كيف يتزوج الملوك في المغرب؟

cc939116dd988dda7dc75fc0b4703d66

تستعد العائلة الملكية في المغرب للاحتفال بزفاف “مولاي رشيد”، شقيق الملك محمد السادس، بـ “أم كلثوم بوفارس”، حيث يعتقد المتابعون أن يكون زفاف يجمع ما بين المحافظة على التقاليد والعادات دون إغلاق الباب في وجه الحداثة، التي بدأت تترك بصمتها على عامة حفلات الزفاف بالمملكة.

ورغم أن العائلة الملكية حرصت دائمًا على مواءمة طقوس الأعراس مع العصر، إلا أن صحيفة إيلاف أشارت إلى أن المملكة لم تفرط في التقاليد العريقة، مشيرة أنه في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، كان الجزء الأكبر من حفلات زفاف بناته من نسج خيال عامة الشعب، لأنه كان يحيط شخصيته وعائلته بـ “هالة” تحكمها السرية حتى وصول ابنه محمد السادس إلى سدة الحكم، مدخلاً تغييرات كثيرة على عادات العائلة الحاكمة بما في ذلك طقوس الأعراس داخل القصر.

وللمرة الاولى، شاهد المغاربة ملكهم محمولاً بجلبابه الأبيض على العمارية، وهي أحد أعرق وأقدم طقوس العرس المغربي التقليدي.

وكان زفاف محمد السادس فرصة ليتابع عامة الناس أجواء وطقوس العرس الملكي بالطريقة البسيطة نفسها التي يحتفل بها كل المغربيين، مع العلم أن العاهل المغربي اختار زوجة من عامة الشعب، الأمر الذي ساهم أيضًا في تشكيل صورة مختلفة للملك الشاب عن باقي ملوك المغرب.

الباحث والكاتب المغربي عبد الفتاح الفاتحي، قال لإيلاف: “احتفالات المؤسسة الملكية بزواج العاهل المغربي الملك محمد السادس عرفت تجديدًا كبيرًا، وانفتاحًا قويًا للأسرة الملكية على المواطنين المغاربة، من خلال مشاركتهم أفراح زواج أمرائها وأميراتها”، مضيفًا: “تقاليد زفاف الأسرة الملكية في المغرب ظلت مجهولة لدى عموم المغاربة، لأنها سُوِّرَت بالحشمة والوقار، إذ مُنع المغاربة من الاطلاع على زيجات الأسرة الملكية، ولذلك بقي حريم السلطان سرًا من أسرار القصر التي لا ينبغي كشفها أمام العامة من الناس”.

ويضيف الفاتحي: “حفلات الزفاف الآن مخالفة لأعراس شقيقاته التي أشرف عليها والده الحسن الثاني شخصيًا، وسمع عنها المغاربة عبر شاشة التلفزة المغربية، وبقيت تفاصيل الطقوس داخل أسوار القصر حكرًا على الخاصة من المدعوين”، مؤكدًا أن “حفل زفاف الملك محمد السادس بسلمى بناني شكل حدثًا غير مسبوق في تاريخ احتفالات الدولة العلوية، بأن جرى إشراك المغاربة فعليًا في الاحتفالات، فكان ذلك حدثًا شعبيًا وطنيًا، ظهر فيه الملك بجلباب أبيض ككل العرسان، محمولاً على العمارية، أحد أعرق طقوس العرس المغربي التقليدي”.

ومن أبرز التقاليد التي كان يقوم بها سلاطين المغرب خلال عقد قرانهم، والتي ذكرها المؤرخ عبد الهادي التازي في أحد التصريحات الصحافية: “أن عقد الصداق أو الزواج يتم بباب القصر وليس بداخله”، مشيرًا إلى أن “هذا الأمر يدخل في إطار الدلالات الحضارية والرمزية لزواج الملك، ويقصد به إشعار المرأة أو الأميرة بأن لا مجال أمامها للعودة إلى بيت أهلها، وأن على كلا الجانبين تحمل الآخر”.