ترجمة وتحرير: نون بوست
يعلم الجميع أن الرسم بالنسبة للأطفال يساهم بشكل فعال في تنمية المهارات الحركية لليدين والكشف عن إمكانات الطفل الإبداعية من خلال التعبير عن الذات وعن المشاعر والعواطف، والسماح بتجسيد الخيال، وعادة ما يبدأ الأطفال بالرسم في سن مبكرة جدا.
في البداية، يرسم الأطفال سطورا و”خربشات”، ولكن بعد مرور عام يصبح الأمر أكثر جدية، حيث ينقل الصغار من خلال الرسم حبهم للأم والعائلة والعالم من حولهم. ورغم من بعض العواقب الصغيرة مثل اتساخ الملابس واليدين وأحيانا الأثاث، يظل الرسم شكلا مهما من أشكال الترفيه للأطفال.
فوائد الرسم للاطفال
دعونا نلقي نظرة فاحصة على فوائد الرسم للأطفال من مختلف الأعمار.
نشاط مشترك رائع
تلعب الأنشطة المشتركة دورا مهما في نمو الطفل والتأثير على عواطفه انطلاقا من الإنجازات الصغيرة والانتصارات المشتركة.
يطور المهارات المعرفية
يحفّز أجزاء الدماغ المرتبطة بالخيال وتحويل الصور. يساعد رسم شيء ما على تذكره دائما. عند الرسم باستخدام مرجع محدد، ينظر الطفل إلى الشيء ذاته عدة مرات، ويدرسه بالتفصيل ويتفحص خصائصه الفيزيائية.
تطوير المهارات الحركية الدقيقة
تتطور المهارات الحركية الدقيقة عند الأطفال منذ الولادة، لكن الرسم يساعد على تسريع هذه العملية، مما يسمح بزيادة قدرتهم على الكتابة وسرعة رد الفعل. يحفز هذا الأمر مناطق الدماغ المسؤولة عن التفكير والكلام والرؤية والحركة والمهارات والذاكرة والتنسيق. أثناء نشاط الرسم، يشارك نصفا الدماغ في العملية ويتم تطوير الوصلات بينهما.
تحسين قدرة الطفل على التعبير عن نفسه
من حيث المبدأ، يعتبر تعبيرا عن الذات. لا يستطيع الأطفال الصغار دائما وصف مشاعرهم وعواطفهم وحالاتهم المزاجية باستخدام الكلمات. في هذه الحالة، يعتبر الطلاء والورق من الأدوات التي تساعد الطفل على التعبير عن ما يختلج في صدره. يتواصل “الفنانون الصغار” مع أنفسهم عبر الرسم من خلال إظهار الحالة الذهنية، والتي تنعكس في الأعمال التي يرسمونها.
يسمح للطفل بتطوير الإدراك حول بيئته
غالبا ما يفتقر الفنانون الصغار إلى المعارف اللازمة لإنشاء لوحاتهم الصغيرة، وهذا ما يحفزهم على ملاحظة المزيد من الأشياء من حولهم، مما يساهم في تطوير قدرات الملاحظة والانتباه.
إطلاق العنان للقدرات الإبداعية
في عالم اليوم، كثيرا ما نسمع عن أهمية المهارات الإبداعية في النمو الوظيفي وتطوير الإنتاجية. يساعد الرسم على تنمية التفكير البديل والقدرة على إيجاد خيارات متنوعة.
متى يوصى بأن يبدأ الطفل بالرسم؟
ينصح الأطباء ببدء الرسم حين يستطيع الطفل الجلوس بشكل صحيح بمفرده، وعادة ما يحدث هذا الأمر بين 6 و9 أشهر. بالنسبة للخطوات الأولى، أفضل طريقة للبدء هي الطلاء بإصبعين أو ثلاثة باستخدام دهانات لا تحتوي على مكونات ضارة. سيكون من الأنسب وضع الطفل على كرسيه المرتفع أو على الطاولة وهو جالس على ركبتي والدته. كما أنه من الأفضل تغطية مساحة الرسم بفرش المائدة وإزالة الأشياء التي يمكن أن تتسخ أثناء العملية الإبداعية؛ يجب أن تكون ملابس الأم والطفل مناسبة أيضا لهذا الأمر.
في البداية، لن يبدأ الطفل في الرسم وسوف يحاول التعرف على المادة الجديدة، وهو أمر يجب تجنبه بالطبع. في الحقيقة، يعتبر الرسم باستخدام أقلام الشمع تقنية رسم مفيدة لتنمية مهارات الطفولة المبكرة. نظرا لصغر حجم قلم التلوين، سيكون من الصعب على الطفل إمساكه بقبضة اليد، وبالتالي سيكون من الضروري استخدام ثلاثة أصابع، مما سيكون له تأثير إيجابي على تطور مهاراته اليدوية. في هذا الوقت، من الأفضل أن يساعده الأب والأم على رسم الخطوط، فالطفل سيرغب على الأرجح في تكرار ذلك.
ستساعد هذه الطريقة على تجنب “الأوساخ” الناتجة عن عملية التلوين بالدهانات السائلة. بعد أن يبلغ طفلك العام، يمكن البدء بالرسم باستخدام أقلام التحديد وأقلام الرصاص.
سيكون من الأسهل الرسم على أوراق كبيرة، لأن الأطفال في هذا العمر لا يدركون الحدود جيدا.
في سن الثالثة، يمكن تقليل حجم الأوراق نظرا لأن الطفل سيتعلم استخدام أصابعه وفرشاة الرسم. يجب أن تنتبه باستمرار إلى الطريقة التي يمسك بها طفلك قلما عاديا أو قلم رصاص أو قلم تحديد، لأن ذلك سيساعده في تعلم الكتابة لاحقا. بعد عامين، يمكنك أن تقدم لطفلك الألوان المائية وأن تعلمه الجمع بين الألوان المختلفة.
الرسومات الأولى في الطفولة
ستكون رسومات الأطفال الأولى خطوطا فوضوية عبر الورقة؛ هكذا يتعلم الطفل الأساسيات الأولى للرسم.
بعد ذلك، سيبدأ الطفل بالبحث عن أشكال ذات معنى في رسوماته. هذه عملية فكرية صعبة، وغالبا ما “يستعجل” الآباء في هذه المرحلة محاولين تمييز أشياء معينة في الرسومات. لا يجب أن تؤثر على الطفل بتفسيراتك الخاصة، وحتى بعد ثلاث سنوات، سيكون من الأفضل أن يشرح الطفل بنفسه ما رسمه.
قيمته من وجهة نظر نفسية
الإنترنت مليء بالمقالات حول تفسير رسومات الأطفال، ولا يجب أن تثق بكل ما يُنشر عن هذا الموضوع، واحرص على أن تبحث جيدا في المصادر الموثوقة والمدعومة بالبحوث والدراسات العلمية.
على سبيل المثال، يُعتقد أن استخدام الألوان السلبية والداكنة يشير إلى اكتئاب الطفل، بينما تشير الألوان الفاتحة والمشرقة إلى أنه متفائل. مع ذلك، يمكن فقط لطبيب نفساني تفسير الرسومات على هذا النحو بعد أن يجلس مع الطفل ويستمع إلى تعليقاته.
مثال آخر، عندما يرسم الطفل نفسه بحجم صغير بين مجموعة من البالغين، لا يعني بالضرورة أنه يشعر بالإهانة، ربما يعبّر ذلك عن الطريقة التي يرى بها نفسه مع والديه في المرآة.
إذا كنت لا تحب شيئا ما في رسومات طفلك، أو لاحظت أمرا يثير القلق، فمن الأفضل التحدث إلى طبيب نفساني وعدم التفكير في أشياء قد تكون خاطئة تماما.
ما الذي يمكن استخدامه في الرسم؟
يمكن استخدام مجموعة واسعة من الأدوات:
أقلام رصاص وأقلام لبدية: وهي مناسبة للأطفال الأكبر سنا، وتمكنهم من التدرب على كيفية وضع اليد، وإمساك الأشياء، والاستعداد لتعلم للكتابة.
أقلام الشمع: وهي مناسبة للأطفال الصغار، كما أنها تساهم في تنمية المهارات الحركية الدقيقة لليدين.
الألوان المائية: وهي الأكثر ذكاء والأكثر جرأة للتعبير عن الذات.
وسائل الرسم غير التقليدية: الرمل والحبوب والبلاستيك. تساعد هذه الطرق على تطوير خيال الطفل، وتسمح بإنشاء رسومات فريدة من نوعها.
لوحة الرسم: وهي مناسبة للأطفال الأكبر سنا الذين لديهم رغبة قوية في الرسم والإبداع.
المصدر: لا فيدا لوثيدا