يمكنك مشاهدة الوثائقي في نهاية هذا التقرير
أعلنت قناة الجزيرة قبل أسبوع من الانتخابات التشريعية التونسية عن قرب بث فيلم وثائقي جديد تحت عنوان “الصندوق الأسود” للحديث عن أغمض الملفات وأكثرها تعقيدًا في تونس بعد الثورة، وقبل أن يبث الفيلم أو يعرف شيء عن محتواه سوى تلميح لدور لعبه رجل الأعمال “كمال اللطيف” الملقب بـ”صانع الملوك”، تعرض الفيلم لهجوم حاد من قبل من يعلنون أنهم يطالبون بالكشف عن خفايا مقتل “شكري بلعيد”.
ورغم أنه كان من المتوقع أن يبث الفيلم يوم الخميس السابق ليوم الانتخابات، أجلت قناة الجزيرة بث الفيلم لما بعد الانتخابات، وهو ما فُسر بأن بث الفيلم سيؤثر على الجو الانتخابي في البلاد وسيورط أطرافًا مشاركة فيها كما سيحرج أطرافًا أخرى، بالإضافة إلى كونه قد يتسبب في اتهامات واسعة لقناة الجزيرة بدعم طرف سياسي على حساب طرف آخر.
من هو شكري بلعيد:
“شكري بلعيد” هو سياسي يساري تونسي، بدأ مسيرته في المعارضة ضد نظام زين العابدين بن علي، ثم انتقل بعد الثورة لمعارضة حزب حركة النهضة، وبفضل كلماته القوية والجارحة والبليغة ضد حكم النهضة الإسلامية؛ فُتحت أمامه أبواب وسائل الإعلام التونسية الخاصة المملوكة بالأساس لرجال أعمال مقربين من نظام زين العابدين بن علي.
مع العلم أن شكري بلعيد كان معارضًا بشدة لعودة نظام بن علي وللأحزاب التي انبثقت عن حزب التجمع الدستوري بعد حله بأمر قضائي وعلى رأسها حزب نداء تونس الذي يترأسه الباجي قائد السبسي، والذي تشير النتائج الأولية للانتخابات التشريعية إلى تقدمه بفارق بسيط على حزب حركة النهضة.
اغتيال شكري بلعيد:
اُغتيل شكري بلعيد في يوم 6 فبراير 2012 أثناء خروجه من بيته (حسب الرواية الرسمية) للذهاب للمجلس الوطني التأسيسي، حيث كان يفترض أن يشارك في ذلك اليوم في مناقشة قانون العزل السياسي الذي كان سيؤدي لإبعاد عدد كبير من الوجوه السياسية التي شاركت بشكل فعال في تأسيس ورعاية وممارسة الديكتاتورية في أيام زين العابدين بن علي.
وبمقتله دخلت البلاد في حالة اضطراب سياسي وأمني شديدة أطاحت بأول حكومة منتخبة في تاريخ الجمهورية التونسية، وكادت أن تتحول إلى انقلاب “عسكري أمني سياسي” يطيح بكل المؤسسات المنبثقة عن انتخابات 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2001، وذلك حسب ما صرح به المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وأبرز مستشاري الرئيس “المنصف المرزوقي”، حيث تحدث عن يوم جنازة شكري بلعيد وشبهه بيوم 30 يونيو 2013 في مصر.
تقرير مفصل حول “يوم 30 يونيو التونسية” عبر هذا الرابط.
ما الجديد في الصندوق الأسود؟
الصندوق الأسود يتضمن حقائق ومعلومات جديدة وصادمة حول ملف اغتيال شكري بلعيد خاصة وحول ملف الإرهاب وتوظيف الإرهاب واستغلاله من قبل قوى غامضة تتقن التحكم في التيارات الإسلامية المتطرفة وتحسن توجيهها لتنفيذ عمليات لا تعود بالفائدة على أحد سوى هذه القوى الغامضة المحسوبة على نظام زين العابدين بن علي.
“زوجة” شكري بلعيد:
سطع نجم “بسمة الخلفاوي” بعد عشر دقائق أو أقل من اغتيال شكري بلعيد، حيث تحدثت بصفتها “زوجة” الشهيد بطلاقة ووضوح وبلاغة عن موقفها السياسي من اغتيال “زوجها”، ثم أصبحت من أهم زعيمات المعارضة ومن رموز المشهد السياسي التونسي دائمي الحضور في القنوات التلفزيونية والإذاعات وفي أعمدة الصحف في تونس وفي خارجها.
وقد تعرضت بسمة الخلفاوي إلى انتقادات كثيرة، تطورت إلى اتهامات غريبة وغير موثقة بالأدلة حول ادعاءات تقول إنها انفصلت عن شكري بلعيد قبل أشهر من اغتياله وأن بلعيد لم يكن مقيمًا في البيت الذي قُتل أمامه وأنه كان هناك في ذلك اليوم لتفقد أبنائه لا غير.
وإن كانت بسمة الخلفاوي ترفض بشكل قاطع الإجابة أو الحديث عن هذا السؤال، فإن فيلم “الصندوق الأسود الذي سيبث غدًا الخميس، سيقدم إجابة واضحة وصريحة مدعمة بالأدلة وبوثائق رسمية تثبت ما إذا كانت بسمة الخلفاوي هي فعلاً زوجة شكري بلعيد أم لا، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى أكثر أهمية.
فوزي بن مراد:
“فوزي بن مراد” هو محامي تونسي جمعته صداقة “النضال السياسي” بشكري بلعيد، وفتحت أمامه أبواب وسائل الإعلام التونسية بعد حادث الاغتيال حيث اتهم حركة النهضة بتحمل المسئولية الأخلاقية عن حادثة الاغتيال، ليصبح فيما بعد أحد أفراد هيئة الدفاع عن شكري بلعيد والتي تولت مهمة متابعة ملف القضية مع القضاء التونسي.
ولكن صداقة فوزي بن مراد مع وسائل الإعلام لم تدم طويلاً، وكذلك عضويته في هيئة الدفاع عن شكري بلعيد، إذ تم التخلي عنه بعد إدلائه بتصريح خطير ومبهم قال فيه إنه حصل على معلومات خطيرة جدًا ستغير مجرى التحقيق، وامتنع عن توجيه التهم لأي جهة سياسية، قائلاً إنه يتعرض لضغوط كبيرة وتهديدات جادة تسعى إلى منعه من كشف الحقائق التي وصل إليها والمتعلقة بتورط مسئولين في أجهزة الدولة في عملية اغتيال شكري بلعيد.
تصريح فوزي بن مراد الذي أدى إلى إقصائه:
https://www.youtube.com/watch?v=Fy4yg0m7yLg
وبعد أسابيع من إقصاء فوزي بن مراد من هيئة الدفاع عن شكري بلعيد وعن وسائل الإعلام، تم الإعلان عن وفاة فوزي بن مراد بسكتة قلبية مفاجئة، وذلك على الرغم من تأكيد المقربين منه على أنه لم يكن يعاني من أية أمراض؛ الأمر الذي جعل كثيرين يشككون في الرواية الرسمية ويدعون أنه قُتل حتى لا يكشف معلومات لا يراد لها أن تُكشف.
وسيقدم فيلم الصندوق الأسود إجابات واضحة عن مقتل فوزي بن مراد وعن مدى صحة الرواية الرسمية وعن موقف زوجته من حادث موته.
عناوين أخرى:
وسيكشف الفيلم عناوين أخرى شديدة الخطورة حول صانع الملوك “كمال اللطيف”، ورأس الإرهاب “أحمد الرويسي” وحول النقاط التي تلتقي عندها كل الخيوط.
تقرير لنون بوست حول أحمد الرويسي عبر هذا الرابط.
تحديث: 30/10/2014 – وثائقي الصندوق الأسود