في حملة استمرت لمدة ثلاثة أيام تخللها اشتباكات متقطعة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، استولى تنظيم “جبهة النصرة” على العديد من القرى والبلدات التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم “ثوار سوريا”.
جبهة “ثوار سوريا” الذي يتزعمها “جمال معروف” تعد أحد أكبر تنظيمات الجيش الحر التي تقاتل نظام الأسد وتنظيم الأسد في آن واحد، كانت جبهة النصرة قد اعتقلت العديد من قياداتها في الحملة الأخيرة، كما استولت على بلدات “بليون” و”كنصفرة” و”إبلين” و”إبديتا” و”مشون” و”المغارة” و”شنان” في جبل الزاوية من ريف محافظة إدلب.
كما أسفرت اشتباكات الأمس التي حدثت بين النصرة و”ثوار سوريا” عن سقوط مناطق أخرى بريف إدلب شمال سوريا بيد النصرة منها بلدتي “سراقب” و”معرة النعمان” والحواجز الموجودة على الطريق العام الذي يمر بالقرب منها.
أحد قيادي “ثوار سوريا” قال لوكالة رويترز: “حدث هذا من قبل وخرجنا منه سالمين، لكن التعبئة كانت كبيرة جدًا هذه المرة”، مشيرًا إلى أن تنظيم “داعش” يقوم بدعم الجبهة في هذه الحملة، ومؤكدًا أن 20 من مقاتلي الجماعة قتلوا في هذه الاشتباكات.
المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره أكد تقدم الجبهة في مناطق “ثوار سوريا”، جاء ذلك على لسان مديره “رامي عبد الرحمن” الذي قال إن “النصرة تحقق الكثير من التقدم”، مضيفًا أن دعمًا ميدانيًا وعسكريًا قدم إلى النصرة ليس من داعش – كما ذكر قيادي ثوار سوريا – وإنما من تنظيم آخر يدعى “جند الأقصى”.
وذكرت بعض المصادر الإعلامية المعارضة في سوريا بأن المعارك بدأت بين الجانبين إثر انشقاق كتيبة تابعة لجبهة ثوار سورية في قرية البارة وانضمامها إلى النصرة مع كامل عتادها.
وامتدت محاولات جبهة النصرة لمزيد من السيطرة، لتهاجم حواجز تابعة لحركة “حزم” في ريف حلب الغربي من الأتارب ومنطقة الفوج 46؛ الأمر الذي تطور إلى اشتباكات بين الطرفين.
“جبهة ثوار سوريا” وحركة “حزم” كلاهما يتبعان ضمنيًا إلى ما يطلق عليه “الجيش السوري الحر”، وهي اسم افتراضي أُطلق على الكتائب التي تقاتل النظام السوري منذ بداية العمل المسلح في الثورة السورية، قبل أن تبدأ المسميات الأخرى الجهادية منها والمؤدلجة وغيرها بالظهور، حيث يتهم هذين الفصيلين من بعض الفصائل الجهادية الأخرى بـ”العمالة” أحيانًا، وبـ”العلمانية” في أحيان أخرى.
ويعد هذان الفصيلان – ثوار سوريا وحزم – من الكتائب المعتدلة التي تعتمد في تسليحها على ما تغنمه من أسلحة أثناء القتال، وعلى الدعم الخارجي من الدول، حيث يعد كلا الفصيلين من القوى الكبيرة والمجهزة في سوريا.
الناشطون في سوريا تحدثوا على أن هزيمة جبهة ثوار سوريا في تلك المناطق بهذا الشكل السريع يعد انتكاسة كبيرة للجيش الحر في ريف إدلب؛ الأمر قد يفتح الطريق لجبهة النصرة بالسيطرة على الريف بشكل أكبر.