انتصارًا لمواقفها العادلة تجاه قضايا الشعب الفلسطيني، مضيفًا أن “فوز روسيف سيؤهلها إلى أن تلعب دورًا أكبر في حل القضية الفلسطينية”.

وكانت الجالية العربية والإسلامية قد أعلنت دعمها لروسيف خلال الانتخابات التي تم إعلان نتائجها النهائية غير الرسمية فجر اليوم الثنين.

وكانت البرازيل قد أعلنت أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة في يوليو الماضي، سحب سفيرها من إسرائيل، تعبيرًا منها على الاحتجاج والاستنكار على ما لحق أبناء القطاع جراء الحرب.

من جانبه، قال “عبد الله صفا” الكاتب البرازيلي الفلسطيني الأصل، إن فوز روسيف يعزز موقف الدولة من القضية الفلسطينية، ونصرة لقضايا الشعوب ودولها التي تطمح للحرية والاستقلال والسيادة والاستقرار.

وأوضح أن البرازيل سجلت عبر العقد الماضي، “مواقف إيجابية ومنحازة إلى قضايا الشعوب وسيادة الدول واستقلالها، خاصة في مواقفها تجاه الصراع الدائر بالشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، وظهرت واضحة أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني”.

وأضاف: “كما كان للبرازيل دورًا إيجابيًا بمجلس الأمن والمؤسسات الدولية تجاه القضية الفلسطينية والصراع الدائر بالشرق الأوسط ودول المنطقة، وكان اعتراف البرازيل بالدولة الفلسطينية إيجابيًا ليشمل باقي دول القارة اللاتينية التي سارعت إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية”.

وتابع صفا قائلاً “كما أن السياسة الخارجية البرازيلية اصطدمت مع الموقف الصهيوني تجاه الصراع ومواقفه المتنكرة للحقوق الفلسطينية على مدار 12 عامًا والتي تمثلت أخيرًا تجاه جرائم الحرب التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحق شعبنا بالقطاع والتي تمثلت بسحب السفير البرازيلي من تل أبيب للاستشارة”.

ويمثل الوجود العربي في البرازيل 12 مليونًا من إجمالي عدد سكان البرازيل البالغ 200.4 مليون نسمة (بحسب إحصاء البنك الدولي في 2013)، بينهم نحو 1.5 مليون مسلم، ويمثلهم 80 مؤسسة ومركزًا إسلاميًا، ولهم أكثر من 120 مسجد’ا ومصلى يعمل بها 60 شيخًا وداعية.